يعتقد محللون ان العقوبات ستؤثر على ايران لكنها لن تجبرها على التخلي عن طموحها النووي.

واشنطن: رأى محللون ان جهود ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما التي توصلت الى توافق بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي على فرض عقوبات جديدة على ايران، لن تؤثر كثيرا على الجمهورية الاسلامية وطموحاتها النووية.

وبعد اشهر من المفاوضات الدبلوماسية، نجحت الولايات المتحدة هذا الاسبوع في اقناع الصين وروسيا -- الى جانب فرنسا وبريطانيا -- بدعم مشروع قرار للامم المتحدة يقضي بفرض سلسلة رابعة من العقوبات على ايران.

وتتهم القوى الكبرى ايران بالسعي لامتلاك سلاح نووي. الا ان طهران تنفي وتقول انها تريد تطوير قدرتها النووية المدنية فقط. وكان التوافق بين الدول الخمس -- التي تملك حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي -- مفاجئا لانه تم غداة الاعلان عن اتفاق طهران مع البرازيل وتركيا على تبادل قسم من اليورانيوم الضعيف التخصيب في تركيا.

وهددت طهران السبت بالتراجع عن الاتفاق اذا لم تقبله القوى الكبرى باكمله. وقال ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز للابحاث في واشنطن، ان quot;الخبر الجيد هو ان الولايات المتحدة والدول الاربع الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن تمكنت اخيرا من الاتفاق على قرارquot;.

واضاف في مذكرة نشرت على موقع المركز على الانترنت ان quot;الخبر السيء هو ان لا شيء في التاريخ الحديث يدل على ان عقوبات محدودة مثل تلك المتوقعة، يمكن ان تبعد المسؤولين الايرانيين عن اهدافهمquot;. لكن هاس لم ير ان هذه الخطوة غير مجدية. فقد قال ان quot;ايران سعت خلال الجزء الاكبر من الاسبوع الماضي لتطويق مشروع العقوبات باقتراحها خطة بديلةquot;.

واضاف ان quot;ايران لا تريد ان ترى هذا القرار يمررquot; في مجلس الامن. وهو يكرر بذلك تصريحات وزير الدفاع الاميركية روبرت غيتس الذي قال الخميس quot;اذا كان القرار لا تأثير له فعلا، فلماذا بذل الايرانيون كل هذه الجهود لمنع تبنيه؟quot;.

وقال المحللون انه اذا اقر مجلس الامن سلسلة جديدة من العقوبات فسيمهد الطريق لاجراءات انتقامية ثنائية اخرى من جانب الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الاوروبي. واكد هاس ان quot;هذه العقوبات ايضا قد لا تحقق هدفهاquot;. ورأى انه سيكون على الاسرة الدولية ان تقرر ما اذا كانت تفضل العيش مع ايران تمتلك سلاحا نوويا او مع اسرائيل والولايات المتحدة تقصفان المواقع النووية الايرانية، الا اذا quot;غيرت ايران رأيهاquot; او حكومتها.

من جهته، قال كريم سادجابور الخبير في معهد كارنيغي لدعم السلام العالمي quot;لا اظن ان هناك من يعتقد ان هذه العقوبات ستحقق هدفها وان تقبل ايران بتسويات ملزمة لها بشأن برنامجها النوويquot;. واضاف ان quot;ذلك ليس لان طهران لن تشعر بآثار ذلكquot; بل لان quot;الجمهورية الاسلامية اظهرت منذ فترة طويلة انها تفضل اخضاع شعبها للضيق الاقتصادي على ان تقبل بتسويات حول اهدافها السياسية او العقائديةquot;.