أوضح الناطق باسم المرجع الشيعي الأعلى في العراق أن المرجعية لن تدعم احدًا من المرشحين لمنصب رئاسة الوزراء كما لا تضع فيتو على اي واحد منهم لم يكن لها دور في quot;التحالف الوطنيquot;الذي أعلن عنه أخيرًا، في وقت احتجّ صحافيون عراقيون على التأخير في تشكيل الحكومة.

أكد الناطق باسم المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني عدم وجود اي دور للمرجع في اعلان الائتلافين الشيعيين وانه لا يعارض ولا يؤيد اي مرشح لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة واوضح ان لقاء المرجع مع وفد العراقية برئاسة علاوي كان طيبًا للغاية. فيما بدأ صحافيون عراقيون اعتصامًا مفتوحًا في ساحة الفردوس وسط بغداد احتجاجًا على عدم تشكيل الحكومة على الرغم من مرور 100 يوم على اجراء الانتخابات.

وقال حامد الخفاف الناطق الرسمي باسم السيد السيستاني في تصريح صحافي مكتوب تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم quot;استغرابه الشديد مما ورد في تقرير لبعض وكالات الانباء الغربية وتداولته الصحافة اليوم حول موقف المرجعية الدينية العليا من تشكيل الحكومة العراقية الجديدةquot; ودعمها لاعلان تحالف الائتلافين الوطني بزعامة عمار الحكيم ودولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال quot;ان كل ما ورد في ذلك التقرير عارٍ عن الصحة تمامًاquot;. وأكد ان المرجعية الدينية لم يكن لها دور في التحالف الذي اعلن عنهأخيرًا quot;وانه لم يتم التطرق الى هذا الموضوع ابداً عند استقبال السيد السيستاني للسيد عمار الحكيمquot;. وكان الحكيم اجتمع مع االسيستاني الاسبوع الماضي في مدينة التجف (160 كم جنوب بغداد) واعلن في ختامه ان تحالفًا بين الائتلافين سيعلن خلال ساعات ويحمل اسم quot;التحالف الوطنيquot; ليشكل الكتلة البرلمانية الاكبر المؤهلة لتشكيل الحكومة الجديدة.

واضاف الخفاف في تصريحه قائلا quot;ان سماحة السيد قد أكد على مسامع جميع من زاروه من السياسيين ومنهم وفد القائمة العراقية الذي كان اللقاء بهم طيبًا للغاية بان أمر تشكيل الحكومة يخضع للحوار بين الكتل السياسية ووفقاً للآليات الدستورية وأن المرجعية لن تدعم احدًا من المرشحين لمنصب رئاسة الوزراء كما لا تضع فيتو على اي واحد منهم وهي تأمل الوصول الى تشكيل حكومة كفوءة وقادرة على حلّ مشاكل البلد في وقت قريب وألا تحدث أزمة سياسية كبيرة تستدعي تدخل المرجعية الدينية لحلهاquot;. وكان وفد من الكتلة العراقية الفائزة في الانتخابات يترأسه زعيم الكتلة اياد علاوي قد اجتمع مطلع الشهر الحالي مع المرجع السيستاني وبحث معه اخر التطورات السياسية في البلاد وحق العراقية في تشكيل الحكومة باعتبارها الفائزة في انتخابات اذار (مارس) الماضي. وقال الخفاف quot; ان الحديث عن تردي الحالة الصحية لسماحة السيد السيستاني هو كذبة أخرى فإن سماحته يتمتع ولله الحمد بصحة جيدة ويمارس أعماله بصورة طبيعية ويستقبل يوميًا العديد من الوفود والعشرات من الزوارquot;. وكانت تقارير صحافية تحدثت امس واليوم عن تردي الحالة الصحية للمرجع الشيعي الاعلى.

