الجاليات العراقيَّة تحلم بالتغيير

لندن: مع بدء الساعات الأولى اليوم فتحت مراكز الانتخابات العراقية خارج البلاد أبوابها أمام مليون و600 ألف عراقي في 45 مدينة عربية وأجنبية ليدلوا بأصواتهم في الانتخابات التشريعية العامة حيث تشهد 14 دولة الان عمليات التصويت فيما تفتح المراكز في الولايات المتحدة وكندا بعد ظهر اليوم بحسب التوقيتات المحلية للدول الست عشرة التي تجري فيها هذه الانتخابات التي دعا المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني العراقيين فيها الى مشاركة واسعة واختيار المرشح الذي تتوفر فيه الكفاءة والنزاهة والوعي والامانة والحرص على قضايا الشعب بينما اعتبر زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المشاركة نوعا من المقاومة السلمية.

فقد بدأت عمليات الانتخاب في بريطانيا صباح اليوم من خلال اربعة مراكز انتخابية وفي الدول الاوروبية كذلك حيث الاقبال ما زال ضعيفا في اليوم الاول من الايام الثلاثة التي تجري فيها هذه الانتخابات والتي يتوقع ان تتصاعد خلال اليومين المقبلين خلال نهاية عطلة الاسبوع وهو الحال ذاته بالنسبة للدول العربية على اعتبار ان اليوم الجمعة هو العطلة الاسبوعية حيث يتوقع ان يتصاعد الاقبال بعد صلاتها.

وبوشر بالتصويت ايضا في الاردن 16 مركزا ومصر 6 مراكز وسوريا 24 مركزا والامارات مركزين ولبنان 4 مراكز وتركيا 4 مراكز وايران 18 مركزا واستراليا 8 مراكز والمانيا 4 مراكز والدنمارك 4 مراكز والنمسا مركزين والسويد 7 مراكز وهولندا مركزا واحدا. وستبدأ عمليات التصويت في الولايات المتحدة (10 مراكز) وفي كندا (7 مراكز) في الساعة الثانية بعد ظهر اليوم بتوقيت غرينتش ( الثامنة بالتوقيت المحلي) بعد ان كانت عمليات التصويت قد بدأت في استراليا في التاسعة بتوقيت غرينتش الليلة الماضية وهي الدولة الاولى التي تبدأ فيها عمليات تصويت الخارج العراقي عبر 764 محطة في 119 مركزا انتخابيا موزعة على 45 مدينة عربية وأجنبية.

وقد تمت آلية اختيار هذه الدول وفق كثافة العراقيين الموجودين في كل دولة على ألا تقل عن 10 آلاف نسمة فيما اكتملت جميع الاستعدادات اللوجستية للاقتراع بعد وصول اوراق وصناديق الاقتراع وسجلات التصويت واستمارات النتائج. وتجري انتخابات الخارج وفق طريقة الانتخاب المشروط حيث توضع استمارة الاقتراع في مظروف مغلق يكتب عليه اسم الناخب والمحافظة التي ينتمي اليها حيث ان اصوات عراقيي الخارج ستذهب الى محافظاتهم.

العراق... انتخابات مصيريَّة

وقد وجه ممثل المرجع الشيعي الاعلى في العراق اية الله السيد علي السيستاني في اوروبا واميركا وكندا مرتضى الكشميري نداء الى quot;العراقيين في المهجرquot; دعاهم فيه الى المشاركة الواسعة في الانتخابات التي بدأت في بلدانهم اليوم وتستمر حتى الاحد المقبل.

واعتبر في بيان تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه الانتخابات بانها مفصلية واساسية للعراق والعراقيين جميعا ودعا العراقيين الى اختيار المرشح الذي تتوفر فيه الكفاءة والنزاهة والوعي والامانة والحرص على قضايا الشعب. وقال ان الانتخابات النيابية تحظى باهمية كبرى ولاسيما في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العراق وهي المدخل الوحيد لتحقيق ما يطمح اليه الجميع من تحسين اداء السلطتين التشريعية (مجلس النواب) والتنفيذية (الحكومة). واشار الى ان السيستاني يرى ضرورة ان يشارك فيها جميع المواطنين من الرجال والنساء الحريصين على مستقبل هذا البلد وبنائه وفق اسس العدالة والمساواة بين جميع ابنائه في الحقوق والواجبات.

