كثف نائب الرئيس الأميركي جو بادين لقاءاته مع المسؤولين العراقيين في ثالث يوم من زيارته للعراق، وأجرى المسؤول الأميركيّ لقاءات عديدة مع رؤساء القوائم الفائزة في الانتخابات الأخيرة. وعقب اجتماعه بالرئيس جلال طالباني اليوم الاثنين، أكّد بايدن أنّ بلاده quot;تريد أن ترى القادة العراقيين موحدين ومتفقين على برنامج مشترك لتشكيل الحكومة المقبلةquot; مشددا على ضرورة العمل من اجل إخراج العراق من أزمته السياسية الحالية.

بغداد: أكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماعه مع الرئيس العراقي جلال طالباني،الاثنين، في اليوم الثالث من زيارته للعراق ان بلاده تريد ان ترى القادة العراقيين موحدين ومتفقين على برنامج مشترك لتشكيل الحكومة المقبلة مشددا على ضرورة العمل من اجل اخراج العراق من أزمته السياسية الحالية.

وخلال اجتماع بين طالباني وبايدن بمشاركة مسؤولين عراقيين من الجانبين quot;تم بحث جميع القضايا المتعلقة بالعملية السياسية وبشكل خاص المشهد السياسي العراقي الحالي والجهود المبذولة لحلحلة الأوضاع الراهنة ووضع الآلية المناسبة لتجاوز هذه المرحلة العسيرةquot;. كما تمت مناقشة quot;سبل تعزيز العلاقات العراقية الاميركية وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين الصديقين على كافة الاصعدةquot;.

وشرح الرئيس العراقي quot;الاجراءات الدستورية لمرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية واللقاءات والاجتماعات بين الكتل الفائزة باتجاه تشكيل الحكومة الجديدةquot;. واشار الى مواصلة جهوده لتوحيد مواقف الأطراف المتنوعة نحو الإتفاق على برنامج مشترك والانتقال إلى المرحلة المقبلةquot; كما نقل عنه بيان رئاسي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه.

ومن جهته شدد بايدن على طالباني ضرورة العمل لإخراج العراق من هذه الأزمة السياسيةquot;، مؤكداً أهمية هذه الجهود لإيجاد نقاط مشتركة بين جميع الأطراف السياسية العراقية. واضاف ان quot;الولايات المتحدة الأميركية تدعم العملية الديمقراطية في العراق وتريد أن ترى العراقيين موحدينquot;. واعرب عن أمله في أن يتم الاتفاق بين القوى المختلفة حول برنامج مشترك لتشكيل الحكومة الجديدة.

وقبل اجتماعه مع طالباني عقد بايدن لقاء مماثلا مع نائب الرئيس طارق الهاشمي حيث تمت quot;مناقشة العديد من الافكار والمقترحات حول تشكيل الحكومة المقبلةquot;. كما جرى quot;تداول الأمور المتعلقة بالعلاقات بين العراق والولايات المتحدة والاتفاقية الموقعة بينهما اضافة الى مراجعة الوضع السياسي الراهن والمساعي المبذولة من اجل تشكيل الحكومة حيث نوقشت العديد من الافكار والمقترحات في هذا الصددquot;. ووصف بيان عن مكتب الهاشمي الاجتماع بانه كان quot; صريحا ونافعاquot;.

كما بحث بايدن مع كل من نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي ورئيس المجلس الأعلى رئيس الائتلاف الوطني عمار الحكيم آخر المستجدات السياسية والأمنية في العرق. وشدد بايدن وعبد الهادي على ضرورة quot;احترام التوقيتات الدستورية والإسراع بتشكيل حكومة الشراكة الوطنية التي تضم جميع الأطراف السياسيةquot;. كما التقى بايدن بعد ذلك مع الحكيم وناقش معه اخر تطورات العملية السياسية والقضايا المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة والحوارات الجارية بين الكتل السياسية لإنجاز هذه المهمة.

والليلة الماضية دعا نائب الرئيس الاميركي جو بايدن القادة العراقيين الى عدم السماح لأي دولة ان تتدخل بشؤونهم كما بحث خلال اجتماعين منفصلين في بغداد اليوم مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزعيم القائمة العراقية الفائزة في الانتخابات اياد علاوي ان الادارة الاميركية لا تريد التدخل في الشأن العراقي الداخلي آو تشكيل الحكومة الجديدة، فيما اكد رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر ضرورة ان لا يكون رئيس الحكومة المقبلة اميركيا او دكتاتورا او بعثيا بينما تظاهر انصاره ضد زيارة المسؤول الأميركي.

