بعد شراكة وثيقة استمرت ما يفوق عشرين عاما، قد تتدهور العلاقات الروسية-الايرانية، جراء تأييد موسكو الرزمة الجديدة من العقوبات التي اقرها مجلس الامن على طهران بسبب برنامجها النووي.
موسكو: قال رجب سفاروف مدير مركز الدراسات الايرانية المعاصرة في موسكو quot;لم يحصل في التاريخ الحديث تدهور مماثل للعلاقات بين ايران وروسياquot;.
وقد يؤدي التصويت على العقوبات الاضافية الاربعاء في مجلس الامن، الى تجميد عقد ينص على تسليم ايران صواريخ دفاعية من نوع اس-300، كما قال مصدر لم يكشف هويته في الجهاز الفدرالي الروسي للتعاون العسكري.
وكانت موسكو وطهران اتفقتا قبل فترة طويلة على تسليم هذه الصواريخ، الا ان الغرب واسرائيل انتقدا هذا العقد، ولم تسلم روسيا هذه الاسلحة، متذرعة بمشاكل تقنية، ما حمل ايران على توجيه انتقادات.
وبغض النظر عن الدعم الروسي في الامم المتحدة، شعرت ايران بالاهانة خصوصا جراء رفض موسكو دعم الاتفاق الموقع في 17 ايار/مايو دعما تاما مع تركيا والبرازيل حول المسألة النووية.
وينص هذا الاتفاق على مبادلة 1200 كلغ من اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب (3,5%) في تركيا، ب 120 كلغ من الوقود المخصب بنسبة 20% تقدمه القوى الكبرى لتغذية مفاعل البحث في طهران.
وقال سفاروف ان quot;ايران كانت تعتقد ان روسيا ستكون اول من يرحب بهذا الاتفاق. والان، تسلك ايران طريقا لا يلقى ترحيب موسكوquot;.
وتعمل طهران في الواقع على تقارب مع تركيا. ويرى بعض المحللين ان هذه السياسة ترمي الى الحلول محل تحالفها مع روسيا.
وخلص هذا المحلل الى القول ان quot;تأثير روسيا على ايران قد تراجع، وروسيا خسرت الاوراق التي كانت في يدها، وتركيا هي التي جمعتهاquot;.
وقد استندت طهران بصورة تقليدية الى دعم موسكو في نزاعها مع البلدان الغربية في شأن برنامجها النووي المثير للجدل.
لكن غضب روسيا ازداد جراء موقف الايرانيين، وخصوصا عندما رفضت ايران مشروع اتفاق لتبادل اليورانيوم ساهمت فيه روسيا، وعمدت الى توقيع اتفاق آخر مع تركيا والبرازيل.
وبلغت التوترات ذروتها عندما انتقد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في 26 ايار/مايو الماضي موقف نظيره الروسي ديمتري مدفيديف حول الموضوع النووي الايراني، متهما اياه بالجلوس quot;الى جانب الذين كانوا اعداءه قبل 30 عاماquot;.
ورد المستشار السياسي للكرملين سيرغي بريخودكو بالقول ان quot;الديماغوجية السياسيةquot; لم تكن فاعلة ابدا.
وقال افغيني فولك مساعد مدير مؤسسة يلتسين ان روسيا قررت اعتماد سياسة قريبة من سياسة الولايات المتحدة، العدو اللدود لايران، لتوثيق العلاقات مع الرئيس باراك اوباما.
واضاف ان quot;روسيا اعتبرت ان معارضة الموقف الغربي حيال ايران لن يكون مجديا كما حصل في السابق وان ذلك سينجم عنه تأثير سلبي على صورتهاquot;.
الا ان الوعد الروسي ما زال قائما بتشغيل المحطة النووية الايرانية الاولى في بوشهر هذا الصيف.
واعتبر فيكتور كريمنيوك من الاكاديمية الروسية للعلوم، ان quot;روسيا تقيس اهمية العلاقات مع الولايات المتحدة، لكنها لا تريد سلوك طريق اولئك الذين انضموا الى معسكرها من دون ان يفكروا في ذلكquot;.
واضاف ان quot;روسيا تدرس الوضع بروية وتساعد الفريق الذي يؤمن اكثر من سواه مصالحها الخاصةquot;.
التعليقات