واكد ان العزوف عن المشاركة - لاي سبب كان- سيمنح الفرصة للاخرين في تحقيق مآربهم غير المشروعة quot;ولات حين مندمquot;. وقال ان المرجعية الدينية العليا في الوقت الذي تؤكد على عدم تبنيها لأية جهة مشاركة في الانتخابات فانها تشدد على ضرورة ان يختار الناخب من القوائم المشاركة ما هي افضلها واحرصها على مصالح العراق في حاضرة ومستقبله واقدرها على تحقيق ما يطمح اليه شعبه الكريم من الاستقرار والتقدم ويختار ايضا من المرشحين في القائمة من يتصف بالكفاءة والامانة والالتزام بثوابت الشعب العراقي وقيمه الاصيلة.

ومن جانبه اعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المشاركة في الانتخابات مقاومة سياسية. وقال في بيان وزعته الهيئة السياسية التابعة للتيار الصدري ان quot;هذه الانتخابات ولهذه السنة اعتبرها مقاومة سياسية ان قمنا بها موحدين على اكمل وجهquot;. واضاف الصدر في البيان الذي جاء اجابة على تساؤلات مواطنين حول التشكيك بجدوى الانتخابات quot;قد تنتج نجاحا فاتحدوا من اجل تحرير العراق سياسيا وخدمة شعبكم quot;.

أول عملية انتخابات خارجية بدأت في استراليا

وابلغ مدير مكتب مفوضية الانتخابات العراقية في استراليا باسم كريم في اتصال هاتفي من سيدني مع quot;ايلافquot; ان هذا البلد هو الاول من بين 16 دولة الذي بدأت فيه عمليات اقتراع العراقيين وقد كان الاقبال على التصويت جيدا طوال الساعات الماضية حيث تم اغلاق مراكز الاقتراع بعد انتهاء اليوم الاول للتصويت هناك. واضاف ان 10 مراكز انتخاب تضم 25 محطة اقتراع قد فتحت ابوابها في ولايات : سيدني عبر 4 مراكز انتخابية و بيرث مركز واحد وملبورن مركزين ولكل من برزين وادلاين مركز واحد.

وقال إن عدد المراقبين لعمليات التصويت في استراليا قد بلغ 15 وعدد مراقبي الكيانات المتنافسة 170 مراقبا اضافة الى 10 مؤسسات اعلامية بفرق عمل تضم 30 اعلاميا. وقال ان السلطات الاسترالية قد خصصت ارقام هواتف للطوارئ فيما ستقوم شركة امن خاصة بحماية مراكز الاقتراع. وحول مخاوف البعض من عمليات تزوير اشار كريم الى ان اجراءات مشددة قد اتخذت لمنع ذلك منها تحبير الاصابع وتدقيق الوثائق المطلوبة وادخال أسماء المصوتين في اجهزة الحاسوب لمنع تكرار الاقتراع. واوضح ان ذلك سيكون مدعوما بالعدد الكبير من المراقبين الذين سيتابعون عمليات الاقتراع على مدى ثلاثة ايام مشددا الحرص على حيادية موظفي المفوضية خلال التصويت.

وقف الحملات الدعائية لانتخابات الخارج

واعلنت المفوضية العليا للانتخابات عن ايقاف الحملات الدعائية للائتلافات والكيانات السياسية والمرشحين المشاركين في الاقتراع الخارجي اعتبارا من صباح امس الخميس وحسب التوقيت المحلي للدولة التي تقام فيها الانتخابات. وقالت ان هناك فرقا في التوقيتات الزمنية بين الدول وبين توقيتات العراق لذلك سيبدأ التسجيل والاقتراع في اولى الدول مقارنة بتوقيت بغداد هي استراليا وسيكون توقيت استراليا الساعة الثامنة صباحا بينما يكون في العراق الساعة الثانية عشرة ليلا من الخميس وبذلك ستشرع جميع الدول بالبدء في العملية الانتخابية للعراقيين تباعا وستكون الولايات المتحدة وكندا اخرها بحسب توقيتهما حيث يبدأ التصويت فيهما الساعة الثامنة صباحا بتوقيتهما المحلي فيما ستكون الساعة هي الرابعة مساء يوم غد الجمعة بتوقيت بغداد والثانية من بعد ظهر اليوم بتوقيت غرينتش.

