دعت سوزان عارف رئيسة منظمة تمكين المرأة عضو البرنامج الوطني للمرأة العراقية الى ضرورة أن يكون للمرأة العراقية دور فاعل في الحراك السياسي الذي يدور الآن لتشكيل الحكومة المقبلة خصوصًا أنّ نسبة تمثيل النساء في المجتمع العراقي تصل الى اكثر من 64 % وهذا يخدم تواجد المرأة في هكذا مراكز لأنّها أكثر قدرة على التعبير عن احتياجاتها.

واضافت في مقابلة مع quot;ايلافquot; ان غياب المرأة عن المراكز الرسمية العليا وعن المساهمة بصنع القرار يعيق عدم استتباب الوضع الامني وحل النزاعات ويسهم في هذه الطائفية الموجودة في البلاد.

كلام سوزان عارف ياتي في وقت ما زالت حملة النساء العراقيات تتواصل بالمطالبة بحقوقهن في المشاركة في عمليات صنع القرار في المؤسسات الحكومية والبحث عن وجودهن في ربع الحقائب الوزارية وذلك عبر البرنامج الوطني للمرأة الذي كتبته مجموعة من النساء واللواتي اجمعن على القضايا ذات الاولوية . وشهدت الحملة مؤتمرًا عقد في بغداد ليومين شارك فيه عدد كبير من النساء للإعلان عن انفسهن وطلباتهن وجمع التوقيعات المؤيدة لهذه المطالب.

هذا ما جاء في مقابلة:

* ما المغزى الحقيقي وراء هذه الحملة؟

- المغزى الرئيس هو الضغط على الحكومة بضرورة مشاركة المرأة في نسبة لا تقل عن 25 % من الحقائب الوزارية، كما نعلم أنّ في فترة الانتخابات كانت هناك الكثير من الوعود من قبل الكتل السياسية، الأحزاب والقادة السياسيين، بإيمانهم بحقوق المرأة السياسيّة، نغتنم الفرصة ونؤكد ضرورة تواجد المرأة بنسبة لا تقل عن 25 % في تشكيلة الحكومة، وضرورة تواجدها في مراكز القرار وخصوصًا أنّ نسبة تمثيل النساء في المجتمع العراقي اكثر من 64 % وهذا يخدم تواجد المرأة في هكذا مراكز لأن المرأة هي أكثر قدرة على التعبير عن احتياجاتها .

* ما أبرز خطط برنامجكم الوطني؟

- البرنامج تشارك فيه مجموعة قيادات من نساء في الاحزاب ونساء في منظمات المجتمع المدني وشخصيات بارزة والاعلام ، الذي صار بداية... هو مؤتمر كبير شارك فيه بحدود 200 شخص، انعقد المؤتمر في تشرين الاول / اكتوبر من العام الماضي في اربيل وانبثقت منه اربع لجان تعمل ضمن البرنامج الوطني للمرأة والذي يتضمن البرنامج السياسي وبرنامج التمكين الاقتصادي وبرنامج الصحة وبرنامج التعليم ، هذه كانت جهود لجنة المشاركة السياسية للمرأة وفعلاً كانت جهودهن رائعة واغتنمن الفرصة بحملة الضغط والدفاع لاخذ في الاعتبار تواجد المرأة بهذه النسبة.

* لماذا لا يقدم البرنامج مباشرة الى البرلمان ؟

- لأنه بحاجة الى كسب تأييد واسع، وكلما كان هنالك تأييد من قبل المجتمع ومن قبل برلمانيين فإن ذلك يعزز ويقوي من هذا المطلب، لكن سيواجه الضعف في حال تقديمه للبرلمان ومن الممكن اهمال القضية او عدم النظر فيها، وهذا يؤدي الى ضعف المطلب.