وكان التحالف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون بزعامة اللذين يضمان قوى شيعية كبيرة قد اعلنا في العاشر من الشهر الحالي توحدهما تحت اسم quot;التحالف الوطنيquot; لتشكيل كتلة نيابية كبيرة تضم 159 نائبًا قادرة بتحالفات مع قوى صغيرة اخرى على تشكيل الحكومة المقبلة التي لم يتفق الائتلافان على رئيسها بعد نتيجة خلافات بينهما وذلك وسط تحذيرات من قياديي الكتلة العراقية المنافسة والفائزة في الانتخابات الاخيرة من ان هذا التحالف سيعيد العراق الى المربع الطائفي. لكن الائتلافين لم يتفقالغاية الآن على مرشح واحد لمنصب رئيس الحكومة المقبل نظرًا لأن لكل منهما مرشحه. ويصر ائتلاف دولة القانون على ان مرشحه الوحيد للمنصب هو نوري المالكي فيما يرشح الائتلاف الوطني الجعفري وعادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي.

وبتوحد الائتلافين تتشكل كتلة برلمانية هي الاكبر وتضم 159 نائبًا ولا تحتاج الا لاربعة نواب اخرين لتشكل ثلثي البرلمان الذي يضم 325 نائبًا وهو العدد المطلوب للموافقة على تشكيل اي كتلة سياسية للحكومة. واذا ما انضم التحالف الكردستاني لهذا التحالف الجديد فان عدد نواب الكتلة سيرتفع الى 216 نائبًا بما يعادل اكثر من ثلثي عدد اعضاء مجلس النواب الجديد البالغ 325 نائبًا لكن الكتلة العراقية ترفض ذلك وتعتبره التفافًا على الدستور مصرة على حقها بتشكيل الحكومة وقدمت لهذا الغرض امس طعنًا الى المحكمة الاتحادية حول تفسيرها للمادة 76 من الدستور حول الكتلة البرلمانية الاكبر التي تتولى التشكيلة الحكومية.

صحافيون عراقيون يعتصمون احتجاجًا على عدم تشكيل الحكومة

بدأ صحافيون عراقيون اعتصامًا مفتوحًا في ساحة الفردوس وسط بغداد احتجاجًا على عدم تشكيل الحكومة على الرغم من مرور 100 يوم على اجراء الانتخابات.
فقد اطلقت مجموعة من الصحافيين والمثقفين العراقيين اعتصامًا مفتوحًا تحت عنوان (العراقي) في ساحة الفردوس وسط بغداد ابتداء من الساعة الثامنة من مساء اليوم الخميس احتجاجًا على مرور اكثر من مئة يوم على الانتخابات دون تشكيل الحكومة وتنديدا بالتردي الخدمي والامني وشيوع الفساد ومصادرة الحريات والتخندق الطائفي بين الفائزين.
وفي اول بيان للمعتصمين تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه لدى بدء الاعتصام الليلة الماضية قالوا quot;يعتقد المعتصمون ان الشعب الذي تحمل بصعوبة نير الديكتاتورية طيلة خمس وثلاثين عاما، وثار ضدها عام 91، ما عاد قادرًا على الخضوع لاستبداد الاحزاب المستمر منذ سبعة اعوامquot;. واضافوا quot;تحت تمثال الدكتاتور المخلوع في ساحة الفردوس، تطالب هذه المجموعة من الصحافيين والاعلاميين بوضع حد للفساد وسوء الادارة والاستهانة بمشاعر الناس وعدم توفير الخدمات اللازمة لهم والمحسوبيات وهيمنة احزاب معينة على السلطة وتطالب ايضًا بوضع حد للعنف المشبوه والاصطفافات الطائفية واستبداد نخبة معينة بالسلطة في العراق، وتدعو الشعب العراقي الى التحرك من اجل وضع حد لكل هذا الخرابquot;.
وكانت الانتخابات التشريعية العراقية قد جرت في السابع من اذار (مارس) الماضي واعلنت نتائجها في الرابع والعشرين من الشهر الماضي ولم يتم عقد الجلسة الاولى لمجلس النواب الا يوم الاثنين الماضي حيث استغرقت 17 دقيقة جرى خلالها اداء اليمين الدستورية من قبل اعضاء المجلس ثم رفعت لتبقى مفتوحة الى حين اتفاق الكتل الفائزة في الانتخابات على الشخصيات التي ستتولى مناصب رئاسات الجمهورية والحكومة والبرلمان وهو امر يعتقد بعض المراقبين انه سيستمر اسابيع عدة.