وقد قامت المفوضية باستئجار بنايات فخمة لمكاتبها في هذه الدول واجرت تعيينات لمفوضين كما عينت الائتلافات والكيانات السياسية المشاركة في السباق الانتخابي مندوبين ومراقبين عنها لعمليات التصويت التي تم تحديد ساعات فتح وغلق محطات الاقتراع فيها بعشر ساعات يوميا اعتباراً من الثامنة صباحا ولغاية السادسة مساء. وشهدت الايام الماضية عقد العديد من الندوات الارشادية للمفوضية مع الجاليات العراقية في هذه الدول لتوعية أفرادها بأهمية الانتخابات وحثهم على المشاركة فيها.

وحددت المفوضية نوع الوثائق الرسمية التي يجب أن يحملها الناخب من اجل السماح له بالتصويت على ان تكون اي واحدة تثبت عراقية الشخص مثل شهادة الجنسية أو هوية الأحوال المدنية ذات الطبعة الفسفورية او جواز السفر العراقي بكل اشكاله شريطة ان يحمل سمة الإقامة بالإضافة إلى جواز السفر الأجنبي على ان يحمل ما يدل على عراقية صاحبه. كما يتوجب على الناخب ايضا اثبات المحافظة التي ينتمي إليها استنادا الى القانون الذي أصدره مجلس النواب العراقي وينص على ان تذهب أصوات الناخبين العراقيين في الخارج الى المحافظات او الدوائر الانتخابية التي ينتمون اليها. وهذه التعليمات ستطبق على جميع المشاركين في الانتخابات العراقية في الدول الست عشر.

مخاوف من تلاعب وتزوير

وتجري انتخابات المغتربين العراقيين وسط مخاوف وشكوك من ابنائهم بحصول عمليات تزوير وتلاعب رغم تأكيدات مدراء مكاتب المفوضية حرصهم على اجراء انتخابات نزيهة وشفافة.
واليوم عبرت كتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي عن قلقها من فوضى وارباك تسود اجراءات المراكز الانتخابية خارج العراق والتي يفترض ان تستقبل مئات الألوف من العراقيين المهجرين والمهاجرين في دول المنافي المختلفة.

وقالت المتحدثة باسم الكتلة ميسون الدملوجي في تصريح مكتوب ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; quot;لقد بلغنا ان أعداد المراكز الانتخابية في سوريا تم تقليصه بشكل كبير ما قد يحرم أكثر من 15,000 مواطن عراقي من التصويت بينما المركز الانتخابي في دبي أعلن تغيير موقعه بعد ان تم إبلاغ العراقيين بالموقع الأول ما قد يسبب فوضى وإرباكاً بين العراقيينquot;. واضافت انه في واشنطن ولندن واستراليا يشكو المواطنون من تعيين موظفين تابعين لأحزاب معينة وحرمان الشخصيات المستقلة من هذه التعيينات.

واكدت الكتلة العراقية quot;ضرورة إجراء انتخابات حرة ونزيهة تحظى باحترام وثقة المواطنين من ناحية والمجتمع الدولي من ناحية أخرىquot;. ودعت المفوضية العليا للانتخابات باتخاذ الخطوات اللازمة وبشكل فوري لضمان سلامة الانتخابات ونزاهتها داخل وخارج العراق.

