تقف المراهنات في بريطانيا في مقام مؤسسات استطلاع الرأي ويوليها البريطانيون أهمية كبيرة.

لدور المراهنات في بريطانيا أهمية من مجردتوقعات نتائج سباق الخيل والمباريات في مختلف ضروب الرياضة. فهي على نحو ما مجس لنبض الأمة وتطلعاتها في مختلف ضروب الحياة. ويتفرع من هذا أنها أيضا في مقام مؤسسات استطلاع الرأي.
خذ، مثلا، معركة خلافة غوردون براون في زعامة حزب العمال. هذه المعركة لم تبدأ رسميا بعد. ولا أحد وسط رموز العمّال على استعداد الآن لإعلان نيته خوضها. وعندما يسأل أحدهم عن هذا يجيب بالقول إن للحزب زعيمه وللبلاد رئيس وزرائها، وإن الوقت ليس ملائما للخوض في هذا المجال الآن.

لكن المعركة آتية لا ريب فيها. فزعيم الحزب ورئيس الوزراء أعلن على الأمة بكلمات واضحة أنه سيتنحى عن منصبيه في الأسبوع الأخير من سبتمبر (ايلول) المقبل وأنه سيساعد في تمهيد الطريق لاختيار خليفته من موقع محايد لا ينحاز فيه لأحد. ومسألة الحياد هذه في حد ذاتها هراء بالطبع لكنها ليست موضوعنا هنا ولا تهم دور المراهنة في كثير أو قليل، وإنما: مَن يخلف براون؟

وعموما تطرح تلك الدور، بعد دراسات جادة ومنطقية تعتمد على سائر المعطيات المتاحة، تكهناتها الخاصة بفرص المتنافسين بالفوز على شكل نسب تسمى laquo;oddsraquo; (الأرجحية) وتعلن عنها عبر مواقعهاالإلكترونية ومختلف وسائل الإعلام، وتبعا لها يلقي المتراهنون بمراهناتهم.

وبما أن العمال مقبلون على معركة لتسمية خلفية لبراون، فقد سارعت دور المراهنات لإعلان تكهناتها الخاصة بمن سيفوز بها وسط المرشحين المحتملين، وإن كان هؤلاء الأخيرون غير معروفين بالقطع الآن. وأدناه قائمة بمرشحيها تتسلسل تبعا لمتوسط حجم الفرصة بالفوز:

1- ديفيد ميليباند: (44 عاما) يلقب أحيانا laquo;العقلraquo; بفضل ذكائه الذي أتاح له الوصول الى منصب وزير الخارجية وهو في الحادية والأربعين من عمره. متحدث مفوّه وقفز اسمه الى صدراة المرشحين في كل مرة صار فيها حديث عن تنحي براون، وبالتالي فهو يتمتع بالفرصة الأكبر (6:4 في لغة المراهنات).

2 - إد بولز: (43 عاما) حاليا وزير المدارس والأطفال والأسرة ومن غلاة العمّال ومن أقرب الأقربين لغوردون براون. رغم أنه يجد تأييدا واسعا وسط نقابات العمّال، فقد يكون قربه من براون هو الذي يضعه في المركز الثاني (1:6) وليس الأول.

2- إد ميليباند (40 عاما) وزير البيئة وشقيق ديفيد. ثمة انطباع ان التعامل معه أسهل منه مع شقيقه. حداثة سنّه قد تصب لصالحه. فرصه مثل إد بولز ولهذا فهو يشاركه في المركز الثاني.

4- ألان جونسون (59 عاما) وزير الداخلية وساعي البريد سابقا. هذه الحقيقة تقرّبه كثيرا من العماليين laquo;التقليديينraquo;. لصالحه أيضا أنه ظل يعد بإصلاح النظام الانتخابي، لكن عمره المتقدم نسبيا يضعه في المركز الرابع بنسبة 1:10.

4- هارييت هارمان (49 عاما) وزيرة المساواة ونائبة زعيم الحزب. موغلة في اليسارية وعرف عنها سباحتها ضد التيار الشعبي في سبيل مبادئها، مثل دعوتها لحظر صور الفتيات شبه العاريات في ما يسمى تقليديا laquo;الصفحة 3raquo; بصحف التابلويد الشعبية. تحتل المركز الرابع بالاشتراك مع ألان جونسون.

6- آندي بيرنام (40 عاما) وزير الصحة اليافع الذي اشتهر بأحاديثه البسيطة المستقاة من مفردات رجل الشارع. يعتبر نجما صاعدا في صفوف العمال لكنه يفتقر الى بريق إد ميليباند رغم أنهما في العمر نفسه. فرصه 1:14.

7- ييفيت كوبر: (41 عاما) وزيرة العمل والمعاشات، وزوجة وزير المدارس إد بولز (انظر المركز الثاني). محببة لدى نقابات العمال ومع ذلك فثمة انطباع أنها تهمل بقية الشارع. فرصها 1:20.

8- جاك سترو: (63 عاما) وزير العدل وعميد رموز الحزب النشطين. خبرته تؤهله تماما للمنصب لكن عمره لا يبشر العمال على المدى الطويل. ولهذا فهو يأتي في المركز الأخير بنسبة 1:28.