لندن: دعا نائب الرئيس الأميركي جو بايدن القادة العراقيين الى عدم السماح لاي دولة ان تتدخل بشؤونهم كما بحث خلال اجتماعين منفصلين في بغداد اليوم مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزعيم القائمة العراقية الفائزة في الانتخابات اياد علاوي ان الادارة الأميركية لاتريد التدخل في الشأن العراقي الداخلي اوتشكيل الحكومة الجديدة.. فيما اكد رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر ضرورة ان لايكون رئيس الحكومة المقبلة أميركياً او دكتاتوراً أو بعثياً بينما تظاهر أنصاره ضد زيارة المسؤول الأميركي.

وفي كلمة له خلال احتفال اقيم في بغداد لمناسبة عيد الاستقلال الوطني الأميركي الليلة بحضور قادة ووزراء عراقيين دعا نائب الرئيس الأميركي العراقيين الى حل مشاكلهم بأنفسهم من دون السماح لأية جهة أو دولة بالتدخل في شؤونهم في اشارة الى الضغوط الايرانية على شكل الحكومة المنتظرة.التي تمنى ان تكون حكومة للشراكة الوطنية. وقال أن القوائم الفائزة quot;القائمة العراقية ودولة القانون والائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني هي القوى التي تستطيع أن تحل المشاكل التي تواجهها البلادquot;.

وأكد بايدن التزام الولايات المتحدة الأميركية بالموعد المحدد لسحب قواتها من العراق مؤكداً أن هذه القوات ستغادر العراق لكن صداقة الولايات المتحدة ستبقى مع العراقيين وستعمق وتتوطد في جميع المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والثقافية. واضاف quot;ستبقى الولايات المتحدة الصديق الدائم للشعب العراقي وهي تريد أن ترى عراقاً ديموقراطياً موحداً ومستقلاًquot;.

وقال بايدن أنه لم يأت إلى العراق لاسداء النصح والقاء المحضرات على العراقيين بل جاء ليبارك منجزاتهم وانتصاراتهم التي حققوها. وأشار إلى أن عراق اليوم ليس هو العراق الذي شاهده يوم سقوط تمثال الدكتاتور لأنه تطور في كثير من المجالات مؤكداً أن quot;هذه الانتصارات هي ثمرة تضحيات العراقيين بمساعدة الولايات المتحدة لأن العراقيين ضحوا كثيراً حتى وصلوا إلى يومهم هذا لذا ينبغي ان لا يسمحوا لأحد أن يفرض إرادته أو أجندته عليهم لأنهم أحرار وقراراتهم بأيديهمquot;. ومن جهته هنأ طالباني الذي حضر الحفل الشعب الأميركي بمناسبة عيده الوطني يوم استقلال الولايات المتحدة الأميركية.

اجتماع مغلق مع المالكي ووزير الدفاع والداخلية

وقبل ذلك بحث بايدن والمالكي خلال اجتماعهما تطورات الأوضاع على الساحة العراقية إضافة إلى مجرى العلاقات بين بلديهما. وقال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح للصحافين إن الإدارة الأميركية لا تنوي التدخل أبدا بالشأن العراقي الداخلي.. وهو أمر اكده بايدن للمالكي.

وأضاف الدباغ أن quot;بايدن نقل للمالكي خلال اللقاء الذي استمر لنحو ساعتين قلق الإدارة الأميركية من تأخر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة والتدخل الإقليمي فيهاquot; مؤكدا أن quot;الوفد الأميركي دعا إلى تشكيل حكومة وطنية يصنعها الشعب العراقي وليس إرادة الدول الإقليميةquot;.

واشار الى أن quot;بايدن قدم للمالكي ثلاثة مقترحات وهي أن تتصرف جميع الكتل السياسية على أساس المصلحة الوطنية وأن تشارك جميع الكتل الفائزة في الانتخابات بتشكيل الحكومة المقبلة فضلا عن اعتماد الكفاءة في اختيار أعضاء الحكومة المقبلةquot;. ونقل الدباغ عن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن quot;تشديد الادراة الأميركية على أنها تنظر إلى جميع الكتل السياسية في العراق بعين واحدةquot; مؤكدا أن quot;الإدارة الأميركية تدرك جيدا أن التدخل في الشأن العراقي سيؤثر سلبا على العملية السياسية في البلادquot;.

