مصلو الجمعة بمدينة الصدر في بغداد

في وقت شهدت العاصمة العراقية اليوم إجرارات أمنية مشددة حول المساجد والحسينيات التي تقام فيها صلاة الجمعة فقد دعا ممثل للمرجع الشيعي الأعلى في البلاد آية الله السيد علي السيستاني المحكمة الاتحادية العليا إلى الاسراع بالتصديق على نتائج الانتخابات مشدداً على ضرورة البدء بحوارات تشكيل الحكومة الجديدة بمشاركة جميع المكونات السياسية كما طالب السلطات بمعالجة ظاهرة إنضمام المعتقلين في السجون إلى الجماعات المسلحة وقيامهم بتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مواطنيهم.

ودعا ممثل المرجعية الشيعية العليا في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة اليوم الكتل السياسية الى تكثيف حواراتها الجادة للاسراع بتشكيل الحكومة قائلا quot; بعد انتهاء عمليات العد والفرز اليدوي واعلان النتائج فاننا ندعو الى المسارعة في التصديق على النتائج النهائية للانتخابات كما نطالب الكتل السياسية بتكثيف المشاورات والحوارات الجادّة فيما بينها على ان تكون مبنيّة على المبادئ القانونية والدستورية واشراك جميع المكونات السياسية الرئيسية في العملية السياسية وفي الحوار الجاري بينها من اجل الاسراع بتشكيل الحكومة واسناد المهام الوزارية الى الاشخاص على اساس مهني ممن تتوفر فيهم الكفاءة والنزاهة وحب الخدمة للناس والولاء لهذا البلد والشعب.

وقال quot;نريد ان ننبّه الاخوة في الكتل السياسية ان المواطن العراقي اخذ يصيبه شيء من الاحباط والتذّمر بسبب تأخر تشكيل الحكومة وما يسببه ذلك من استغلال القوى الارهابية لهذه الظروف للقيام بالمزيد من الاعمال الاجرامية اضافة الى ما نراه من فتور وبرود في اداء الوزارات لمهامها بسبب انشغال الكثير من المسؤولين التنفيذين بالمشاورات السياسية اضافة الى ان طبيعة الفترة الانتقالية ومجهولية المستقبل في كيفية تشكيل الحكومة يؤدي الى هذه النتائجquot;.

وكانت المفوضية العليا للانتخابات قد ارسلت نتائج الانتخابات وخاصة في بغداد التي انتهت عمليات اعادة عد الاصوات فيها الاحد الماضي الى المحكمة الاتحادية للتصديق عليها وهو ما يتوقع ان يتم منتصف الاسبوع المقبل.

واكد الكربلائي من جهة اخرى على ضرورة دراسة الظروف داخل السجون العراقية والاجواء التي يعيشها المعتقلون مع اكتشاف تجنيد عدد منهم من قبل الجماعات المسلحة في داخلها. واشار الى انه بعد وقوع العلميات الارهابية التي شهدتها العاصمة بغداد وعدد من المحافظات العراقية مؤخرا فقد تأكد ان منفذيها هم ممن كانوا في السجون العراقية واطلق سراحهم. وقال quot; ان من جملة قادة العصابات الارهابية الذين قاموا واشرفوا على عدة عمليات ارهابية نوعية منها تفجير الوزارات وغيرها هم ممن كانوا في السجون لعدة سنوات ثم اطلق سراحهمquot;.

وشدد الكربلائي بالقول ان هذا يتطلب من اجل استكمال الاجراءات للوصول الى تحقيق الامن والاستقرار اعادة النظر بالاجراءات الامنية المتخذة لمنع هذه الاعمال الاجرامية ومن جملة ذلك دراسة الظروف داخل السجون والاجواء التي يعيشها السجناء quot;اذ ان الظاهر ان الكثير منهم بدلاً من ان يكون السجن وسيلة لاصلاحه واعادته الى الحياة الطبيعية في مجتمعه ليكون عضواً صالحاً يساهم في بناء مجتمعه تراه يتخرّج من السجن وهو يحمل افكار ومنهجاً معادياً لبلده وشعبه بل ان البعض منهم صار من قادة الجماعات التكفيرية ومشرفاً ومنقذاً لعلميات ارهابية نوعيةquot;.

