باريس: اتهمت المنظمة غير الحكومية الاميركية quot;ايرس رايتس انترناشيونالquot; (حقق الارض الدولية) الاثنين الشركات النفطية العاملة في بورما، من ضمنها quot;توتالquot; الفرنسية وquot;شيفرونquot; الاميركية، بتمويل الطموحات النووية للمجموعة الحاكمة في بورما من خلال عائداتها النفطية والتواطؤ بذلك في الجرائم.

وبحسب ارقام المنظمة غير الحكومية الاميركية، بلغت عائدات حقل الغاز في يادانا بين عامي 1998 و2009 اكثر من تسعة مليارات دولار، ذهب اكثر من نصفها الى الطبقة الحاكمة quot;لدعم نظام ارتكب منذ عقود العديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان وتمويل برنامج سري لاكتساب السلاح النوويquot;.

وتعود ملكية حقل يادانا للغاز (ومعناه quot;الكنزquot; باللغة البورمية) الواقع جنوب البلاد بنسبة 31% لشركة quot;توتالquot; و28% لشركة quot;شيفرونquot; و25% للشركة التايلندية quot;بي تي تي اي بيquot; فيما تملك الشركة البورمية quot;ام او جي ايquot; 15% من الحقل.

واعلنت الجمعية في بيان نشر الاثنين في باريس انه quot;من اصل 4,599 مليار دولار حصلت عليها الطبقة الحاكمة، وصل 915 مليون دولار على شكل هبات عينية قوامها غاز طبيعي مخصص للاستخدام المحلي، فيما دفع باقي المبلغ نقداquot;.

وترى الجمعية ان هذه المداخيل تمثل وسيلة ضغط دولية لمنع الطبقة الحاكمة في بورما التي يشتبه بانها تنوي امتلاك السلاح الذري من تحقيق هذه الطموحات النووية. وتقترح هذه الجمعية quot;وضع عراقيل امام وصول النظام الى اسواق الاسهم العالمية وتجميد الاصول المرتبطة بهاquot;.

واضافت المنظمة انه quot;بالنظر الى الادلة بشان الطموحات النووية لبورما، وتجارتها غير الشرعية للاسلحة مع كوريا الشمالية (...)، المجتمع الدولي مدعو للتركيز على ما يعتبره الجنرالات في بورما العصب الاساسي لحربهم اي عائدات الغازquot;.

وجددت الجمعية اتهاماتها الى quot;توتالquot; وquot;شيفرونquot; اللتين تواجهان quot;خطرا حقيقيا بالملاحقة القضائيةquot; في بلديهما، في ما يرتبط بعمليات اغتيال موجهة ارتكبها عسكريون مولجون تامين الحماية للمنشات الغازية. ونددت بارغام السكان المحليين على العمل.

واوضحت الجمعية انها quot;لا تناضل من اجل رحيل توتال شيفرون او quot;بي تي تي اي بيquot; عن بورما، بل لاجل اعادة الحق الى ضحايا الانتهاكات لحقوق الانسان ولاجراء توزيع مسؤول للعائدات الناتجة عن الموارد الطبيعية في بورما بما يخدم مصلحة الشعبquot;. وتشير الجمعية التي اكدت ان quot;توتالquot; رفضت استقبالها الى مسؤولية يتحملها مصرف quot;بي ان بي باريباquot; الفرنسي في هذا الصدد.

وقال المسؤول في الجمعية ماثيو سميث خلال مؤتمر صحافي في باريس quot;بحسب معلومات تعود الى العام 2003، المصرف الفرنسي بي ان بي باريبا متورط في المشروع: من خلال quot;بي ان بي باريبا جيرسي تراستquot; ومقره في جزر المانش والمستخدم من قبل شركة توتال كوكيل للدفع. كما يملك مسؤولون كبار في الطبقة الحاكمة في بورما حسابات مصرفية في فرع لمصرف بي ان بي باريبا في سنغافورةquot;.

وتهتم جمعية quot;اي ار ايquot; الاميركية غير الحكومية منذ 1994 بمتابعة الانتهاكات لحقوق الانسان المتعلقة بمشاريع الغاز في بورما. وتقود بورما مجموعة من العسكريين منذ 1962. وقد وعدت الطبقة الحاكمة بانتخابات تشريعية قبل نهاية العام، ستكون الاولى منذ تلك التي فازت بها بجدارة quot;الجبهة الوطنية لاجل الديمقراطيةquot; بقيادة المعارضة اونغ سون سو تشي التي لا تزال تخضع للاقامة الجبرية.