بيروت: أصدر قاض لبناني حكما بحبس ربة منزل وتغريمها مبلغا ماليا لصالح عاملتها السريلانكية بعدما دانها بتهمة ضرب الخادمة، ما يشكل خطوة نادرة في بلد تشكو جمعيات حقوق الانسان من سوء معاملة العاملات الاجنبيات فيه.

وامر القاضي جان طنوس المكلف الدعاوى الجزائية في مدينة جبيل (شمال بيروت)، بحسب ما جاء في نص الحكم الذي اطلعت عليه فرانس برس اليوم الجمعة، بحبس المدعى عليها ج.س (مواليد 1969) لمدة شهر، لانها quot;دأبت على ضرب المدعيةquot; سامانتي وارناكولا سورييا (مواليد 1983) التي تحمل الجنسية السريلانكية، وquot;معاملتها بقسوةquot;.

كما حكم quot;بمنعها من الدخول طرفا في عقد عامل او عاملة في الخدمة المنزلية بصفة رب عمل او كفيل (...) لمدة خمس سنواتquot;. ونص الحكم على ان تدفع المدعى عليها غرامة قيمتها 10 ملايين ليرة لبنانية (حوالى 6600 دولار) لصالح العاملة.

واوضح القاضي ان سامانتي تعرضت للضرب وسوء المعاملة خلال فترة عملها لدى المدعى عليها بين كانون الاول/ديسمبر 2004 وايار/مايو 2007. كما كانت مستخدمتها تمنعها من الخروج من المنزل.

ودفع ذلك العاملة الى الهرب والتوجه الى سفارة بلادها التي ارسلتها الى جمعية كاريتاس الخيرية حيث عاينها طبيب شرعي واتضح انها quot;مصابة بخدوش وجروح وكدمات ورضوض في كافة انحاء جسمها، منها ما هو حديث، ومنها ما يعود الى اشهر عدةquot;. وتولى القضية امام القضاء محام من فريق عمل مركز الاجانب في quot;كاريتاسquot;. وتقوم كاريتاس بحملة توعية quot;من اجل حقوق العمال الاجانب في لبنانquot;.

ويبلغ عدد العمال الاجانب في لبنان حوالى مئتي الف قدموا بصورة شرعية او غير شرعية غالبيتهم من النساء القادمات من سريلانكا واثيوبيا والفيليبين. وتشكو جمعيات حقوق الانسان من ان العاملات في المنازل يجبرن على العمل كامل ايام الاسبوع، وتصادر جوازات سفرهن، وفي بعض الاحيان تمنع عنهن الرواتب المستحقة. كما ان العديد منهن يتعرض لسوء معاملة واعتداءات وحرمان من ابسط الحقوق. وفي قضية تولتها كاريتاس ايضا، صدر في كانون الاول/ديسمبر 2009 حكم على ربة منزل لبنانية بالسجن لمدة 15 يوما بعدما ضربت عاملتها الفيليبينية لمدة سنتين.