مدريد: أعلن وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس عن وصول الدفعة الاولى من عشرات السجناء السياسيين الكوبيين الذين افرجت عنهم هافانا الثلاثاء الى مدريد. وقال للصحافيين على هامش احد المنتديات في سانتاندير (شمال اسبانيا) quot;سيصلون غدا (الثلاثاء) على متن طائرتين تابعتين لشركتي quot;طيران اوروباquot; وquot;ايبيرياquot;.
واوضح الوزير الاسباني quot;بحسب المعطيات الاخيرة، فان 11 سجينا سياسيا (...) وعائلاتهمquot; سيكونون في عداد ركاب الطائرتين. واضاف quot;لن نعرف الا في اللحظة الاخيرة عدد الاقرباء الذين سيرافقونهم، الا انه سيتراوح بين 62 و65quot;.
كما اوضح ان اسبانيا تنوي تأمين quot;دعم اولي لوجستيquot; للسجناء السابقين وعائلاتهم لدى وصولهم الى مدريد، بواسطة اللجنة الاسبانية لمساعدة اللاجئين والصليب الاحمر. واشار موراتينوس الى انه من المتوقع ان تحط الطائرتان التجاريتان في مدريد الثلاثاء قرابة الساعة الواحدة بعد الظهر (11 ت غ) بالنسبة لرحلة quot;طيران اوروباquot; والثانية بعد الظهر (12 ت غ) بالنسبة لرحلة quot;ايبيرياquot;.
وبدأت السلطات الكوبية السبت عملية اطلاق السجناء السياسيين، وتضم المجموعة الاولى 17 سجينا يفترض توجههم الى اسبانيا برفقة افراد من عائلتهم. ومن المقرر اطلاق 52 معارضا من quot;مجموعة ال75quot; الذين لا يزالون رهن الاعتقال على اثر موجة القمع الذي مارسته هافانا في اذار/مارس 2003، في مهلة اقصاها اربعة اشهر.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فان هافانا ستواصل اعتقال حوالي مئة سجين سياسي بعد الانتهاء من العملية الحالية. وتعتبر هذه العملية الاكبر من نوعها منذ تولي راول كاسترو رئاسة كوبا على اثر تنحي شقيقه فيدل في تموز/يوليو 2006 لاسباب صحية. واطلق فيدل كاسترو قرابة المئة سجين سياسي ابان الزيارة التاريخية التي قام بها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الى هافانا في 1998.
وشارك موراتينوس الاسبوع الماضي في هافانا في المفاوضات التي تقودها الكنيسة الكاثوليكية بشأن عملية الافراج هذه. ويشكل هذا التطور الجديد انجازا للدبلوماسية الاسبانية التي تدعو الى التقارب بين هافانا والاتحاد الاوروبي.
وتسعى الحكومة الاشتراكية الاسبانية التي عملت على تطبيع علاقاتها مع كوبا في 2007 الى حمل اوروبا على التخلي عن quot;الموقف المشتركquot; الرابط منذ العام 1996 بين الحوار الاوروبي-الكوبي واحترام هافانا لحقوق الانسان والديموقراطية في الجزيرة. ووصف الاحد هيكتور بالاسيوس وهو احد قادة التمرد في كوبا والمعتقل السابق ضمن quot;مجموعة ال75quot; عمليات الافراج هذه بانها quot;التقدم الاكثر جدية خلال السنوات الخمسين الاخيرةquot; بالنسبة لنظام كاسترو.
التعليقات