رأى محللون ان الجنرال الاميركي ديفيد بترايوس قائد القوات الدولية الذي بدأ مهامه السبت في افغانستان يواجه مهمة صعبة لاحلال السلام والامن في هذا البلد وتأمين خروج القوات الاجنبية التي تقاتل تمرد طالبان بما يحفظ لها ماء الوجه.
كابول: بدأ بترايوس مهامه بالاحتفال بعيد استقلال الولايات المتحدة في السفارة الاميركية المحصنة في كابول.
وقد دعا في اليوم الاول من بدء مهامه الى توحيد الجهود في الحرب في افغانستان وذلك في مستهل مهمته قائدا للقوات الاجنبية في افغانستان السبت.
وكان بترايوس الذي تولى قيادة القوت الدولية خلفا للجنرال ستانلي ماكريستال، صرح ان الحرب التي دخلت عامها التاسع في افغانستان ستزداد صعوبة قبل ان تبدأ في التحسن.
ووصل بترايوس الى افغانستان بينما ارتفع عدد القتلى من الجنود الاميركيين وجنود حلف شمال الاطلسي الى مستويات قياسية في القتال الشديد وكذلك مع تزايد التساؤلات حول جدوى تخصيص هذه الموارد البشرية والمالية الهائلة لقضية يمكن ان تكون خاسرة.
وارتدى الجنرال بترايوس الذي وصل الى العاصمة الافغانية الجمعة الزي العسكري اثناء وقوفه مع السفير كارل ايكينبري لاستقبال الضيوف الذين بلغ عددهم 1700 شخص في حديقة السفارة للاحتفال بعيد الرابع من تموز/يوليو.
ولقي تعيين بترايوس قائدا لاكثر من 140 الف جندي من الولايات المتحدة والحلف الاطلسي ينتشرون في افغانستان، ترحيبا من قبل المسؤولين الافغان ومن بينهم الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي بدأ يفقد تأييد الغرب له.
الا ان محللين حثوا بترايوس على اجراء تعديلات فورية لتحويل مسار الحرب التي يرى الكثيرون انها تسير لمصلحة طالبان.
وقال احمد بهزاد النائب في البرلمان الافغاني quot;على بترايوس تغيير الاستراتيجية الاساسية للحرب ضد طالبانquot;.
واضاف في تصريح لوكالة فرانس برس ان quot;تغيير قيادة القوات الاجنبية لن يكون مؤثرا الا اذا رأينا ان مزيدا من الخطوات تتخذ ضد الارهابيينquot;.
ورأى المحلل السياسي هارون مير ان ماكريستال واجه انتقادات بسبب فشل القوات الاجنبية في تامين منطقة مرجة التي تشتهر بزراعة القنب في ولاية هلمند الجنوبية في عملية واسعة جرت في شباط/فبراير الماضي. واشار هارون الى انه تم تاجيل خطة لتكثيف العمليات ضد طالبان في ولاية قندهار التي تعد معقلا للمسلحين حتى ايلول/سبتمبر المقبل. واضاف quot;لا نعرف ان كان سيتم تنفيذ ذلك ام لاquot;.
ورغم تاكيد الرئيس الاميركي باراك اوباما والجنرال بترايوس نفسه بان تغيير القيادة لا يعني تغيرا في الاستراتيجية، فان الجنرال المح الى امكانية اجراء بعض التغييرات.
واشتكت القوات من ان قرار ماكريستال quot;بضبط النفس الشجاعquot; بهدف تقليل الخسائر بين المدنيين، منعهم من الدفاع عن انفسهم بالشكل اللازم مما اسهم في ارتفاع عدد القتلى بينهم.
وقتل مئة وجنديان اجانب في شهر حزيران/يونيو وهو ضعف عدد القتلى في ايار/مايو، ويفوق اعلى عدد سابق للقتلى بلغ 77 قتيلا في اب/اغسطس الماضي.
وحتى هذا الوقت من 2010 قتل اكثر من 320 جنديا مقارنة مع 520 في 2009، كان اخرهم جندي بريطاني قتل الخميس.
واقر بترايوس هذا الاسبوع بان القوات غير راضية عن قواعد القتال التي تحد من الضربات الجوية والقصف المدفعي. الا انه نفى ان تكون لديه اي خطط لتغيير ذلك.
وصرح في مؤتمر صحافي عقب اجتماعه مع مندوبي الحلف الاطلسي في بروكسل الخميس quot;علي واجب اخلاقي كقائد .. باستخدام كافة القوة المتاحة عندما تكون قواتنا، او قوات شركائنا الافغان، في موقف صعبquot;.
وقال مسؤول عسكري ان بترايوس بوصفه مهندس استراتيجية مكافحة التمرد التي ساعدت على اخماد الحرب الاهلية في العراق وجرى تطبيقها بشكل واسع في افغانستان تحت قيادة ماكريستال، هو quot;الشخص المناسب في المكان المناسبquot;.
الا انه اشار الى ان وصول بترايوس يتزامن مع تزايد الدعوات الى بدء حوار مع قادة طالبان ووضع جدول زمني للانسحاب وتزايد الضغوط على كرزاي لبناء قدرات بلاده الامنية والقضاء على الفساد المستشري في البلاد.
ويرى دبلوماسيون ومحللون ان علاقة بترايوس مع كرزاي ستكون اساسية لنجاحه في مهمته، واشاروا الى ان ماكريستال ساعد على اضفاء صفة quot;قائد القوات المسلحةquot; على كرزاي وعمل على تحسين علاقاته مع واشنطن.
وقال ودير صافي المحاضر في جامعة كابول للقانون ان quot;قدرة (ماكريستال) على العمل مع شريك افغاني تعتبر عاملا مهما في هذه الحربquot;.
واضاف quot;والا لن يتغير اي شىء حتى لو جاء عشرة من امثال بترايوس، نظرا الى الوضع الحالي خاصة وانه ينوي البدء في الانسحاب في تموز/يوليو 2011quot;.
ووقبل وصول بترايوس الى افغانستان بساعات هاجم مسلحون من طالبان منظمة اغاثة اميركية مما ادى الى عشرة اشخاص، مما يعد دليلا على صعوبة المهمة التي تواجه بترايوس (57 عاما) والقوات التي تحت قيادته.
التعليقات