أكد المهندس احمد العامري رئيس حزب quot;الشعب العراقي الموحدquot; أن زمام الامور في العراق بيد أميركا لكنها لا تفكر في مصلحته وتقف متفرجة على ما يحدث،وأضاف quot;بامكانها تفعيل العمليّة السياسيّة وردع المسؤولين العراقيين عن أطماعهمquot;.

أشار المهندس احمد العامري رئيس حزب quot;الشعب العراقي الموحدquot; الى ان تأخير تشكيل الحكومة اصبح عبئًا على المواطن العراقي الذي اخذ يشكك بالسياسيين بسبب صراعهم على المناصب، ولا سيما منصب رئاسة الوزراء والذي بات الشغل الشاغل للجميع موضحًا ان الساحة العراقية اصبحت ميدان حرب بين أميركا وإيران.

وأوضح العامري الذي يتولى ايضًا رئاسة قناة السلام الفضائية في مقابلة مع quot;ايلافquot; انه تعرض للاختطاف والتعذيب بسبب المشاكل التي تحدث تحت قبة مجلس النواب بين البرلمانيين والتي تصل تأثيراتها الى الشارع فيتأثر المواطنون العاديون بها وقال ان حزبه خاض تجربة الانتخابات الاخيرة وكانت مفيدة له على الرغم من الغبن الواضح الذي تعرض له الحزب على حد قوله.

هنا ما جاء في المقابلة:

* ما هو السبب وراء دخولك المعترك السياسي؟

- الوضع العراقي والعملية السياسية والكيفية التي حصلت بها وما ترتب عليها من مشاكل كثيرة بالشكل الذي انعكس سلبا على الساحة العراقية كان هذا الدافع الرئيسي الذي جعلنا نحث الخطى سريعًا باتجاه عمل سياسي من خلال حزب الشعب العراقي الموحد .

* متى تشكلت لديك الرغبة الحقيقية للعمل السياسي؟

- حقيقة .. بعد خروجي من عملية اختطاف دامت (15) يومًا وفي تلك العملية الاجرامية المشؤومة والتي عشت فيها اهوال يوم القيامة وعشت حالات التعذيب، كما انني شاهدت بأم عيني حالات ذبح لاطفال ونساء ورجال تقشعر لها الابدان وعندما تم اطلاق سراحي ذهبت للتفكير ان يكون لي عملا سياسيا منضبطا معتدلا بالشكل الذي يكون ايجابيا لخدمة العراق والعراقيين واعتقادًا مني على ان ما تعرضت له خلال تلك العملية هو نتيجة المحاصصة الطائفية والتي كانت تترجم على الشارع العراقي نتيجة الصراعات التي كانت تحدث تحت قبة البرلمان.

* من خطفك ولماذا ؟

- في حينها كانت الجهات التي خطفتني تدعي انها (التوحيد والجهاد)، و فهمت اثناء التحقيق انهم كانوا يعتبرون انني من اقارب هادي العامري رئيس فيلق بدر، كوني انا احمد العامري ، فكانوا يعتقدون انني من اقاربه فتم اختطافي.

* وكيف اطلق سراحك؟

- بالتأكيد كانت معجزة الهية ، انا تعرضت الى ابشع انواع التعذيب في تلك الفترة من حيث الضرب ومن حيث ادخال بعض الالات الجارحة التي ادخلوها في صدري وفي قدمي وفمي ورأسي، وفي احد الايام ادخلوني غرفة فيها مجموعة كبيرة من الكلاب، اعتقادا منهم ان تلك الكلاب من الممكن ان تأكلني في تلك الليلة، وعندما جاء الصباح وجاء هؤلاء المجرمون ووجدوني حيًّا ارزق استغربوا من ذلك ، فأنا الوحيد من بين 300 شخص الذي نجوت من هذا الموقف، وحينها همس في اذني احد الاشخاص، كان يكنى بأبي عبدالله ، وقال إنه سيطلق سراحي، ثم اطلق سراحي.

* ماذا كانت مهنتك قبل ذلك؟

- انا مهندس مدني وكنت امارس عملي وأحب عملي وانفذ مشاريع انسانية بحتة لسماحة المرجع الديني الفقية حسين اسماعيل الصدر والذي تربطني به علاقة لا تقل عن ثلاثين سنة ، فكنت احب عملي بشكل كبير وكنت متفانيًا فيه، ونفذت مئات المشاريع في بغداد والمحافظات وبعض منها مشاريع انسانية تعود للسيد الصدر.

* متى انطلقت بالعمل الحزبي بشكل رسمي الذي هو تأسيس الحزب؟

- انطلقت بالعمل السياسي بتاريخ 14 تموز / يوليو 2008 وهذا التاريخ اخترته لانه تاريخ بدء الحكم الجمهوري في العراق وانتهاء الحكم المدني.

