لندن: حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مما أسماه مشروع إنقلاب إقليمي دولي في العراق عبر صناديق الاقتراع وهاجم زعيم القائمة العراقيّة الفائزة في الانتخابات أياد علاوي واتهمه بالتحريض على إنتهاك سيادة العراق وإعادة ظروف الفلتان الأمني السابقة ودعا الجامعة العربية إلى عدم الاستجابة لطلباته بالتدخل دولياً في قضية الانتخابات وطالب العراقيين بالوقوف بوجه هذه المحاولات.

وقال المالكي في كلمة له خلال احتفال بتدشين جسر في بلدة الهندية بمحافظة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم الجمعة ان بعض السياسيين يسعون اليوم لضرب سيادة العراق والعودة به الى ظروف الاضطراب الامني السابقة من خلال جولات عربية واقليمية ودولية يحرضون بها على بلدهم من اجل ابقائه تحت طائلة عقوبات البند السابع من ميثاق الامم المتحدة.

واضاف quot;سنقف بحزم في وجه كل من يريد بقاء العراق متخبطًا في النزاعات الطائفية والحزبية والسياسيةquot; من خلال حصر السلاح بيد الدولة وتأكيد وحدة العراق ومنع التدخلات الاجنبية في شؤونه واضاف quot;لم اسمع ابدا ان بلدا كالعراق يخضع لعقوبات الفصل السابع هذا ثم يذهب بعض سياسييه الى الجامعة العربية يدعونها للتدخل لدى الامم المتحدة والاتحاد الاوربي لإبقاء العراق تحت الوصاية الدوليةquot; في اشارة الى اجتماع عقده علاوي في القاهرة امس الاول مع الامين العام للجامعة عمرو موسى حيث اطلعه على اخر مستجدات الوضع السياسي في العراق، خصوصًا في ما يتعلق بإجراءات هيئة المساءلة والعدالة باستبعاد مرشحين فائزين في الانتخابات وابرز المعوقات التي تعترض تكشيل حكومة وطنية تضم جميع مكونات الشعب العراقي.

واضاف المالكي قائلاً quot; اذا كان هؤلاء يمارسون هذه السياسات وهم بعد لم يستلموا مسؤوليات البلاد ويدعون لحجز سيادة العراق والغائها.. فماذا سيفعلون بعد ذلك؟quot;. وقال quot; انظروا الى هذه الوفود تتنقل بين الدول وتدعوها الى التدخل في شؤون الانتخابات العراقية وهي قضية محلية قضائية وقانونية اعطت الحق للقوى المشاركة في الانتخابات الى تقديم طعون في نتائج يشك في صحة نتائجها وهذا ليس شيئًا منكرًا لكن الضجة اثيرت في العالم ضد القضاء والقانون العراقيين اللذين يحميان شرعية الانتخابات ونتائجهاquot;.

وتساءل عن الذي يضير في اعادة عد وفرز الاصوات يدويا وهو امر حصل سابقا في دول اخرى ومنها الولايات المتحدة. وكان السفير الاميركي في العراق كريستوفر هيل قد اكد قبل ايام بان القضاء العراقي قد فشل في تاكيد استقلاليته وعدم خضوعه للضغوطات السياسية.

واشار المالكي الى ان كل هذه التطورات تعطي تأكيدات بأن هناك مشروعًا اقليميًا دوليًّا يسعى لانقلاب في العراق عبر صناديق الاقتراع حيث تنطلق التهديدات بضرب الامن وتعكير الاجواء السياسية وهو امر يتطلب من مفوضية الانتخابات المضي في تنفيذ قراراتها بشان الطعون واعادة فرز الاصوات يدويا. واوضح ان تغير النتائج بمقعد او مقعدين لن يؤثر على تشكيلة الحكومة الجديدة لأن هذه الحكومة يجب ان تتشكل بشراكة وطنية لكل الفائزين في الانتخابات.

وشدد بالقولquot; ان التدخل العربي والدولي في قضية عراقية قانونية محلية يشكل خطورة كبيرة على العراق لاتقل خطورة عن دعوات بعض السياسيين لتفعيل قرارات مجلس الامن بابقاء العراق منتهك السيادة.. وتساءل قائلا quot;اين هي الوطنية في ضرب سيادة العراق؟quot;.

