قال مسؤول سعودي لـquot;إيلافquot; إن العلاقة بين السعودية وفرنسا لا تزال قوية وراسخة، ومؤكدًا أنه لا يوجد برود في العلاقة،لكن الشكليات اختلفت من عصر الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، إلى عصر الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي.
على مسافة أيام من زيارة رسمية يقوم بها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى فرنسا، تبدأ في الحادي عشر من شهر يوليو المقبل، يقرأ محللون سياسيون طبيعة بين العلاقات بين البلدين خلال فترتي حكم الرئيس السابق جاك شيراك والحالي نيكولا ساركوزي، حيث تأتي النتيجة المتفق عليها أن درجة الحرارة بين البلدين قد تغيرت.
وبينما يقول محللون، زاروا الرياض وباريس وإلتقوا رجالها الكبار مرارًا، أن الكيمياء الشخصية بين الملك عبد الله وشيراك أكثر منها مع خلفه ساركوزي، فإن مسؤولا سعودياً رفيعا قال في حديث مع quot;إيلافquot;، خلال مقابلة أجريت معه عبر الهاتف، نهار يوم الأحد، أن العلاقات بين البلدين quot;لا تزال قوية وراسخة لكن الشكليات اختلفتquot;.
ودافع المسؤول السعودي، الذي لم يكن سوى سفير المملكة في فرنسا، محمد آل الشيخ، عن علاقات بلاده مع الجمهورية الخامسة قائلاً: quot;لا يوجد برود مطلقًا في العلاقات بين الزعيمين لكن الطريقة اختلفت، والإختلاف الوحيد هو في الشكليات فقط، أما العلاقات فهي قوية ومبنية على أسس متينة تجعل من الصعوبة التفريط فيهاquot;.
ويعقد الملك عبد الله وساركوزي جلسة مباحثات تستغرق بضعة ساعات من يوم الثاني عشر من شهر يوليو/تموز المقبل يفتتح بعدها الزعيمان معرضًا سعوديًا يحتضنه اللوفر على امتداد أيام متعددة، يعرض خلالها السعوديون أكثر من 300 قطعة أثرية تمثل quot;جوانب كثيرة من البعد الحضاري للمملكة والمنطقة من كل العصورquot; على حد تعبير السفير السعودي.
بيد أن مسؤولين يقولون إن هذه الزيارة كانت مقررة منذ أكثر من أربعة أعوام، وتحديدًا في العام 2006 حين زار الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك المتحف الوطني في الرياض مع الملك عبد الله، واقترح حينها مسؤول السياحة الأول في المملكة، الأمير سلطان بن سلمان، البدء في حجز قاعة في متحف quot;اللوفرquot; وعرض تلك القطع الأثرية.
هل قلنا شيراك؟...إذن لا يزال الرئيس السابق يمارس دوره كحلقة وصل الرياض مع باريس رغم أنه غادر الكرسي منذ سنوات متعددة، فيما لا يزال الحاكم الجديد، الذي جاء من أسرة يهودية مهاجرة، يحاول بشتى الطرق معاقبة الراحل من خلال تحقيقات في مزاعم فساد قيل إن شيراك تورط فيها حينما كان عمدة لعاصمة النور: باريس.
ومن المتوقع أن يشتمل جدول الملك خلال زيارته على quot;جلسة شايquot; مع الرئيس الراحل جاك شيراك يتحدث خلالها الزعيمان الصديقان عن الماضي والمستقبل وهموم المنطقة والمشاكل المشتركة، وخصوصًا الملف اللبناني الذي تختلف فيه الرياض وباريس كثيرًا، وقام فيه ساركوزي بدور متلون أذهب الخليجيين بلا استثناء.
إلا أن الرجل الذي يقع على عاتقه تطوير علاقات بلاده مع فرنسا، محمد آل الشيخ، يقول عكس ذلك، إذ يقول بصوت تملؤه الثقة:quot; لا يوجد أي خلافات في وجهات النظر بين البلدين، بل تطابق تام في كافة القضايا. إنني أعتقد أن المستقبل سيكون أفضل بالتأكيدquot;.
وبينما قالت وسائل إعلام محلية ودولية إن الملك قد يحضر احتفالات الثورة الفرنسية الأربعين، قال مسؤول سعودي إن ذلك quot;لم يتحدد بعد حيث أن الفعاليتين المثبتتين حتى الآن هما افتتاح معرض في اللوفر، وجلسة مباحثات مع ساركوزيquot;.
وتعتبر الثورة الفرنسية فترة تحولات سياسية واجتماعية كبرى في التاريخ السياسي والثقافي لفرنسا وأوروبا بوجه عام. ابتدأت الثورة سنة 1789 وانتهت تقريبًا سنة 1799، وعملت حكومات الثورة الفرنسية على إلغاء الملكية المطلقة، والامتيازات الإقطاعية للطبقة الارستقراطية، والنفوذ الديني الكاثوليكي.
ويقول السفير آل الشيخ، الذي يوصف بأنه الأكثر حيوية بين نظرائه في أوروبا: quot;هذه الزيارة هي امتداد لزيارات سابقة قام بها خادم الحرمين حيث تعتبر الزيارة التاسعة على هذا المستوى، وهي تؤطر العلاقات بين البلدين كي تمضي في الإتجاه الصحيح. والمستقبل سيكون أفضل لكل من بلدنا وفرنساquot;.
التعليقات