واكد ضرورة وضع المؤسسات الامنية دراسة اجتماعية ونفسية لاسباب هذه الظاهرة وتضع حلولاً لها للحد منها مقترحا القاء المحاضرات الفكرية والعقائدية من قبل اساتذة متخصصين في الفكر والعقيدة واساتذة في عِلم الاجتماع والنفس بحيث تساهم هذه المحاضرات في تبصرة السجين بالعواقب الوخيمة لتبني هذه الافكار وما هو ضررها على نفسه ومجتمعه وكذلك توفير الظروف المناسبة للسجناء ممن لم يتمرسوا في الاجرام ولم تتحجر عقولهم على الافكار المنحرفة وهو الامر الذي سيؤدي الى فصل شريحة كبيرة من السجناء عن اولائك الذين يتبنون الخط التكفيري والاجرامي كمنهج في حياتهم كما نقل عنه موقع quot;نونquot; المقرب من المرجعية من مدينة كربلاء.. شدد على ضرورة اتخاذ اجراءات امنية رادعة بحق واحكام ضدهم وتنفيذها فعلا بمن يثبت انتماؤه لهذه الجماعات وقام باعمال اجرامية ثم اطلق سراحه وعاود الاجرام من جديد.

وكانت قيادة عمليات بغداد قد حذرت مطلع الاسبوع الحالي من خطط يعد لها تنظيم القاعدة للسيطرة والسطو على مصارف لتمويل عملياته واشارت الى ان معظم قادة التنظيم حاليا هم من المعتقلين الذين اطلقتهم القوات الاميركية.

وقال الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان تنظيم القاعدة في العراق يخطط للسطو على المصارف الحكومية والأهلية في العاصمة لتجاوز الازمة المالية التي يمر بها. وشدد على ان تنظيم القاعدة يمر بأزمة مالية كبيرة بعد توقف أغلب مصادر تمويله ولذلك فان المعلومات الامنية تشير الى انه يخطط حالياً لعمليات سطو على المصارف الأهلية والحكومية ومحال صاغة الذهب. واشار الى ان القوات الامنية قد اتخذت اجراءات امنية ووضعت خططا مدروسة لمواجهة هذه العمليات المتوقعة للحيلولة دون تنفيذها وقطع جميع مصادر التمويل على هذا التنظيم الإرهابي.

إجراءات أمنية مشدد حول مساجد وحسينيات صلاة الجمعة

وفي بغداد جرت صلاة الجمعة في حسينياتها ومساجدها اليوم وسط إجراءات أمنية مشددة حيث انتشرت قوات الامن حولها خوفا من وقوع هجمات ارهابية. وقد احاطت القوت بالمناطق التي تقع فيها هذه المساجد ومنعت حركة السيارات في الشوارع المحيطة بها تحسبا لوصول مفخخات اليها. ولاحظت مصادر عراقية تشديدات امنية كثيفة في مدينة الصدر ببغداد تحوطا لتكرار حصول تفجيرات استهدفت الشهر الماضي الحسينيات التي يقيم فيها التيار الصدري صلاة الجمعة عادة وادت الى مقتل واصابة اكثر من 200 مواطنا.

كما اتخذت القوات الامنية اجراءات مماثلة في محيط مدينة الكاظمية حيث مرقد الامام الكاظم بضواحي بغداد الشمالية واقامت دوريات عسكرية تقوم بتفتيش المواطنين والسيارات التي تدخل اليها وتخرج منها.