ومن جهته قال أنتوني بلينكين مستشار بايدن للأمن القومي إن نائب الرئيس الأميركي أكد quot;استعداده لتقديم النصيحة ولكن القادة العراقيين مركزون بالفعل على ضمان ألا يلقي شيء بظلاله على مصداقية وشرعية وشمولية الانتخابات. ونقل عن بايدن قوله أنه ليس لأي أجنبي أن يبلغ العراقيين كيف يحلون هذه القضية.

ومن جهته قال مصدر مطلع في مجلس الوزراء العراقي ان المالكي عقد مع بايدن ووزيري الدفاع والداخلية العراقيين عبد القادر العبيدي وجواد البولاني أجتماعا مغلقا ولم يسمح للصحافيين التقاط الصور خلاله. واوضح المصدر اليوم ان الاجتماع عقد في مقر رئاسة الوزراء في المنطقة الخضراء ببغدادquot;. ولم يعط المصدر تفاصيل أكثر عن فحوى الاجتماع ولا المدة التي أستغرقها الاجتماع مكتفيا بالقول إن quot;الاجتماع مغلق ولم يسمح للصحافيين التقاط الصور أو الدخول الى قاعة الاجتماعquot;. ويعتقد ان الاجتماع تناول قدرة القوات العراقية على حفظ الامن في غياب القوات الأميركية وانسحابها من العراق.

.. مباحثات مع علاوي لساعتين

وفي اجتماع اخر بين بايدن وعلاوي استمر لساعتين قال هذا الاخير انه تم بحث الاوضاع القائمة في العراق والمنطقة وضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة موضحا انه لم تكن هناك اية مقترحات محددة من الجانب الأميركي. واشار الى ان بايدن ابدى اهتماما باستقرار العراق واكد ضرورة عدم اطالة فترة تشكيل الحكومة من اجل لا يتم استغلالها من قبل الاوساط التي تحاول الحاق الضرر بالعراق. واضاف ان البحث مع بايدن والوفد المرافق له كان صريحا وبناء وتمت خلاله الاشارة الى قضايا دعم الديمقراطية واحترام نتائج الانتخابات التي حصلت في العراق وضرورة ان تكون الحكومة المستقبلية حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع.

وجدد علاوي تمسكه بضرورة احترام الاستحقاق الدستوري للقائمة العراقية مؤكدا انها حريصة على اشراك الجميع في تشكيلة الحكومة المنتظرة. وشارك في اجتماع علاوي وبايدن القيادي في القائمة العراقية نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي وعدد من اعضاء القائمة والسفير الأميركي في بغداد كريستوفر هيل اضافة الى مجموعة من الخبراء والمستشارين السياسيين العراقيين والأميركيين.

وفي وقت سابق اليوم اكد بايدن في حفل بمناسبة عيد الاستقلال الأميركي اقيم في بغداد ان واشنطن ستحافظ على وعدها بأعادة القوات الأميركية الى وطنها. واشار الى انه سيتم في 31 من الشهر المقبل خفض القوات الأميركية في العراق من 140 الف جندي جندي الى 50 الف جندي. ومن المنتظر ان يجتمع بايدن في زيارته الثالثة هذه لبغداد مع الرئيس العراقي جلال طالباني يوم غد الاثنين.

واليوم قال رجل الدين الشيعي المقيم في ايران لتلقي دروسه الحوزوية مقتدى الصدر في بيان الى انصاره quot;انصح المالكي واياد علاوي بعدم السماح للمحتل بل يكون اجتماعهم من اجل تطبيق الاجندة العراقية لا الأميركية. واضاف quot;ادعو المرشحين لرئاسة الوزراء ممن تمسكوا بهذا المنصب او الترشيح لان يقدموا مصلحة العراق ويتنازلوا لمن هو الصالح او الاصلح فان اطالة تنصيب هذا المركز فيه مفسدهquot; في اشارة الى رفضه تولي المالكي المنصب مرة ثانية. ودعا مجلس النواب بالعمل على ايصال (الى رئاسة الحكومة ) كل من لا يكون ديكتاتوريا ولا متحزبا ولا أميركيا ولا بعثيا ولا عدوا للشعب العراقي والا كان مقصرا امام الشعبquot;.

وفي هذا الاطار تظاهر العشرات من اتباع التيار الصدري في النجف عصر اليوم ضد زيارة بايدن للعراق. واعتبر المتظاهرون الذي الذين كانوا يرفعون الاعلام العراقية هذه الزيارة تدخلا سافرا بالشان العراق وانتهاكا لسيادة العراق.

