تطابقت وجهات النظر المصرية والسورية بشأن قضية صواريخ quot;سكودquot; بعيدة المدى لدى حزب الله اللبناني، واذا كان المراقبون ابدوا ترحيبهم بالموقف السوريى والمصري إلاَّ أنَّ هذا التطابق لم يؤثر ايجابًا على ما يبدو في حال العلاقات بين البلدين.
بيروت: استرعى انتباه المراقبين اول من امس صدور نفيين سوريين في يوم واحد عن تزويد quot;حزب اللهquot; بصواريخ سكود بعيدة المدى في وقت احتلت فيه هذه القضية على مدى اسابيع ماضية صدارة المواقف الاميركية والاسرائيلية التي بنت عليها تحذيرها من اندلاع حرب في المنطقة محملة كلّ من سوريا ولبنان المسؤولية في ذلك، في وقت آثرت فيه الاولى عدم التعليق المباشر على الموضوع. فيما كان لافتًا في لبنان التأكيد على حق الدولة والجيش والمقاومة بالتصدي لأي هجوم يتعرض له وذهاب رئيس الحكومة سعد الحريري الى حد القول من اسبانيا ان من حق المقاومة امتلاك السلاح الذي تراه مناسبًا، الأمر الذي أثار اعتراضًا اميركيًا عبّر عنه مساعد وزيرة الخارجية الاميركية السفير جفري فيلتمان .
فخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في بيروت عصر اول من امس بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قال انه سمع من الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الذي استقبله صباحًا في دمشق بأنه quot;لا توجد صواريخ سكود على الأرض اللبنانية غير ان التسلح موجود ليس لدى حزب الله فحسب بل لدى الاسرائليين ايضًا ونتمنى بألا يلجأ احد الى استخدامهquot; .
وأشار في رد على سؤال quot;بأننا كنا نلمس توترًا في جنوب لبنان وفي سوريا واسرائيل الأمر الذي اقلقنا في فترة من الفترات لكن بعد اللقاءات التي اجريتها لم اعد اجد مبررًا للقلق، هذا لا يعني ان المنطقة تنعم بالسلام لكنني شعرت بأن لا احدًا في سوريا او في لبنان يريد التسبب بمواجهات وهذا امر لمسته من اجتماعي بالرئيس بشار الاسد وبوزير الخارجية السوري وليد المعلمquot; .
من جهته، نفى المعلم بدوره الادعاءات الاميركية والاسرائيلية بتهريب صواريخ سكود لحزب الله في لبنان ، معتبراً انها لا تتناسب مع طبيعة الحرب التي يخوضها الحزب . وقال المعلم في المؤتمر الصحافي الذي عقده أول من امس مع نظيره الالماني غيدو فيسترفيله في رده على سؤال لصحافي الماني quot;لو تعلم حجم صاروخ سكود لما سألت هذا السؤال . حجم سكود بحجم هذه القاعة (حيث عقد فيها المؤتمر الصحافي) فهل يعقل اخفاؤه وتهريبه والطيران الاسرائيلي والاقمار الصناعية الاميركية تجوب المنطقة ، بالاضافة الى وجود قوات المانية تساعد لبنان في مراقبة حدودهquot; في اشارة الى الوحدة البحرية الالمانية العاملة في عداد قوات quot;اليونيفيلquot; التي تتولى مراقبة الشاطئ اللبناني والمياه الاقليمية . وذكر المعلم انه quot;حتى لو قدمنا هذا الصاروخ لحزب الله فإن الحزب لن يأخذه لأنه لا يتناسب مع نمط حرب الفدائيين والمقاومين التي يخوضها لكنني اطرح سؤالاً : هل توقفت اسرائيل عن التسلح ، وهل توقفت عن التحريض والمناورات ، لماذا مسموح لاسرائيل وممنوع عن العرب ؟ ما دام هناك احتلال وما دامت هناك حالة حرب ، فسوريا لن تكون شرطيًا لإسرائيلquot; .
كلام المعلم عن السكود الذي اتخذ طابع التفسير العسكري على لسان سيد الديبلوماسية في سوريا ذكّر بكلام مماثل لنظيره المصري احمد ابو الغيط خلال زيارته المفاجئة التي قام بها الى بيروت قبل اسابيع وفي خضم تصاعد الحديث عن quot;السكودquot; اذ قال في رده على سؤال عن رأيه بحصول حزب الله على هذا النوع من الصواريخ مستغربًا هذا الطرح ، شارحًا وبلغة عسكرية ايضًا ان حجم صاروخ السكود وما يحتوي عليه من معدات ضخمة ومعقدة ناهيك عن حجم المنصة التي يحتاج إليها تجعل عملية تحريكه او quot;تسللهquot; على حد قوله من الصعوبة بمكان . كما لم يوفر ابو الغيط في تصريحه انتقاد واشنطن وتل ابيب بهذا الخصوص الى درجة حملت حزب الله على التنويه بالموقف المصري هذا، والذي تزامن عشية صدور القرار الاتهامي بحق ما سمي بخلية حزب الله .
واذا كان المراقبون قد ابدوا ترحيبهم بتطابق وجهتي النظر السورية والمصرية بشأن قضية السكود فإن هذا التطابق لم يؤثر ايجابًا على ما يبدو في حال العلاقات بين البلدين التي تراوح مكانها من حيث محافظتها على quot;البرودةquot; حتى الساعة في وقت كان يؤمل معه ان يدب الدفء فيها عبر زيارة يقوم بها الرئيس الاسد لنظيره المصري حسني مبارك للاطمئنان على صحته بعد العملية الجراحية التي خضع لها في المانيا ، الامر الذي لم يحصل . وقد عكس هذا المناخ كلام الرئيس الاسد خلال لقائه وفد الباحثين والمفكرين العرب المشاركين في مؤتمر quot;العروبة والمستقبلquot; الذي انعقد في دمشق الاسبوع الماضي بقوله انه يتمنى كل الخير لمصر وينظر اليها على انها دولة عربية كبرى لها مكانتها ودورها في العالمين العربي والاسلامي ، لافتًا في الوقت نفسه الى انه من الضرورة بمكان اعتماد آلية في ادارة الخلافات بين هذه الدولة وتلك حتى لا يتحول الخلاف بينهما في حال حصوله الى نزاع وصدام يضر الطرفين بالتأكيد ...
التعليقات