وفي كلمة له خلال احتفال اقيم في بغداد بمناسبة عيد الاستقلال الوطني الاميركي بحضور قادة ووزراء عراقيين دعا نائب الرئيس الأميركي العراقيين الى حل مشاكلهم بأنفسهم من دون السماح لأية جهة أو دولة بالتدخل في شؤونهم في اشارة الى الضغوط الايرانية على شكل الحكومة المنتظرة التي تمنى ان تكون حكومة للشراكة الوطنية.

وقال إن القوائم الفائزة quot;القائمة العراقية ودولة القانون والائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني هي القوى التي تستطيع أن تحل المشاكل التي تواجهها البلادquot;. وأكد بايدن التزام الولايات المتحدة الأميركية بالموعد المحدد لسحب قواتها من العراق مؤكداً أن هذه القوات ستغادر العراق لكن صداقة الولايات المتحدة ستبقى مع العراقيين وستعمق وتتوطد في جميع المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والثقافية.

واضاف quot;ستبقى الولايات المتحدة الصديق الدائم للشعب العراقي وهي تريد أن ترى عراقاً ديمقراطياً موحداً ومستقلاًquot;. كما بحث بايدن مع المالكي امس تطورات الأوضاع على الساحة العراقية إضافة إلى مجرى العلاقات بين بلديهما. وقال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح للصحافيين إن الإدارة الأميركية لا تنوي التدخل أبدا بالشأن العراقي الداخلي ، وهو أمر اكده بايدن للمالكي.

وأضاف الدباغ أن quot;بايدن نقل للمالكي خلال اللقاء الذي استمر لنحو ساعتين قلق الإدارة الأميركية من تأخر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة والتدخل الإقليمي فيهاquot;، مؤكدا أن quot;الوفد الأميركي دعا إلى تشكيل حكومة وطنية يصنعها الشعب العراقي وليس إرادة الدول الإقليميةquot;.

واشار الى أن quot;بايدن قدم للمالكي ثلاثة مقترحات وهي أن تتصرف جميع الكتل السياسية على أساس المصلحة الوطنية وأن تشارك جميع الكتل الفائزة في الانتخابات بتشكيل الحكومة المقبلة فضلا عن اعتماد الكفاءة في اختيار أعضاء الحكومة quot;.

ونقل الدباغ عن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن quot;تشديد الادارة الأميركية على أنها تنظر إلى جميع الكتل السياسية في العراق بعين واحدةquot; مؤكدا أن quot;الإدارة الأميركية تدرك جيدا أن التدخل في الشأن العراقي سيؤثر سلبافي العملية السياسية في البلادquot;.

وفي اجتماع آخر بين بايدن وعلاوي استمر لساعتين قال الاخير انه تم بحث الاوضاع القائمة في العراق والمنطقة وضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة موضحا انه لم تكن هناك أي مقترحات محددة من الجانب الأميركي.

واشار الى ان بايدن ابدى اهتماما باستقرار العراق واكد ضرورة عدم اطالة فترة تشكيل الحكومة من اجل ألاّ يتم استغلالها من قبل الاوساط التي تحاول الحاق الضرر بالعراق. واضاف ان البحث مع بايدن والوفد المرافق له كان صريحا وبناء وتمت خلاله الاشارة الى قضايا دعم الديمقراطية واحترام نتائج الانتخابات التي حصلت في العراق وضرورة ان تكون الحكومة المستقبلية حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع.

وجدد علاوي تمسكه بضرورة احترام الاستحقاق الدستوري للقائمة العراقية مؤكدا انها حريصة على اشراك الجميع في تشكيلة الحكومة المنتظرة. وشارك في اجتماع علاوي وبايدن القيادي في القائمة العراقية نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي وعدد من اعضاء القائمة والسفير الاميركي في بغداد كريستوفر هيل اضافة الى مجموعة من الخبراء والمستشارين السياسيين العراقيين والاميركيين.

وكان سياسيون عراقيون أبدوا تخوفا من زيارة بايدن واعتبروها تدخلاً بالشأن العراقي فيما قال وائل عبد اللطيف عضو الائتلاف الوطني العراقي إن نائب الرئيس الأميركي عندما سيزور العراق فانه سيحمل معه عصاً غليظة لترويض العملية السياسية في العراق.

وجاء وصول بايدن الى بغداد بعد يوم من وصول وفد من الكونغرس الأميركي الى بغداد يرأسه المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الأميركية جون ماكين وإجرائه لقاءات مع علاوي والمالكي ورئيس الجمهورية جلال طالباني لتشجيعهم على الإسراع في تشكيل الحكومة. ويأتي وجود القادة الاميركيون هؤلاء في العاصمة العراقية حاليا في وقت يعاني المشهد السياسي العراقي انقسامات وخلافات حادة حول تشكيل الحكومة والمرشح لتشكيلها.

