تستعينألمانيا في مدارسها بمدرسين من أصول أجنبيَّةنظرًا لبلوغ نسبة التلاميذ المهاجرين اليها 50%.

ميونيخ: يصطف التلاميذ في احد فصول مدرسة quot;كارل فونquot; المتوسطة في ميونيخ مستقبلين مدرسهم التركي الاصل quot;مراد اصلانquot;، انه احد المدرسين القلائل من ذوي الاصول الاجنبية الذين يعملون في سلك التدريس في الولاية، والذين لاتزيد نسبتهم العاملة عن 1% مقارنة بالمدرسين الالمان في كل المانيا.

لكن هذا الامر في طريقه الان للتغيير فهناك رغبة كبيرة لدى المؤسسات الالمانية العاملة في حقل التعليم في تعزيز المدارس الالمانية بمدرسين من اصول اجنبية، اذ ان نسبة الطلاب الاجانب في مدارس المدن الكبرى كنورنبرج، وميونيخ على سبيل المثال قد تصل الى 50% مقارنة بالطلاب الالمان.

لهذا السبب تعمل الان وزارة التربية والتعليم في اقليم بافاريا، بالتعاون مع المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين، والمعهد التربوي لاعداد المدرسين في نورنبرج بالاشتراك مع مؤسسة quot;تسايتquot; من اجل اعداد خطة متكاملة لتحفيز طلاب المدارس الثانوية من ذوي الاصول الاجنبية لاستكمال دراستهم للتاهيل كمدرسين في وقت لايرغب فيه كثيرون من ابناء المهاجرين الذين يستكملون دراستهم العليا في الاتجاه الى سلك التدريس لان العائلات المهاجرة ترغب في ان يتأهل اولادهم للعمل كمحامين واطباء ومراجعين ضرائبيين وليس بالضرورة التأهل كمدرسين.

اليزا فتاة من اصل افغاني تبلغ ثمانية عشر عاما وهي طالبة في المدرسة الثانوية ترى ان قرار التوسع في استخدام مدرسين من اصول اجنبية يتوافق مع رغبتها في التأهيل للعمل كمدرسة وتضيف قائلة ان ذلك يرجع لانني اتقن ستة لغات مع استعدادي الكامل لتعلم المزيد من اللغات وهو الامر الذي يجعلني قادرة على التفاهم مع الطلاب الاجانب بلغتهم الاصلية في حالة تعذر التفاهم باللغة الالمانية.

من جهته يرى quot;مراد اصلانquot; ان المدرس الاجنبي لايتوقف عمله على التدريس فقط انما له القدرة ايضا على تفهم كثير من المشاكل التي تبقي دائما ملازمة للطالب اثناء فترة الدراسة ويصعب تنحيتها جانبا على سبيل المثال بعض المشاكل السياسية التي تمر بمواطن هؤلاء الطلاب الذين ينتمون لاقطار عديدة فمن السهل ان يحدث خلاف سياسي بين اقطارهم او حتي حروب، مثل المشكلة التركية الكردية والتي كثيرا ما تطرح نفسها على الجاليتين هنا ومن ثم ابنائهم، عند ذلك استطيع في كل مرة تتصاعد فيها المشكلة ان استقطع نصف ساعة من وقت التدريس للتحدث للطلاب عن المشكلة بعقلانية والتأكيد على ان الاكراد ليسوا ارهابين، ومن ثم يتعين علي الطلاب عدم الاصطدام ببعضهم البعض ويضيف قائلا: انني في كل الاوقات ابدو للجميع محايدا وانتمي اليهم جميعا بغض النظر عن التنوع بينهم فانا اثناء التدريس اكون كرديا وتركيا والمانيا.

تلاميذ المدارس الالمانية انفسهم يرون ان فكرة الاستعانة بمدرسين من اصول اجنبية رائعة، ويقيمون مدرسهم مراد اصلان بقولهم انه يتميز بخفة الدم والقدرة على التمثيل ويرعانا في الدرس بشكل جيد. ويقول طالب اخر انني احب اصلان كونه تركي وليس الماني ويقول طالب الماني الاصل انه يبدو كالماني لم استطع في البداية تبين جنسيته الاصلية. ويضيف طالب اخر لا اجد ذلك شيئا سيئا للمدارس الالمانية، بل يستطيع التلاميذ التعرف على المزيد من اللغات والتعرف على بلاد جديدة.

السيدة بترا شتابير مديرة احدى المدارس ترى ان الفكرة جيدة وان المدرسين من ذوي الاصول الاجنبية لهم القدرة على فهم حالة الطالب المهاجر النفسية اكثر من المدرسين الالمان، وتقول عن ذلك لقد مررنا بتجربة عند الاستعانة باحد المدرسين الاجانب الذين عملوا معنا لبعض الوقت ولاحظنا كيف كانت ثقة الطلاب في انفسهم عالية ذلك ان المدرس يتكلم لغتهم ومن بلدهم.

نديم بوت هو ابن لابوين من الهند تعلم اللغة الالمانية في روضة الاطفال ثم في المدرسة الابتدائية وهو يريد التأهل للعمل كمدرس بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية، ذلك ان وظيفة المدرس تناسبه تماما فهو يستطيع ان يعمل في الصباح وبعد الظهر يكون حر، ليس هذا فقط انما يسعده العمل مع الاطفال وخاصة الذين ينتمون الي اصول اجنبية كالتي اتى هو منها لان ذلك من شأنه ان يجعله قادر على تفهم حالة الطالب الاجنبي اكثر من غيره.
صليحة مراد شابة تركية هي في طريقها للعمل كمدرسة ترى ان المدرسين من الاصول الاجنبية لهم القدرة على فهم حالة الطالب النفسية اكثر من الاخرين خاصة الطلاب من الاصول المهاجرة اضافة بالطبع الى مقدرتها على فهم مشاكل الطلاب لانها تعيد اكتشاف نفسها مع التلاميذ، كما يمكنها التواصل مع الاهل في هذا الشأن وهي تريد ان تكون صورة مثالية وفعالة للمهاجرين في المانيا وان تستطيع تحقيق شيء ما في هذه الحياة.

وفق رأي الخبراء التربويين الالمان، فإن المدرس ذي الخلفية الاجنبية ربما لديه القدرة على ان يتفهم مشاكل الاطفال بشكل اكثر من الآخرين اي الالمان وهي حقيقة تجسدها تللك الحالات الفردية من المدرسين الاجانب في المدارس الالمانية الان.