لا تزال التداعيات الإنسانية الناجمة عن أعمال العنف العرقية جنوبي قرغيزستان تبدو بعيدة عن الإنتهاء، وعلى الرغم من إنحسار أعمال العنف خلال اليومين الماضيين،إلا أننحو 100 ألف شخص فرّروا من منازلهم وأقاموا مخيمات في وادي فرغانة على الحدود بين قرغيزستان وأوزبكستان.

رايون تشوت وغلوريا ستار كينز من نيويورك: أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء أعمال العنف العرقي في قرغيزستان، وقال فرانسيس دينغ، مستشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمنع جرائم الإبادة، ان المنظمة الدولية شديدة القلق من أعمال العنف التي إندلعت في جنوب قرغيزستان لأسباب عرقية، داعيًا الحكومة المؤقتة والمجتمع الدولي الى عمل كل ما يمكن لوقف هذه الأعمال وتأمين الحماية للأقليات الضعيفة.

وكان المستشار دينغ ومستشار الأمين العام للمسؤولية عن الحماية ادوارد لوك قد كُلّفا بمتابعة الوضع في قرغيستان منذ نيسان/أبريل في أعقاب التوترات العرقية التي تصاعدت إثر اطاحة الرئيس كورمان بيك باكييف، وخاصة بين القرغيز والأقلية الأوزبكية في الجنوب، ولاحظ المسؤولان الدوليان أن أعمال العنف التي بدأت في 10 حزيران/يونيو إستهدفت الأوزبك بصفة خاصة. وحذر المستشار الخاص لوك من quot;ان نمط أعمال العنف ونطاقها الذي أدى الى نزوح جماعي بين الأوزبك من جنوب قرغيزستان يمكن ان يُعد تطهيرًا عرقيًاquot;. وأعاد لوك تذكير الفرقاء بأن قمة 2005 العالمية حظرت إرتكاب أو التحريض على التطهير العرقي أو الإبادة الجماعية أو جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية.

وإستجابة لطلب الحكومة الموقتة معونة دولية لشعب قرغيزستان، دعا المستشاران الخاصان الى تفعيل مسؤولية المجتمع الدولي في مجال الحماية بتقديم مساعدة منسقة وآنية لوقف العنف والتحريض عليه. وأكد المسؤولان الدوليان الضرورة الملحة لضمان عدم إمتداد أعمال العنف الى مناطق أخرى من قرغيزستان أو الى البلدان المجاورة.

وحث المستشاران حكومة قرغيزستان المؤقتة وجاراتها والمجتمع الدولي على إتخاذ كل الإجراءات الممكنة للحد من مخاطر العنف العرقي في المستقبل. وقال المسؤولان الدوليان ان الأزمة الحالية في قرغيزستان كشفت عن وجود إنقسام عرقي نشأ على إمتداد عقود، وعلى السلطات القرغيزية ان تقر به وتعالج أسبابه الأساسية فور الحد من أعمال العنف بغية الحيلولة دون تكرارها، وإطلاق عملية مصالحة بالتعاون مع المجتمع المدني، والسعي الى الحفاظ على تنوع البلاد العرقي وتراثها.

وأكد مستشارا الأمين العام للأمم المتحدة إستعداد المنظمة الدولية للمساعدة في هذه الجهود، بما في ذلك إمكانية إجراء تحقيق دولي محايد في الأحداث المرتبطة بإندلاع أعمال العنف العرقي وجذورها.

ونصبت مئات الخيم لاستقبال اللاجئين من أعمال العنف في المناطق والدول المجاورة كأوزباكستان التي أغلقت حدودها أخيرًا لعدم امكانيتها من استيعاب المزيد من النساء والاطفال والشيوخ الذين فرّوا من الموت في قرغيزستان على أمل الأمان والأمن في خيم امدتهم بها الامم المتحدة في اولى قوافل المساعدات الانسانية.


وقد عبرت هيئات دولية متعددة عن قلقها من الوضع الإنساني للاجئين الهاربين من مواجهات العنف العرقي التي إندلعت في قرغيزستان منذ أسبوع وأسفرت عن سقوط نحو 200 قتيل ومئات الجرحى وشردت مئات الآلاف.

خصوصًا وأن quot;عدد المتضررين من الإشتباكات الإثنية قد يصل إلى مليون شخصquot;، هذا ما كشفت عنه منظمة الصحة العالمية اليوم. وجاء في تصريح لناطق بإسمها: quot;وفقا لتقديراتنا، فإن عدد المتضررين بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بما فيهم 400 ألف نازح، قد يصل إلى مليون شخص تقريباquot;.

وأعلنت الأمم المتحدة إن هؤلاء النازحين الذين فروا إلى أوزبكستان المجاورة ويقدرون بحوالى 100 الف معظهم من النساء والأطفال ينتمون إلى أقلية الأوزبك. في وقت كثر الحديث عن الأوضاع المأساوية و الكارثية التي يمرّون بها، حيث تحدث الضحايا عن إتساع نطاق أعمال الإغتصاب التي تستهدف النساء الأوزبك، إضافة إلى أعمال العنف ضد الأطفال التي مارستها العصابات المدججة بالأسلحة والتي قالوا إنها شنت حملات وحشية.

وتقول إحدى اللاجئات: quot;وجدت نفسي هنا مع مولودي الجديد.. وصلت الى الحدود خلال إطلاق النار حاول العديد من الاشخاص تجاوز الحدود.. توفي الكثير من الاطفال والنساء الحوامل.. كما تمت نصفية عدد كبير من الاشخاصquot;. ويصف آخرون كيف أن مسلحين من القرغيز إقتحموا منازلهم وخطفوا بناتهم وأحرقوا أحياءهم وقتلوا أطفالهم، ما يطرح التساؤلات حول المستقبل الذي سيلقاه هؤلاء الأطفال وإنعكاس ما يمرون به على وضعهم النفسي، وتأثير ذلك على تصرفهم بعد سنوات من اليوم خصوصًا بعد مشاهدتهم ومرورهم بتلك الفظائع.

وتشير البيانات الرسمية الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة القرغيزية إلى أن الاشتباكات في جنوب البلاد أسفرت عن مقتل 191 شخصًا، في حين يتداول بأن عدد الضحايا قد يصل إلى 1800 قتيل. وقد جاء هذا الرقم نتيجة لرصد الأوضاع وإستطلاع رأي شهود عيان ومعلومات من الموقع.











* تصوير غلوريا ستار كينز (photo credit Gloria Starr Kins)