في وقت يتوجه فيه إلى بغداد خلال اليومين المقبلين وفد من إئتلاف الكتل الكردستانيَّة لإجراء مباحثات حول تشكيل الحكومة الجديدة، رفض التيار الصدري اليوم أي تحالف بين كتلتي العراقيَّة بزعامة إياد علاوي ودولة القانون بزعامة نوري المالكي، يكون على حساب الأكراد معتبرًا أنَّ ذلك أمر غير صحيح مشدِّدًا على أنَّ حكومة الشراكة الوطنيَّة هي الحل الأمثل لما يعصف بالبلاد من مشاكل .

لندن: قال الشيخ صلاح العبيدي المتحدث الرسمي باسم التيار الصدري حول المباحثات الجارية بين كتلتي العراقية ودولة القانون لعقد اجتماع بين زعيميهما علاوي والمالكي وإمكانية الاتفاق على تحالف بين الكتلتين quot;ان اي تقارب في وجهات النظر بين المكونات الاساسية والقوائم التي فازت في الانتخابات التشريعية الاخيرة سيأتي بثمار ايجابية للوضع العراقي عموما وهذا التقارب بين العراقية ودولة القانون سيصب في الاتجاه نفسه ان حصلquot; .

واضاف quot;لكن محاولات بعض المتحدثين اعلاميا لايجاد أفضليات خاصة في تقسيم القوائم الفائزة تقود الى استبعاد جهة وإعطاء سلطة وتفويض لجهة أخرى في تشكيل الحكومة المقبلة امر غير صحيح لان البعض يعطي تحالف العراقية او دولة القانون التفويض بتشكيل الحكومة مع استبعاد القوائم الاخرى كالتحالف الكردستاني وهذا غير جائز سياسياquot;.

واشار المتحدث باسم التيار الصدري في تصريح وزعه مكتب اعلام الهيئة السياسية للتيار الصدري اليوم إلى أن للتحالف الكردستاني بعض التحفظات على عدد من شخصيات الكتلة العراقية وبعض سياساتها وتوجهاتها لكن هذا لا يجيز تقاربا بين العراقية ودولة القانون يكون ضد الاكراد او يسعى إلى إبعادهم عن التشكيلة الحكومية المنتظرة quot;امر غير صحيح تماما وان حكومة الشراكة الوطنية هي الحل الامثل لما يعصف بالبلاد من مشاكل لذلك يكون السعي إلى تحقيقها هو العمل الصوابquot; .

وتأتي تصريحات الشيخ العبيدي اثر تقارير اشارت الى أن مفاوضات بين قياديي كتلتي علاوي والمالكي تسعى إلى عقد اجتماع بينهما خلال اليومين المقبلين وامكانية الاتفاق على تولي علاوي لرئاسة الجمهورية مع توسيع صلاحياته مقابل التجديد لرئاسة المالكي للحكومة .

وكانت بعض وسائل الاعلام تحدثت عن وجود تقارب بين العراقية ودولة القانون لتشكيل الحكومة بالاضافة الى وجود نية للقاء بين زعيمي القائمتين اياد علاوي ونوري المالكي. وكانت شخصيات كردية ابدت مخاوف من تحالف علاوي والمالكي واستئثارهما بالمناصب العليا للدولة على حساب موقع الاكراد وحصتهم في المناصب السيادية وخاصة منصب رئيس الجمهورية الذي اتفقت القوى الكردستانية على ترشيح رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني له .

وكان علاوي اشار امس الى انه سيلتقي المالكي قريبا للبحث في آخر التطورات السياسية في البلاد نافيا في الوقت نفسه المعلومات التي تحدثت عن إعطائه منصب رئيس الجمهورية مقابل تنازله عن منصب رئيس الوزراء. ومن جهته قال المالكي الجمعة خلال اجتماعه مع القيادي في القائمة العراقية حسن العلوي إن المرحلة القادمة ستشهد انطلاق مباحثات جادة بين قائمتي دولة القانون والعراقية وسيتم البحث في تفاصيل العقبات التي تعترض تشكيل صيغة حكومية مقبولة من قبل جميع الشركاء .

وفد كردي الى بغداد للبحث في المشاكل المعلقة وتشكيل الحكومة

إلى ذلك، يتوجه وفد كردي يمثل ائتلاف الكتل الكردستانية الى بغداد خلال اليومين المقبلين لإجراء مباحثات مع القوى السياسية حول تشكيل الحكومة الجديدة ومحاولة حل المشاكل القائمة بين حكومتي بغداد واربيل . وقال مصدر كردي ان الوفد سيضم ممثلين عن قوى الائتلاف الكردي الجديد الذي اعلن الجمعة الماضي وسيجري مباحثات مع مختلف القوى السياسية العراقية ستكون استكمالا لمباحثات بدأت في اقليم كردستان خلال الاسابيع الماضية .

واشار الى ان مهمة الوفد تتركز على تشكيل حكومة شراكة وطنية تمثل مختلف الكتل الفائزة في الانتخابات التشريعية الاخيرة التي جرت في السابع من اذار (مارس) الماضي . وقال ان مباحثات الوفد واتصالاته ستتناول ايضا المشاكل العالقة بين الحكومتين الاتحادية في بغداد والكردستانية في اربيل .

وكان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني قد أعلن امس الاول تحالفا للقوى الكردية الفائزة في الانتخابات العراقية باسم quot;ائتلاف الكتل الكردستانيةquot; بهدف توحيد مواقفها وخطابها السياسي في مجلس النواب العراقي حول القضايا الكردية ومنها المادة الدستورية 140المتعلقة بكركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها . واكد ان هذا الائتلاف مستعد لخوض الحوارات السياسية مع جميع الاطراف والقوائم والتحالفات الاخرى في العراق من أجل إنهاء الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد وكذلك من اجل تسريع الخطى لتشكيل الحكومة المقبلة على أساس الشراكة ومن دون تهميش أو إقصاء لأي طرف كان .

واعلن بارزاني خلال مؤتمر صحافي في مدينة اربيل ان هذه القوى الكردية التي انضوت تحت لواء التحالف الجديد هي : التحالف الكردستاني (الذي يضم الحزبين الكرديين الرئيسين بزعامة جلال طالباني ومسعود بارزاني) وحركة التغيير والاتحاد الاسلامي الكردستاني والجماعة الاسلامية الكردستانية . وقد حصلت القوائم الاربع هذه على 57 مقعدا وكما يلي : التحالف الكردستاني وله 43 مقعداً وحركة التغيير وحصلت على 8 مقاعد والاتحاد الاسلامي على 4 مقاعد والجماعة الاسلامية ولها مقعدان من مجموع مقاعد مجلس النواب العراقي الجديد البالغة 325 مقعدا .