* كيف جمعت حولك المناصرين والمريدين؟

- بالتأكيد اي تشكيل سياسي يكون هناك منهاج ومشروع سياسي، نحن طرحنا مشروعًا سياسيًا اعتمد وحدة التراب العراقي كهدف رئيسي للانطلاق بأي عمل سياسي ، وعندما نشر المنهج السياسي تم توزيعه على الشريحة المثقفة والمهندسين والاطباء لمسنا هناك تجاوبا واعجابا، وكان هناك تواصل والحمد لله رب العالمين اليوم الحزب اخذ مساحة كبيرة في الشارع العراقي، ومن يتقصى ذلك سوف يعرف بنفسه ان حزب الشعب العراقي الموحد يتمتع بقاعدة جماهيرية جيدة لا سيما لدى شريحة المثقفين.

* ما الذي حصلتم عليه بمشاركتكم في الانتخابات الاخيرة؟

- هذه اول تجربة لنا في العمل السياسي واول تجربة بالعملية الانتخابية، وبالتأكيد مرور سنتين ليس مقياسًا. فالحزب من الممكن ان يكون له دورًا في العملية السياسية، لان العمل السياسي طويل وشاق ومضني ويحتاج الى صبر وتفاني، كتجربة اولى لم يحالفنا الحظ كوجود وان شاء الله سيكون في الدورة المقبلة.

* لماذا لم تأتلف او تنضم للقوائم الكبيرة او المعروفة؟

- كانت هناك دعوة لنا من اكثر من جهة، اتكلم لك بكل صراحة وامانة وهذا الكلام ربما يحسب عليّ ، ائتلاف دولة القانون اقترحوا على سماحة السيد الصدر ان يكون احمد العامري وحزبه جزءًا من دولة القانون في تلك الفترة بشرط ان يتخلى عن مشروعه ويؤمن ويعتقد بمشروع دولة القانون ، وانا احترم دولة القانون واحترم الجميع ، وما دام كلنا عراقيين وغايتنا واحدة للبلد ، انا حقيقة ارتأيت ان اجرب قوة مشروعنا الذي خرجنا به الذي يحمل ويعتمد وحدة التراب العراقي كهدف رئيس للانطلاق بالعملية السياسية ، كذلك هناك القائمة العراقية دعتنا للحوار وذهبنا وجلسنا والموضوع نفسه، كانت العراقية تدعونا الى الانضمام والائتلاف مع القائمة العراقية مقابل ان نترك مشروعنا الوطني والعمل بمشروعهم الوطني ، نحن فضلنا ان ندخل منفردين لغرض تقييم مشروعنا الوطني وهي تجربة حصلت وان شاء الله المستقبل للشرفاء للاحرار والمخلصين.

- هل كانت التجربة ناجحة ؟

- انا واثق واجزم ان تجربتنا كانت جيدة وناجحة والقاعدة الجماهيرية كبيرة ، انا اتكلم بكل امانة وشرف ، وهذا مثبت لدينا، نحن اصدرنا ما لايقل عن اربعة ملايين و800 هوية لمنتسبين من كل المحافظات، وانا لا اريد أن ـتهم او اجزم انه حصل تزوير واقصونا من العملية السياسية لكنني واثق ان نصيبنا لم يكن قليلا ، ولا يخفى عليك الاجندات السياسية والاجنبية لربما كانت عائقًا امام حصولنا او وصولنا الى قبة البرلمان.

* ما رأيك بالحراك السياسي الدائر الآن؟

- يؤسفنا ما يحصل على الساحة العراقية، اليوم الجهات السياسية جميعها دون استثناء تعطي صورة للشارع العراقي على ان الجهات السياسية غير آبهة بموضوع العراق، غير مقدرة معاناة الشعب العراقي ، هو حق مشروع لجميع السياسيين ان يعملوا ويحثوا الخطى سريعًا باتجاه تفعيل مشاريعهم ولا سيما اذا كان منها مشروع وطني، ولكن اليوم اصبح التأخير عبئًا على المواطن العراقي الذي اصبح اليوم يشكك بالسياسيين بسبب هذه المماطلات والتأخيرات ومن خلال الصراع المناصب لاسيما منصب رئاسة الوزراء والذي اصبح الشغل الشاغل للجميع ، وهذا موضوع يؤسفنا ، لأننا نؤمن ونعتقد ان الانسان الكبير يبقى كبيرًا في كل شيء ، كبير بأخلاقه، بإيمانه وتضحيته ، اليوم الذي نلاحظه عكس هذا ان الغاية والهدف هو المصلحة السياسية التي تغلبت على المصلحة الوطنية .