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد حذر الجمعة من أن عدم تشكيل حكومة عراقية جديدة قبل مواعيد الانسحاب الأميركي من العراق quot;سيؤثّر بالتأكيدفي هذه المواعيدquot; متوقعاً quot;تحركاً أممياً ودولياً وأميركياً لمساعدة العراقيينquot; في تشكيل الحكومة.

وعن العلاقة بين تأخير تشكيل الحكومة والانسحاب الأميركي من العراق قال زيباري quot;فلنكن صريحين: هناك ترابط غير منظور حتى وإن كانت سياسة الإدارة الأميركية الحالية هي الانسحاب في 31 من الشهر المقبل لجميع الوحدات القتالية وإبقاء 50 ألفاً إلى نهاية 2011 حسب الاتفاقية الأمنية لكن إذا لم تُشكّل حكومة إلى ذلك الوقت ومع وجود اضطرابات وتوتر سياسي وأمني داخلي فبالتأكيد هذا سيؤثر في هذه المواعيد مباشرة أو غير مباشرة ولذلك نتوقع تحركاً أممياً ودولياً وأميركياً قريباً لتشجيع العراقيين والسياسيين ومساعدتهم للتسريع في التوصل إلى تشكيل حكومة جديدةquot;.

يذكر انه في مطلع حزيران (يونيو) الماضي صادقت المحكمة الاتحادية اعلى هيئة قضائية في العراق على نتائج الانتخابات التي اسفرت عن فوز القائمة العراقية بقيادة علاوي وحصولها على91 مقعدا جاء بعدها ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي وحصل على 89 مقعدا ثم حل الائتلاف الوطني بقيادة عمار الحكيم ثالثا بنيله 70 مقعدا ثم التحالف الكردستاني بحصوله على 43 مقعدا من مجموع مقاعد مجلس النواب البالغة 325 مقعدا.

ويعتبر علاوي تكليفه تشكيل الحكومة حقا دستوريا لكن الاندماج بين ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي تحت اسم quot;التحالف الوطنيquot; سيحرمه من ذلك لان التحالف اصبح يمثل القوة الرئيسة في البرلمان حاليا. الا ان هذا التحالف لايزال يشهد مفاوضات متعثرة للتوصل الى اتفاق على مرشح واحد لمنصب رئيس الوزراء.

واليوم نفت المتحدثة الرسمية باسم الكتلة العراقية ميسون الدملوجي استعداد الكتلة للتنازل عن استحقاقها الانتخابي والحصول على مواقع رئاسية بديلة وذلك ردا على تصريحات نقلت عن القيادي في القائمة محمد علاوي تحدثت عن هذا الامر.

وقالت الدملوجي في تصريح صحافي تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه quot;اننا نؤكد ان ذلك التصريح عار عن الصحة وان القائمة العراقية كانت وما زالت مصرة على استحقاقها الدستوري والانتخابي والذي هو استحقاق المواطن العراقي ولا يمكننا في القائمة العراقية التفريط بحقوق المواطنين الذين اعطوا ثقتهم لهذه القائمة كما نطلب من وسائل الإعلام توخي الدقة في نقلها الأخبار والتأكد من مصدر الخبر وصحتهquot;.

وكان إئتلافا دولة القانون والوطني اعلنا عن تحالفهما رسميا في الرابع من آيار (مايو) الماضي وشكلا الكتلة الاكبر حسب قولهما والتي يجب ان يوكل لهما مهمة تشكيل الحكومة وفق المادة 76 من الدستور العراقي فيما تصر القائمة العراقية على احقيتها بتشكيل الحكومة كونها الفائزة في الانتخابات النيابية الاخيرة والحاصلة على اعلى الاصوات فيها.

ويدور الخلاف حاليا حول تفسير المادة الدستورية 76 والتي تتحدث عن الكتلة التي يحق لها تشكيل الحكومة ففي الوقت الذي يتمسك ائتلاف العراقية برئاسة علاوي بحقه في ذلك استنادا إلى مبدأ القائمة الفائزة بالانتخابات تعمل اثنتان من الكتل الشيعية التي حلت ثانية وثالثة في ترتيب الكتل الفائزة لتأليف تحالف سيكون الأكبر من حيث عدد أعضائه في مجلس النواب الجديد ويؤكد قادتها أحقيتهم بتأليف الحكومة كونهم يملكون العدد الأكبر من النواب.