يشكك مراقبون في تشكيل احكام الاعدام بحق ارهابيين في موريتانيا اي مفعول ردع.
نواكشوط: مثل الحكم باعدام ثلاثة موريتانيين من عناصر القاعدة بعد ادانتهم باغتيال سياح فرنسيين في 2007، حكما quot;لا سابق لهquot; في هذا البلد غير ان محللين في نواكشوط شككوا في امكانية ان يشكل رادعا للمتطرفين الاسلاميين.
وكانت المحكمة الجزائية في نواكشوط حكمت الثلاثاء بالاعدام على سيدي ولد سيدنا (22 عاما) ومعروف ولد الهيبة (28 عاما) ومحمد ولد شبارنو (29 عاما)، بعد ادانتهم بقتل اربعة فرنسيين قرب مدينة علق جنوب شرق موريتانيا.
وقال مدير صحيفة تحاليل الموريتانية المستقلة، اسيلمو ولد صالحي لوكالة فرانس برس quot;اراد القضاء اصدار حكم بمستوى الاضرار التي طالت موريتانيا وصورتها في العالم واقتصادها، وايضا فرنسا باعتبارها شريكا هاماquot;.
واضاف هذا الخبير في قضايا الارهاب quot;لكن في نهاية المطاف حكم الاعدام ليس حلا في مواجهة السلفيين الذين يتبنون العمليات الانتحارية. وتنفيذ احكام الاعدام لن يجدي نفعاquot; في هذا البلد الذي لم ينفذ اي حكم اعدام منذ اكثر من 20 عاما.
وكان اغتيال الفرنسيين عشية الاحتفال بعيد الميلاد سنة 2007، اثار صدمة في موريتانيا المعروفة بحسن ضيافتها. وتم الغاء رالي باريس دكار للمرة الاولى.
وتراجع عدد السياح القادمين الى موريتانيا بنسبة 60 بالمئة خلال عام.
وتبنى quot;تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلاميquot; العديد من الاعتداءات الدامية بينها اغتيال اميركي وخطف اسبان وايطاليين. وفي آب/اغسطس 2009 فجر شاب موريتاني نفسه قرب السفارة الفرنسية في نواكشوط في اول عملية من هذا النوع في هذا البلد.
وقال رئيس تحرير صحيفة quot;نواكشوط انفوquot; محمود ولد ابو المعالي لوكالة فرانس برس ان الانظار ستتجه بعد احكام الاعدام الى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
واوضح quot;ان السلطة السياسية وبعد تحررها من ضغط القضية التي صدر الحكم فيها، يمكنها ان تقول كلمتها. ويمكنها تغيير الاحكام او اصدار عفو. وهذه عملية جديدة تبدأ ويمكن ان تضفي معنى على الحوار الذي بدأ في بداية العام مع السلفيين المعتقلينquot; في نواكشوط.
وفي شباط/فبراير اعلن الشيخ الاسلامي الموريتاني محمد الحسن ولد ديداو ان منفذي الاعتداء على الفرنسيين quot;اعلنوا توبتهمquot; اثر حوار اجراه معهم في السجن مشائخ انتدبتهم الحكومة.
لكن واثناء محاكمتهم قدم الشبان الثلاثة انفسهم مرارا على انهم من quot;جنود القاعدةquot; المنخرطين في quot;الجهادquot;. وهددوا بعد صدور احكام الاعدام بحقهم، quot;الفرنسيين كافة في موريتانيا وخارجها وحتى افغانستانquot;.
وراى مدير صحيفة تربيون محمد فال ولد عمير انه quot;يمكن اعتبار الحكم غير المسبوق، رادعا ويشكل مرحلة جديدة في الحرب على القاعدةquot; لكن quot;يمكن اعتبار رد فعل المحكوم عليهم الثلاثة ايضا كنفي لتوبتهم التي اعلنها المشائخquot;.
وخلص الى انه quot;اجمالا لم تحل المحاكمة المشكلةquot;. وفي فرنسا اعلن الناجي الوحيد من هجوم 24 كانون الاول/ديسمبر 2007 مجددا quot;معارضته الشديدة لعقوبة الاعدامquot;، بحسب صحيفة quot;دوفيني ليبيريquot;.
وقال فرنسوا تولي الذي قتل ولداه في الاعتداء quot;هذا لن يعيد لي صغيريquot;. واعربت السلطات الفرنسية من جهتها quot;عن تقديرها لموريتانيا لجهودها في العثور على مرتكبي الاغيال ومحاكمتهمquot; غير انها ذكرت ب quot;معارضتها لمبدا عقوبة الاعدام في كل الظروفquot;.
التعليقات