* كيف يمكن الخروج من هذه الازمة برأيك؟

- اذا نحن تجردنا عن مصالحنا الشخصية بالتأكيد سوف نخرج من هذه الازمة ، وبغضون 24 ساعة ، ولكن ان بقينا مصرين على ان نرى انفسنا اقدر من الاخرين، وهذا يرى نفسه اقدر من ذلك والجهة الفلانية ترى نفسها كذا وكذا، فبالتأكيد هذا يؤخر تشكيل الحكومة وبالمحصلة ينعكس سلبا على الشارع العراقي، اليوم الجهات السياسية كأنما لا تطيق بعضها البعض، في الظاهر انها عملية ديمقراطية ومجاملات، ووراء الكواليس هناك عداء واضح كما يبدو.

* هل تعتقد ان هناك قوى خارجية تتدخل في تشكيل الحكومة؟

- انا اجزم، وهذا الكلام يحسب عليّ ، اجزم ان هناك اجندات اجنبية، واحمّل الجانب الاميركي المسؤولية كاملة، اليوم زمام الامور كل عاقل عراقي يفهمها، زمام الامور بيد الامريكيين بدليل انا اسأل سؤال لكل عاقل: لو حصل اعتداء على العراق من اية جهة اجنبية من يتحمل المسؤولية ؟ بالتأكيد الامريكيين ، لان الاميركيين هم الجهة الماسكة بزمام الامور ، لو حصل تمرد داخلي في اية محافظة من المحافظات العراقية سيكون للاميركيين الدور الاكبر في قمعه. لذلك فان الاميركيين لهم يد ، لابد للجانب الاميركي ان يتحرك بخصوص موضوع تفعيل العملية السياسية ، ولا نريد ان نقول بالفرض، ولكن بالتوجيه ، على ان هذا الموضوع لا بد ان يحسم ، اليوم الاميركيون يعطون صورة للشارع العراقي على انهم كذابين .. لم يأتوا لتحرير العراق من صدام حسين بل جاؤوا لمصالح خاصة بدليل ان صدام اصبح شيئًا من الماضي واليوم العملية السياسية تتجه الى ما لا يحمد عقباه ، وهذا المفروض ان يلتفت اليه من الجانب الاميركي الذي عليه تفعيل دوره من خلال الضغوطات على الجهات السياسية بالشكل الذي يجعلهم يردعون عن اطماعهم كي يعودوا الى رشدهم والى ان يبنوا العراق ويخدموا الشارع العراقي.

* هل انت مع او ضد ان يكون للاميركيين دور مباشر في الشأن العراقي؟

- انا مع فكرة ان يكون للاميركيين دورا ايجابيا في العملية السياسية ، مع فكرة ان الجانب الاميريكي يتدخل لمصلحة الشعب ، اليوم الجانب الاميركي لا يتدخل لمصلحة الشعب بدليل انه يقف متفرجًا والجهات السياسية تعمل بالطريقة التي تراها مناسبة وبالشكل الذي ينعكس سلبًا على الساحة العراقية.

* هل تعتقد ان دول الجوار تتدخل ولها دور في تأخير تشكيل الحكومة؟

- انا واثق ان هناك تأثيرات جانبية وهناك مصالح لدول الجوار في العراق ليس من السهولة تركها، العراق اليوم اصبح ساحة لتصفية الحسابات الخارجية لكثير من الدول، اليوم ايران واميركا تتصارعان على الساحة العراقية، في بغداد والبصرة وفي اي محافظة، نتيجة موضوع الملف النووي الايراني وامور اخرى، لذلك نحن متأكدون ان هناك تأثيرات جانبية ولو بنسب مئوية على السياسيين وعلى الوضع السياسي في العراق.

* هل انت متفائل بانفراج الامور خلال الايام القليلة؟

- نحن نبقى متفائلين، ونأمل من كل السياسيين وكلهم اخواننا واهلنا ، نتمنى منهم وهذا نداء اوجهه من خلال صحيفتكم على ان تنطوي صفحة الاطماع ، ويكفي ان شعب العراق الذي اعتقد انهم جزء من العراق وانهم جاءوا لخدمة الشعب ، اتمنى ان يعملوا به ، وبالمحصلة النهائية ان الاوضاع اذا بقيت على هذا الحال فان الشارع العراقي لا اعتقد انه يقف مكتوف الايدي، وما شاهدناه وعشناه في الفترة الماضية من مسيرات واحتجاجات ضد الجانب الخدمي، هذا من وجهة نظري ناقوس خطر يدق للحكومة ، فالمفروض ان تتعظ الحكومة ويقال العاقل من وعظته التجارب .