وعلى ذات الصعيد الامني أقر قيادي رفيع بتنظيم القاعدة في العراق كان يتولى قيادة عمليات التنظيم في بغداد بدوره في سلسلة التفجيرات الانتحارية التي شهدتها العاصمة العراقية العام الماضي وخلفت مئات القتلى والجرحى قائلاً إنه تلقى أوامر من قادة التنظيم بمهاجمة بغداد بكل قوة.

وقدم مناف الراوي في مقابلة حصرية مع quot;سي ان انquot; نفسه بأنه كان يشغل منصب أعلى قيادي بالقاعدة في بغداد وقال إن التفجيرات الانتحارية المزدوجة التي استهدفت مقري وزارتي الخارجية والمالية، في 19 اب (أغسطس) الماضي استغرق التخطيط والإعداد لها نحو ستة أسابيع. وعرض الراوي المعتقل لدى القوات العراقية منذ شهرين خطط تنظيم القاعدة الخاصة بالإعداد لشن هجمات واسعة في بغداد مشيراً إلى سلسلة من الهجمات الأخرى في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي استهدفت مبان حكومية من بينها محافظة بغداد ووزارة العدل.

واعتقلت قوات الأمن العراقية الراوي بينما كان يستقل سيارة أجرة عند إحدى نقاط التفتيش في بغداد في اذار (مارس) الماضي. وفي وقت سابق قال مسؤولون بالجيش الأميركي إن مناف الراوي يُعد مثالاً لقادة تنظيم القاعدة في العراق الذين أفاد اعتقالهم واستجوابهم في quot;شن هجمات ناجحةquot; ضد التنظيم. وقد ساعد اعتقال الراوي في شن الحملة التي أسفرت عن مقتل زعيم جماعة quot;دولة العراق الإسلاميةquot; أبو عمر البغدادي وقائد quot;تنظيم القاعدة في العراقquot; أبو حمزة المهاجر الذي كان يعرف أيضاً باسم أبو أيوب المصري.

وعن التفجيرات التي استهدفت مقار الحكومة العراقية في بغداد اشار الراوي الى ان الأوامر تضمنت مهاجمة ثلاث وزارات على وجه التحديد هي: الخارجية والعدل والمالية بالإضافة إلى مقر محافظة بغداد. وأوضح أنه كان يتلقى الأوامر مكتوبة من القيادة الأعلى لتنظيم القاعدة في العراق عبر وسيط ثم يقوم بعد ذلك بعقد اجتماع مع quot;القائد العسكريquot; لفرع التنظيم في بغداد ويطلب منه تنفيذ المهمة المطلوبة على الموقع المستهدف.

وأشار الراوي إلى أنه كان يعمل أيضاً على تدبير التمويل اللازم لتنفيذ الهجمات قائلاً quot;نحتاج إلى دعم مالي بالإضافة إلى الأشخاص الذين سيقومون بتنفيذ الهجمات لم يكونوا لدينا في بغداد لذلك كتبت قائمة بالاحتياجات والعقبات التي قد تعترض تنفيذ المهمة. واضاف البالغ من العمر 34 عاماً قائلاً quot;وبعد ذلك أرسلوا لي حوالي 120 ألف دولار فقمنا بشراء السيارات وحصلنا على المهاجمين الانتحاريين من الموصل (375 كم شمال بغداد) وقمنا بإعداد خطة تنفيذ العملية ثم قمنا بتنفيذها.quot;

واضاف الراوي أنه انضم إلى تنظيم القاعدة عام 2003 للمشاركة في القتال ضد quot;الاحتلال الأميركيquot;. واوضح إنه اشترك في القتال مع التنظيم للمرة الاولى في معركة بمدينة quot;الفلوجةquot; في نيسان (أبريل) عام 2004 والتي كانت واحدة من أعنف المعارك للقوات الأميركية في العراق. واشار الى انه تعرض للاعتقال في العام نفسه وخضع للاحتجاز في أحد السجون التابعة للجيش الأميركي في العراق أكثر من ثلاث سنوات وبعد إطلاق سراحه عام 2007 تم اختياره لتولي منصب قيادي في التنظيم.