بايدن شارك جيش بلاده الاحتفال بعيد الاستقلال

وقد شارك بايدن الذي وصل الى بغداد مساء امس ترافقه زوجته الدكتورة جيل بايدن في احتفال الجيش الأميركي في العراق اليوم بعيد الاستقلال وحيث يخدم ابنهما النقيب ديلاوير. وفي تصريحات له سبقت مباحثاته مع القادة العراقيين اكد بايدن انه متفائل بقوة بتوصل القادة الى تشكيل حكومة جديدة. واضاف quot;اعتقد ان البلد بات في وضع يبدو من الصعب جدا بموجبه تشكيل الحكومة من جهة، لكن هذه هي السياسة المحلية من جهة اخرىquot;. وقال ان quot;الامر لا يختلف كثيرا عن اي حكومة اخرى فالاطراف تجري محادثات. ما ازال متفائلا بشدة بالنسبة لتشكيل حكومة تتمتع بصفة تمثيليةquot;. وعادة ما يصل بايدن الى العراق عندما تبلغ الامور مرحلة من التعقيدات كما حدث خلال الفترة السابقة لاقرار قانون للانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من اذار (مارس) الماضي.

وهذه هي الزيارة الثالثة لبايدن الى العراق منذ تسلمه منصبه مطلع العام الماضي وهي تتزامن مع زيارة يقوم بها وفد من الكونغرس الأميركي للعاصمة العراقية وتأتي في وقت تواصل فيه الوحدات القتالية الأميركية انسحابها ليصبح عديدها اواخر الشهر المقبل خمسين الفا مقابل 77 الفا حاليا.

تخوفات من تدخل بايدن

وكان سياسيون عراقيون ابدوا تخوفا من زيارة بايدن وأعتبروها تدخلاً بالشأن العراقي فيما قال وائل عبد اللطيف عضو الائتلاف الوطني العراقي إن نائب الرئيس الأمركي عندما سيزور العراق فانه سيحمل معه عصاً غليظة لترويض العملية السياسية في العراق.

وجاء وصول بايدن الى بغداد بعد يوم من وصول وفد من الكونغرس الأميركي الى بغداد يرأسه المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الأميركية جون ماكين وإجرائه لقاءات مع علاوي والمالكي ورئيس الجمهورية جلال طالباني لتشجيعهم على الإسراع في تشكيل الحكومة.

ويأتي وجود القادة الأميركيون هؤلاء في العاصمة العراقية حاليا في وقت يعاني المشهد السياسي العراقي من انقسامات وخلافات حادة حول تشكيل الحكومة والمرشح لتشكيلها. ومن جهته قال البيت الابيض ان quot;بايدن سيعيد تاكيد الالتزام الأميركي الطويل المدى في العراق كما سيبحث اخر التطورات السياسيةquot; في هذا البلد. واكد ان بايدن سيتفقد الجنود الأميركيين ويمضي برفقتهم عيد الاستقلال الذي يصادف اليوم الاحد.

وفي مؤتمر صحافي في بغداد الليلة الماضية فقد اعرب ماكين عن خيبة أمل بلاده لتأخر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وقال ان quot;حكومة الولايات المتحدة تشعر بنوع من خيبة الأمل لتأخر تشكيل الحكومة العراقية من قبل الكتل الفائزة في الانتخاباتquot;. وأضاف أن quot;وفد الكونغرس التقى رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس ائتلاف العراقية إياد علاوي وشجعهم على تشكيل حكومة من جميع الأطيافquot;. ونفى ماكين أن يكون الوفد قدم مقترحا محددا لطالباني والمالكي وعلاوي لتشكيل الحكومة مؤكدا أن quot;الحديث معهم جرى حول سبل الإسراع في تشكيلها فقطquot;.

من جهته استبعد عضو الكونغرس الأميركي السيناتور جوزيف ليبرمان في المؤتمر الصحافي نفسه أن يؤثر تأخر تشكيل الحكومة العراقية على تنفيذ جدول انسحاب القوات الأميركية من العراق وفقا للاتفاقية الامنية المبرمة بين بغداد وواشنطن نهاية العام 2011. وقال ليبرمان إن quot;سياسة الرئيس أوباما لا تختلف عن سياسة الرئيس السابق جورج بوش فيما يتعلق بعملية سحب القوات الأميركية من العراقquot;. واشار الى ان quot;الاكثر اهمية بالنسبة الينا بينما نتطلع الى العراق اليوم هو نقطتان: ان تعكس الحكومة رغبة الناس الذين ادلوا باصواتهم وان تكون وطنية مستقلة فالعراق للعراقيينquot;.