وقال quot;اتوجه بندائي الى الجامعة العربية والمؤسسات الدولية الاخرى لاخذ الامور بقانونية وألا تخطو خطوة باتجاه التدخل في الشؤون العراقيةquot;. واضاف ان على الجميع احترام ارادة الشعب العراقي وسيادته وعلى العراقيين ان يعلنوا رفض هذه المطالب بضرب السيادة العراقية وخرق الوحدة الوطنية وفتح الابواب امام تدخل القوى الاجنبية في شؤون العراق وادعو السياسيين الى التحرك لمنع محاولات العودة بالعراق الى نقطة الصفر وحيث سيكون الجميع في دائرة الخطرquot;. وزاد بالقول quot;لن نسمح باختراق السيادة والامن وجعل العراق ساحة لتدخلات اقليمية واجنبيةquot;.

وقال ان قضية اجتثاث هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث لعدد من المرشحين اخذت ابعادًا اكثر من حقيقتها، لأن قانون المساءلة صدر عن مجلس النواب وهو واجب التنفيذ والالتزام به.
وكانت القائمة العراقية قد أعلنت اثر قرار اجتثاث عدد من مرشحيها انها ستدعو الامم المتحدة والاتحاد الاوربي والجامعة العربية الى التدخل للحفاظ على شرعية الانتخابات ونتائجها وعلى الحفاظ على العملية الديمقراطية في العراق.

واضاف المالكي ان العراق قد نجح في البدء بعمليات اعمار النفوس والبنية التحتية في البلاد التي خربتها العصابات المسلحة في القاعدة واعوان النظام السابق بعد ان تمكن من تجاوز مخاطر الطائفية التي عملت على شق صفوف ابناء البلد الواحد وتم تجاوز مرحلة النظام السياسي السابق القائم على حكم الحزب الواحد والطائفة الواحدة والقومية الواحدة.

واشار الى ان كل ذلك تم بعد معركة شرسة بدات باعادة الامن الذي هو اساس الاعمار والبناء والتقدم وازالة الفتنة بين الناس. وقال ان العراقيين تحملوا مسؤولياتهم وهزموا الارهاب وهم يلاحقونه الآن حتى نهاياته الكاملة، مشدّدًا على ان الضربات التي تلقاها تنظيم القاعدة في العراق بقتل زعيميه المصري والبغدادي لم يكن ضربة له في العراق وحده وانما على مستوى العالم كله. واشار الى ان هذا الانجاز هو رسالة لكل من يريد اعادة ظروف الانفلات المني السابقة وقال quot;لن نتساهل ابدا مع كل من يريد العبث بالامن لاننا نريد الاعمار والبناء وتقديم الخدمات للمواطنين الذي يعانون من تدينها واستثمار ثروات العراق بعد عقود النفظ الكبيرة الاخيرة التي وقعها العراق مع شركات عالميةquot;. واشار الى ان العمل جار لانشاء مطار دولي في محافظة كربلاء لاستيعاب الاعداد الكبيرة التي تصل اليها من كل بقاع العالم لزيارة المراقد المقدسة فيها.

وقال مراقبون للشأن العراقي ان هجوم المالكي على علاوي هذا قد دق المسمار الاخير في نعش محاولات جمع الرجلين في اجتماع لمحاولة بحث امكانية التحالف بين ائتلافيهما لتشكيل كتلة كبيرة قادرة على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. ومن المنتظر ان تبدأ الاثنين المقبل عمليات إعادة فرز الاصوات يدويًا في 11 الف محطة انتخابية في محافظة بغداد.

وقال رئيس المفوضية فرج الحيدري في مؤتمر صحافي في بغداد امس ان اجراءات عملية اعادة العد والفرز في بغداد ستتم تنفيذًا لقرار الهيئة القضائية المختصة حيث ان استمارات التصويت الخاص وانتخابات الخارج ضمن محافظة بغداد سيعاد عدها وفرزها وسيتم ضمها الى استمارات محافظة بغداد وسيعلن عنها ضمن الاعلان النهائي لنتائج العد. وتوقع ان تستمر عملية العد ثلاثة اسابيع وسيقوم بها موظفون من كل محافظات العراق لتوفير الدقة لضمان عملية شفافة ونزيهة.

وكان ائتلاف quot;دولة القانونquot; بزعامة المالكي قد قدم طعونا في نتائج الانتخابات في بغداد التي لها 68 مقعدا مطالبًا باعادة عد وفرز الاصوات في العاصمة يدويا. وفازت القائمة العراقية في الإنتخابات بحصولها على 91 مقعدًا برلمانيًا فيما جاء ائتلاف المالكي ثانيًا بحصوله على 89 مقعدًا من مجموع مقاعد مجلس النواب الجديد البالغة 325.