قندهار: يرد النبأ ظهرا الى القوات الاميركية المنتشرة في افغانستان بوجود مخبأ اسلحة بوسط مدينة قندهار مهد حركة طالبان في جنوب البلاد. يحضر المخبر الافغاني حاجبا وجهه بمنديل اصفر غليظ يضغط عليه بيده خشية ان ينزلق ويكشف عن نفسه، فينقل المعلومات الثمينة لقاء مكافأة الى الفوج 293 في الشرطة العسكرية الاميركية الذي يقوم بتدريب القوات الافغانية في ولاية قندهار.

ويؤكد المخبر وجوب التحرك سريعا اذ ان الصواريخ معدة على حد قوله لضرب معسكر نايثن سميث التابع للحلف الاطلسي في مساء اليوم نفسه، بعدما استهدف مؤخرا بعملية تفجير بسيارة مفخخة لم توقع ضحايا.

ويقطع عناصر الفوج المسؤولون عن المنطقة المعنية بالمعلومات عملياتهم الروتينية للتوجه الى موقع المخبأ، بعدما عادوا من زيارة الى احد حواجز الشرطة الافغانية في المنطقة الشمالية من الولاية المكتظة بالسكان والتي تشكل قاعدة خلفية لعناصر طالبان. ويقول الرقيب مايك كراولي ان quot;عددا من قادة طالبان يقيمون هناquot;.

وان كانت المنطقة بقيت بمنأى نسبيا عن الاضطرابات الامنية، الا ان السكان يخشون التعرض لاعمال انتقامية اذا ما نقلوا معلومات الى القوات الافغانية والاطلسية. ويروي الرقيب ان quot;المتمردين قطعوا ايدي عمال بناء كانوا يعملون في ورش تمولها الحكومةquot; مؤخرا بعدما وجهوا اليهم رسائل تهديد.

وتعتمد القوات الاميركية على المخبرين المحليين في وقت يتواصل تدفق التعزيزات الى قندهار تحضيرا لتشديد الهجوم على حركة طالبان في سياق استراتيجية تهدف الى انهاء الحرب المستمرة منذ تسع سنوات في هذا البلد. غير ان حركة طالبان اعدمت عددا من المسؤولين المحليين المتهمين بالتجسس عليها لصالح القوات الغربية، كما تستهدف بصورة خاصة موظفي الدولة الذي يتعاونون مع القوات الاجنبية.

وقتل الثلاثاء رئيس اقليم ارغنداب الريفي شمال قندهار في اعتداء بالسيارة المفخخة وقد كانت حركة طالبان تعتبره خائنا اذ كانت القوات الخاصة الاميركية تمول سكان منطقته وتساعدهم على التصدي للمتمردين وحماية انفسهم منهم. وعند وصولهم الى موقع المخبأ في منطقة تغطيها اكوام من الركام، يجد الجنود الاميركيون صعوبة في العثور على الاسلحة بالرغم من استخدامهم الات كشف المعادن.

غير ان المخبر يبقى مختبئا داخل آلية ويرفض الخروج لمساعدتهم خشية ان يراه احد. واخيرا تنقله المدرعة الى الموقع بعدما تم اخلاؤه من القوات الافغانية ويوضح الرقيب الاميركي تشارلز سميث quot;كان يخشى ان تراه الشرطةquot;. يقفز المخبر ليخفي نفسه بغطاء خلف جدران عالية محيطة بمنزل ويبدأ بحفر الارض بيديه ليشير للجنود الى الموقع ثم يعود مسرعا الى الآلية. يتم ابعاد المدنيين من محيط الموقع فيما يصل فريق من خبراء ازالة الالغام.

وفي نهاية الامر يتم العثور على مخبأ متواضع نسبيا يحوي خمسة قذائف مضادة للدبابات صينية الصنع من عيار 62 ملم مغلفة بكيس ارز، بدون ان يكون هناك اي عناصر تؤكد ان المعسكر كان فعلا مستهدفا. غير ان الامر يبقى رغم كل شيء انتصارا ولو محدودا بالنسبة للاميركيين، فيما يجني المخبر مبلغا ماليا كبيرا. واوضح مسؤول عسكري اميركي متمركز في قندهار ان المخبرين يحصلون على مبالغ مالية في حال ساعدوا في العثور على قذائف هاون وصواريخ وغيرها من الاسلحة الثقيلة، وذلك من خلال برنامج معروف باسم quot;المكافأة الصغيرةquot;.

وقال quot;انها طريقة للتعويض على هؤلاء الناس الذين يعرضون حياتهم للخطرquot; رافضا كشف قيمة المكافآت. غير ان ضابط استخبارات اميركيا قال انه ما زال يتحتم تحقيق تقدم على الصعيد الامني قبل ان يصبح من الممكن تحويل سكان قندهار الى حلفاء. وقال quot;لا يمكنهم بكل بساطة دعمنا لانهم يخشون العواقب. انهم ينتظرون ليروا ما سيجريquot;، في وقت تشن القوات الاطلسية والافغانية منذ بضعة اسابيع عملية تهدف الى اعادة بسط سيطرة الحكومة المركزية على المدينة.