ومن جانبه دعا رئيس الوزراء نوري المالكي الجاليات العراقية في الخارج الى المشاركة الواسعة في الانتخابات وحسن ودقة الاختيار لأن ذلك يترتب عليه مستقبل بلد لمدة أربع سنوات مقبلة.
وخاطب المالكي عراقيي الخارح في بيان صحافي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه قائلا quot;ان صوتكم حينما تذهبون إلى صناديق الانتخابات له اعتبارات: الأول هو دليل ارتباطكم الذي لا ينفك ولا يضعف بوطنكم واستمرار الاهتمام والالتزام والوفاء للعراق الذي يسرنا ان نعيش في كنفه أحراراً وسعداء واخوة متحابين، والثاني هو تأدية الواجب الوطني والشرعي الذي يقتضي من جميع أبناء العراق ان يسهموا في بناء وطنهم وان يتحملوا المسؤولية الوطنية والشرعية عبر صناديق الانتخاب التي تمثل، كما تعلمون في كل بلدان العالم، عملية شراكة حقيقية في رسم الحاضر والمستقبلquot;.

واضاف أن الذين يعادون العملية السياسية والديمقراطية لن ينفكوا ولن يضعفوا بل تزداد شحنات العداء والمواقف السلبية من الديمقراطية والحرية والعراق الجديد والعملية السياسية بكل أبعادها quot;لذلك ترونهم يطلقون المزيد من الإشاعات والإتهامات والافتراءات التي هدفها إضعاف همتكم كي لا تشاركوا في عملية تصميم وتقرير المصير لذلك لا تلتفتوا إليهم لأنهم يكذبون وهدفهم إبقاء العراق في حالة من الفوضى واللادستورية واللاقانونية بل ان البعض منهم يحن إلى الماضي ويريد ان يعيد العراق إلى ما كان عليه في زمن الدكتاتورية بعدما تنفستم وتنفسنا وتنفس العراق نسيم الحرية والديمقراطية والتكافؤ في الفرص بين المواطنين quot;.

واشار الى ان المنجزات التي تحققت خلال الفترة المنصرمة تحتاج إلى سلطة تشريعية quot;لان السلطة التشريعية (مجلس النواب) هي روح العملية السياسية وعليها يتوقف العطاء والتقدم.. ولكن إذا ما كان في البرلمان تعارض مع السلطة التنفيذية فإن العملية ستتعطل وبالتالي كل الذي أنجزناه في هذه المرحلة قد يتراجع لان الحفاظ على المنجز يحتاج إلى جهد ووعي كبير والانتخابات هي الكفيلة بتحقيق ذلك quot;.

وطالب المالكي ممثلي مفوضية الانتخابات في دول المهجر بأن يلتزموا أعلى درجات الحيادية والمهنية والشفافية وان يكونوا على مسافة واحدة من كل المرشحين والناخبين الكتل والأحزاب الذين يشتركون في العملية الانتخابية quot;.. ودعا المواطنين والمراقبين للكيانات الى ان يكونوا حذرين ومراقبين بدقة وبشدة حتى لا يطعن أحد بشرعية ونزاهة الانتخابات.

يذكر ان عدد الناخبين العراقيين الذي يسمح لهم بالتصويت العام الاحد المقبل يبلغ حوالى 18 مليونا و600 الف ناخب فيما بلغ عدد المرشحين 6292 مرشحا من بينهم 1813 امرأة يتنافسون على 325 مقعدا برلمانيا. اما عدد المراقبين الدوليين فقد بلغ 1447 مراقبا ومراقبي الكيانات السياسية 273 الفا بينما بلغ عدد الاعلاميين العرب والاجانب نحو 700 إعلامي وعدد المنظمات المشرفة على الانتخابات 351 منظمة. ويبلغ عدد موظفي الاقتراع الذين سيشاركون في ادارة العملية الانتخابية المقبلة 300 الف موظف.

وتجري الانتخابات التشريعية العراقية الاحد المقبل من خلال 64 الف محطة اقتراع.. فيما سينتشر 500 مراقب دولي في انحاء العراق اضافة الى 250 ألف مراقب محلي للتأكد من التزام الجميع بالقواعد الانتخابية وبالصمت الدعائي قبل 24 ساعة من التصويت العام اي في السابعة من صباح السبت المقبل.