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد حذر الجمعة من أن عدم تشكيل حكومة عراقية جديدة قبل مواعيد الانسحاب الأميركي من العراق quot;سيؤثّر بالتأكيد على هذه المواعيدquot; متوقعاً quot;تحركاً أممياً ودولياً وأميركياً لمساعدة العراقيينquot; في تشكيل الحكومة.

وعن العلاقة بين تأخير تشكيل الحكومة والانسحاب الأميركي من العراق قال زيباري quot;فلنكن صريحين: هناك ترابط غير منظور حتى وإن كانت سياسة الإدارة الأميركية الحالية هي الانسحاب في 31 من الشهر المقبل لجميع الوحدات القتالية وإبقاء 50 ألفاً إلى نهاية 2011 حسب الاتفاقية الأمنية لكن إذا لم تُشكّل حكومة إلى ذلك الوقت ومع وجود اضطرابات وتوتر سياسي وأمني داخلي فبالتأكيد هذا سيؤثر في هذه المواعيد مباشرة أو غير مباشرة ولذلك نتوقع تحركاً أممياً ودولياً وأميركياً قريباً لتشجيع العراقيين والسياسيين ومساعدتهم للتسريع في التوصل إلى تشكيل حكومة جديدةquot;.

يذكر انه في مطلع حزيران (يونيو) الماضي صادقت المحكمة الاتحادية اعلى هيئة قضائية في العراق على نتائج الانتخابات التي اسفرت عن فوز القائمة العراقية بقيادة علاوي وحصولها على91 مقعدا جاء بعدها ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي وحصل على 89 مقعدا ثم حل الائتلاف الوطني بقيادة عمار الحكيم ثالثا بنيله 70 مقعدا ثم التحالف الكردستاني بحصوله على 43 مقعدا من مجموع مقاعد مجلس النواب البالغة 325 مقعدا.

ويعتبر علاوي تكليفه تشكيل الحكومة حقا دستوريا لكن الاندماج بين ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي تحت اسم quot;التحالف الوطنيquot; سيحرمه من ذلك لان التحالف اصبح يمثل القوة الرئيسية في البرلمان حاليا. الا ان هذا التحالف لايزال يشهد مفاوضات متعثرة للتوصل الى اتفاق على مرشح واحد لمنصب رئيس الوزراء.

واليوم نفت المتحدث الرسمي بأسم الكتلة العراقية ميسون الدملوجي استعداد الكتلة للتنازل عن استحقاقها الأنتخابي والحصول على مواقع رئاسية بديلة وذلك ردا على تصريحات نقلت عن القيادي في القائمة محمد علاوي تحدثت عن هذا الامر. وقالت الدملوجي في تصريح صحافي تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه quot;اننا نؤكد ان ذلك التصريح عار عن الصحة وان القائمة العراقية كانت ولا زالت مصرة على استحقاقها الدستوري والأنتخابي والذي هو استحقاق المواطن العراقي ولا يمكننا في القائمة العراقية التفريط بحقوق المواطنين الذين اعطوا ثقتهم لهذه القائمة كما نطلب من وسائل الأعلام توخي الدقة في نقلها للأخبار والتأكد من مصدر الخبر وصحتهquot;.

وكان إئتلافا دولة القانون والوطني اعلنا عن تحالفهما رسميا في الرابع من آيار (مايو) الماضي وشكلا الكتلة الاكبر حسب قولهما والتي يجب ان يوكل لهما مهمة تشكيل الحكومة وفق المادة 76 من الدستور العراقي فيما تصر القائمة العراقية على احقيتها بتشكيل الحكومة كونها الفائزة في الانتخابات النيابية الاخيرة والحاصلة على اعلى الاصوات فيها.

ويدور الخلاف حاليا حول تفسير المادة الدستورية 76 والتي تتحدث عن الكتلة التي يحق لها تشكيل الحكومة ففي الوقت الذي يتمسك ائتلاف العراقية برئاسة علاوي بحقه في ذلك استنادا إلى مبدأ القائمة الفائزة بالانتخابات تعمل اثنتان من الكتل الشيعية التي حلت ثانية وثالثة في ترتيب الكتل الفائزة لتأليف تحالف سيكون الأكبر من حيث عدد أعضائه في مجلس النواب الجديد ويؤكد قادتها على أحقيتهم بتأليف الحكومة كونهم يملكون العدد الأكبر من النواب.