على الرغم من تعهد دايفيد كاميرون إعادة التوازن بين الجنسين في حكومته في حال تم إنتخابه، إلا أنها لم تتضمن سوى أربع نساء من أصل 23 وزيرًا، وهو عدد قليل مقارنة بدول أوروبية أخرى.
ملت حكومة رئيس الوزراء العمّالي السابق غوردون براون التي شكلها للمرة الأولى في العام 2007، وحكومة رئيس الوزراء المحافظ الحالي التي أكمل تشكيلها الخميس، ثلاث سوابق في ما بينهما من حيث العنصر النسائي.
فقد كانت جاكي سميث أول امرأة تتولى وزارة الداخلية (في حكومة براون الأولى) في تاريخ البلاد، بينما كانت باتريشيا سكوتلاند (البارونة سكوتلاند)، وهي من أصل دومينيكي، أول سوداء (وأول امرأة من أقلية عرقية) تنال مقعدًا وزاريًا بعد أن عيّنها براون المدعية العامة في إنكلترا وويلز والمحامية العامة (المنصب نفسه باسم آخر) في اسكتلندا.
أما السابقة في حكومة ديفيد كاميرون فهي حصول البارونة سعيدة وارسي، الباكستانية الأصل، على منصب وزيرة من دون وزارة مع توليها رئاسة حزب المحافظين، لتصبح أول مسلمة تتمتع بمقعد في مجلس الوزراء في تاريخ بريطانيا.
هذا في ما يتعلق بالسوابق، لكن المنظمات النسائية البريطانية تجأر بالشكوى من أن العنصر النسائي عمومًا لا يجد تمثيلاً حقيقيًا له على مسرح السياسة البريطانية. وتشير هذه المنظمات الى حقيقة أن البرلمان الحالي يضم 139 امرأة وسط عدد نوابه الإجمالي وهو 650 نائبًا، أي إنهن يمثلن خُمس العدد فقط في وقت يبلغ فيه تعداد النساء نصف سكان البلاد.
ورغم أن ديفيد كاميرون كان قد اشتكى من أن حكومة براون الأولى ضمت خمس نساء فقط، ووعد في العام 2008 بإعادة التوازن في حال تسلمه الحكم، فقد فشل حتى في الوصول الى هذا العدد ضمن تشكيلة حكومته الجديدة. فقد ضمت أربع نساء فقط (من مجموع 23 وزيرًا) وهن بالإضافة الى البارونة وارسي، تيريزا ماي وزيرة للداخلية، وكارولاين سبيلمان وزيرة للبيئة، وشيريل جيلان وزيرة شؤون ويلز.
وحسب quot;مركز النساء والديمقراطيةquot; تصبح بريطانيا متخلفة في ما يتصل بعدد النساء في المقاعد الحكومية وسط الدول الغربية. فبينما يؤلفن هنا أقل من 20 في المائة من مجلس الوزراء، يشكلن 53 في المائة في اسبانيا، و50 في المائة في السويد، و38 في المائة في المانيا و33 في المائة في فرنسا، و31 في المائة في الولايات المتحدة.
وقالت ناطقة باسم quot;فوسيت سوسايتيquot;، التي تنشط في مجال الدعوة إلى مزيد من النساء في مقاعد السلطة: quot;ربما بدأ ديفيد كاميرون ونِك كليغ (زعيم الليبراليين الديمقراطيين المتآلف معه) شكلاً جديدًا من أشكال السياسة الائتلافية. لكن النمط القديم يظل من دون تغيير، وهو أن مقاعد الحكومة مصممة خصيصا للرجالquot;.
وعن تعيين البارونة وارسي أول مسلمة في الحكومة الجديدة قالت جماعة quot;أوبريشن بلاك فوتquot; على لسان الناطق باسمها، سايمون وولي: quot;نستحسن هذا الإختيار، لكن آمالنا في مزيد من المساحة للأقليات العرقية في السلطة تظل أكبر كثيرا من هذاquot;.
التعليقات