* هل تعتقدين ان مطالبكم بربع الحقائب الوزارية معقولة في ظل وضع العراق الحالي؟

- هذه النسبة تعتبر حقًا طبيعيًا، ولا اعرف ماذا تقصد بوضع العراق، من العام 2003 ونحن الان في العام 2010 ، فهل نحن نعتبر انفسنا جددًا على هذه المرحلة ؟، نحن نريد أن نؤكد على قدرة المرأة ، فما الذي ينقص من قدرات المرأة لتكون غير مؤهلة لهذا الوضع ؟ على العكس نحن نعتبر... لأن المرأة غير موجودة في هكذا مناصب هذا يعيق الحركة ويعيق عدم استتباب الوضع الامني، وحل النزاعات ، وفي هذه الطائفية الموجودة، كل هذا لعدم وجود المرأة في مراكز القرار.

* هل تعتقدين ان الوزيرات السابقات أدَّين واجباتهن على اكمل صورة ؟

- هذا يعتمد على اختيار الاحزاب والكتل السياسية للنساء في هكذا مراكز ، حملتنا لا تقف فقط على عدد اللواتي يتبوَّأن المناصب وانما على القدرة والكفاءة، لانه فعلاً تهمّنا جدًّا النتائج من وجود النساء ، نحن نعلم دائمًا أنّ عدسات المراقبة تكون مضاعفة على النساء ووجودهن في مراكز القرار، والنقطة المهمّة لنا جدًّا بوجود المرأة ان تحصل على قناعة المجتمع بدور المرأة الفاعل في هكذا مراكز، وايضًا من ضمن هذه الحملة متابعات على النساء وعلى اختيار النساء للمراكز ومن الممكن تقديم قوائم بأسماء نساء قياديات وكفوءات.

* ما رأيك بوجود وزارة للمرأة، وهل هي ضرورية فعلاً؟

- في هذه الظروف نحن بحاجة الى وزارة للمرأة، لأن في بقية الوزارات لا يوجد اي اهتمام او آليات لمساعدة المرأة. نحتاج في الوضع الراهن الى وزارة تهتم بشؤون المرأة، بحيث تنسق مع كل الوزارات بضرورة ادماج الجنس، المساواة ، التكافؤ في الفرص، فهذا ضروري جدًّا الى أن تصل المؤسسات كلها الى هذا المستوى. فبمراعاة الجنس نصل الى درجة اتخاذ النساء في كل اللجان المشكلة في هيئاتها. وفي ذلك الوقت من الممكن ان نقول اننا لسنا بحاجة لوزارة ، فكما هي حال (الكوتا) نحن بحاجة الى (كوتا) ونحن نعلم ان الكوتا ليست ديمقراطية لكن المرحلة تحتم علينا بضرورة وجود الكوتا .

* ماذا فعلتم للارامل وللاميات من النساء اللواتي يعدنّ بمئات الالاف؟

- عملنا يهتم بالمرأة ككل وليس فقط المرأة النخبوية او المشاركة السياسية، عملنا العديد من النشاطات ولكن هذا ايضًا يحتاج وجود نساء في مراكز القرار لكي يستطعن ان يتخذن قرارات او يساعدن في اتخاذ قرارات تخدم صالح الارملة، والمطلقة، وكيفية ادماج المرأة في عملية التنمية لأن النساء الفقيرات والاميات يحتجن دائمًا الى دعم ومساندة لتطوير قدراتهن لتمكينهن ، فالأمور كلها متعلّقة ببعضها.

* في مؤتمركم الصحافي قبل ايام قال احد البرلمانيين انه يؤيد المرأة لأنّه متزوج من ثلاث نساء، ولم ترد عليه واحدة منكنّ .. لماذا؟

- لأن ليس وقت الرد، نحن لا نعمل على فرد او افراد، بل نعمل على عموم المجتمع، واذا كانت القوانين قد سمحت بالزواج من أكثر من امرأة، فنحن نعمل كمنظمات مجتمع مدني ،عملنا في كردستان ، وهناك تغيير في قوانين الاحوال الشخصية ، ولا يستطيع اي شخص ان يتزوج من امرأة اخرى إلا بعد ان يحصل على موافقة من الزوجة الاولى.

* الى متى ستستمر هذه الحملة؟

- سنستمر في حملتنا هذه الى ان نتلمس النتائج الايجابية وفعلاً وصول النساء الى هذه المناصب الوزارية وايضًا تشكيل وزارة حقيقية للمرأة، وزارة ضمن ميزانية وخطة استرتيجية تخدم مصالح المرأة العراقية .