تواصل فرق الاطفاء اخماد الحريق الهائل الذي شب في المنطقة الصناعية في الشارقة صباح الثلاثاء.

دبي: فوجئ أهالي إمارة الشارقة صباح الثلاثاء وتحديدا في تمام الساعة التاسعة بإندلاع حريق هائل شب بشركة الأصباغ الوطنية التي تضم عددا من المصانع في مكان واحد داخل المنطقة الصناعية وعلى الفور تحركت إدارة الدفاع المدني بالشارقة إلى موقع الحريق الذي وصفته بالكارثة مما دعاها للإستعانة بقوات إطفاء داعمة من أبوظبي ودبي وباقي إمارات الدولة بعد أن التهم الحريق مايقرب من 85 % من مصانع الشركة وفقا لرجال الاطفاء بموقع الحريق الذي لآزال مشتعلا حتى الأن، غير انه لم يتسبب في اصابة اكثر من اربعة أشخاص باصابات متوسطة ثلاثة منهم من عمال الشركة والآخرين من رجال الإطفاء وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

إلى جانب ذلك تم إحتراق عدد كبير من السيارات داخل وخارج الشركة لم يقدر عددها بعد غير أن من بينهم سيارة تابعة لإدارة الدفاع المدني التهمتها النيران بالكامل أثناء عمليات الاطفاء غير أن سائقها تمكن من الفرار قبل أن يلحقه أذى، ونظراً لما تحتوي عليه الشركة من مواد سريعة الإشتعال، لآزالت النيران مشتعلة حتى الان مصحوبة بدخان كثيف يغطي معظم المنطقة الصناعية التي أصيب العديد من قاطنيها و العاملين بها بحالات إختناق متعددة نظرا لكثافة الدخان المتصاعد من الحريق.

وأثر ذلك تم نقل العشرات منهم إلى المستشفيات المجاورة والمستشفى الميداني الذي انشئ بشكل عاجل بالقرب من موقع الحريق لإستيعاب وإسعاف المصابين على الفور ، خاصة وأن العديد منهم يعانون من الاصابة بالإختناق ويحتاجون إلى إسعافات اولية سريعة.

وفي سياق متصل أفاد أحد المصادر بشرطة الشارقة أن ذلك الحريق يعد الثاني من نوعه الذي يلتهم نفس الشركة quot;شركة الأصباغquot; حيث سبق وأن تعرضت لحريق أضخم من ذلك في منتصف التسعينات وتسبب في إحتراقها بشكل كامل وأسفر عن إصابة أكثر من 40 شخصاً من عمال الشركة انذاك.

وعن أسباب الحريق والخسائر المتوقعة أكد أحد العاملين داخل الشركة الذي رفض ذكر أسمه أنه يمكن أن تكون هناك أسباب جنائية وراء الحادث خاصة وأنه الثاني من نوعة الذي يستهدف الشركة، مضيفا أنه على أقل تقدير فإن الإهمال وعدم تعزيز الشركة بوسائل الامان الممكنة يعد تقصير كبير وعلى الجهات المختصة معاقبة المتسببين في ذلك، مؤكداً أن الخسائر المتوقعة جراء ذلك الحريق يمكن أن تصل إلى مئات الملايين من الدراهم فالشركة تم التهامها شبه كاملا وستكشف الأيام القليلة القادمة عن الحجم الحقيقي لتلك الخسائر وفقا لنتائج التحقيقات الجارية من قبل فريق البحث الذي تم تشكيله فور اندلاع النيران.

من جانبه أكد العقيد وحيد السركال، مدير إدارة الدفاع المدني بالشارقة أنه شارك في عملية الإطفاء أكثر من 250 من الكوادر الفاعلة التابعين لمختلف إدارات الدفاع المدني بالدولة وقوات التدخل السريع والقوات المسلحة والبلدية، كما قامت الجهات المعنية بإخلاء مساكن العمال بجوار المصنع المحترق تجنباً لامتداد النيران إليه، وأغلقت شرطة الشارقة ثلاثة طرق رئيسية في المنطقة وتم تحويل حركة السير من الطرق المؤدية لمكان الحريق لطرق بديلة أكثر أماناً وانسيابية كالطريق العابر وشارع الشارقة لضمان سلامة ألافراد وتجنب التجمهر في موقع الحريق، إلى جانب ذلك تم إخلاء الشركة من كافة الموظفين بها وسكان المباني السكنية المجاورة لموقع الحريق وقطع الكهرباء والغاز تجنباً لوقوع خسائر بشرية.

وذكر أن رجال الإطفاء تمكنوا من السيطرة على النيران ومنعوا امتدادها للمستودعات والأماكن المجاورة، خاصة وأن طبيعة المواد التي يحتويها المصنع من مواد كيمائية سريعة الاشتعال وكانت تمتد للأماكن الأخرى بصورة سريعة، مؤكدا أن عمليات الإطفاء ستظل مستمرة حتى ساعات متأخرة من الليل ويمكن ان تمتد الى الصباح كون المواد الموجودة بالمصنع تعتبر خطيرة جداً وقد تحدث أصوات انفجار لوجود براميل كثيرة داخل المستودعات، كما وأن عملية التبريد لاحقاً ستحتاج إلى جهود كبيرة من فريق الدفاع المدني الذي يشرف على عملية الإطفاء.

وأوضح أنه تم تشكيل فريق عمل موسع في موقع الحادث بهدف السيطرة على الحريق ومحاصرته من كافة المواقع لمنع امتداده لاحقاً إلى المواقع السكنية والتجارية المجاورة للمصنع، خاصة وأن المواد القابلة للإشتعال التي يضمها المصنع يمكن أن تحدث أي مفاجأة خلال الساعات القادمة جراء أي إنفجار قد يحدث.

ووصف المتابعون للحريق من الجمهور بأنه الاقرب لحريق ميناء خالد في الشارقة الذي وقع في شهر اب- أغسطس 2007 والذي تمكن من التهام مستودعات شركة الإمارات للزيوت المحدودة (الكو)، ولشدة قوته وصف انذاك بالاول من نوعه الذي تشهده الدولة بعد ان استمر اندلاع الحريق لما يقارب من 24 ساعة متصلة وامتدت تباعاته لعدة أيام.