الحريري والأسد يؤكدان رغبتهما في دفع افاق التعاون

أكد بشار الأسد وسعد الحريري على ضرورة مواصلة البحث عن افاق جديدة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

دمشق: اكدت سوريا ولبنان اليوم وجود رغبة مشتركة قوية في دفع افاق التعاون الثنائي وبخاصة في الجانب الاقتصادي من اجل مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين بما يحقق مصلحة الشعبين.

جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السوري بشار الاسد مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والوفد المرافق له بحضور رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي عطري وعدد من الوزراء والامين العام للمجلس الاعلى السوري اللبناني نصري خوري.

وذكر بيان رئاسي سوري ان الرئيس الاسد استمع من الحريري وعطري الى ما تم انجازه خلال اجتماع هيئة المتابعة والتنسيق السورية اللبنانية اليوم والاتفاقيات التي تم توقيعها حيث اكد الاسد والحريرى ضرورة وضع اليات عمل وخطط تنفيذية لتحويل هذه الاتفاقيات الى التنفيذ العملي ومتابعتها بغية ازالة العقبات التي يمكن ان تعترض تنفيذها.

واكد الجانبان خلال اللقاء اهمية البحث عن افاق جديدة للتعاون ومتابعة تطوير اليات العمل المشترك في اطار رؤية استراتيجية لتحقيق التكامل بين سوريا ولبنان.
واعرب الجانبان عن ارتياحهما لتشكيل مجلس رجال اعمال مشترك الامر الذي من شأنه ان يساهم فى تعزيز التبادل الاستثماري بين البلدين وخلق شبكة مصالح بين سوريا ولبنان بعيدا عن السياسة وتجاذباتها.

وقد جرى التوقيع quot;على 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم تشمل مجالات عديدة بينها quot;التعاون في مسالة الملاحة البحرية التجارية والتعاون في مجال تبادل المنتجات الصيدلانية والتعاون لحماية المستهلكquot;.
كما وقع الطرفان quot;اتفاقا بشان نقل الأشخاص المحكوم عليهم، واتفاق تعاون لمكافحة المخدرات، واتفاقية تعاون في المجال الزراعي، واتفاق تعاون وتنسيق في مجال التربية، واتفاقا خاصا بالتعليم العالي والبحث العلمي، وبرنامجا تنفيذيا خاصا بالتعليم الفني والمهني والتقني لاعوام 2010 و2011 و2012quot;.
وجرى التوقيع ايضا على quot;اتفاق تعاون في مجال السياحة، واتفاقية للتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، وبروتوكول ملحق باتفاقية تجنب ازدواج التكليف الضريبي ومنع التهريب الضريبي في ما يتعلق بالضرائب على الدخل، وبرنامج تنفيذي للتعاون الثقافي، ومذكرة تفاهم وتعاون في مجال البيئةquot;.
وكان عطري استقبل نظيره اللبناني في مطار دمشق الدولي، وتوجها معا بعد ذلك الى مقر رئاسة الحكومة السورية حيث باشرا محادثات تتعلق بسلسلة الاتفاقات التي وقعت بين البلدين، قبل اللقاء مع الرئيس السوري.
وصرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم للصحافيين قبل بدء المحادثات quot;اعتبرها الزيارة الاولى (للحريري) لانها تأتي على رأس وفد وزاري وهذا الوفد مخول ان يضع القاعدة الصلبة لعلاقات مستقبلية مميزة بين البلدين الشقيقين في خدمة الشعبينquot;.

وعبر عن امله في quot;تنفيذ هذه الاتفاقيات وتكثيف الزيارات المتبادلة بين البلدين في المستقبل القريبquot;.

من جهته، قال وزير الاشغال العامة اللبناني غازي العريضي ان هذه الزيارة quot;استثنائية ومميزة تعبر عن طبيعة العلاقات السورية اللبنانية المتميزة التي اشار اليها اتفاق الطائفquot;.

واكد ان الزيارة quot;تأتي في سياق التشاور والتنسيق العميقين اللذين دارا بين مسؤولي البلدين وتوجا في التفاهم على اتفاقيات سيتم التوقيع عليها اليوم والتمهيد لاتفاقيات جديدة في كل المجالاتquot;.

وردا على سؤال عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، كرر المعلم ان quot;المحكمة الدولية شأن لبنانيquot;.

لكنه اوضح انه quot;اذا طالت سوريا بطريقة او باخرى (...) اي مواطن يثبت تورطه بالدليل القاطع سيحاكم في سوريا بتهمة الخيانة العظمىquot;.

وردا على سؤال عن ترسيم الحدود، قال المعلم ان quot;هذا الموضوع يحتاج الى رؤية اجتماعية تنصف العائلات اللبنانية الموجودة في سوريا والسورية الموجودة في لبنانquot;.

واضاف ان quot;ترسيم الحدود شأن اجتماعيquot;، مؤكدا بدء quot;تشكيل لجنة في سوريا ولبنان على ما تم الاتفاق عليه في السابق في هذه المسألةquot;.
من جهة اخرى، اكد المعلم انه quot;لا تعديل على معاهدة الاخوة والتنسيق والتعاون وهذا بشكل قاطعquot;، في اشارة الى الاتفاقية الموقعة في تسعينات القرن الماضي.

واوضح وزير الخارجية السوري ايضا ان quot;معاهدة الامن لن توقع بسبب عدم بحثها خلال الزيارة بسبب غيابquot; وزير الدفاع اللبناني الياس المر.

وعزا المعلم هذا الغياب الى quot;سفر المر خارج لبنانquot;، مؤكدا في الوقت نفسه ان quot;تشكيل الوفد اللبناني امر سيادي بحت يخص لبنانquot;.

وبعد اللقاء مع الاسد، سيعود الوفد اللبناني الى بلده مختتما زيارته على ان يعود الحريري في وقت لاحق حسب ما اضاف نادر الحريري مدير مكتب رئيس الوزراء اللبناني.

ويقود الحريري وفدا وزاريا كبيرا مؤلفا من 13 وزيرا بينهم وزير الداخلية زياد بارود ووزير الخارجية علي الشامي ووزيرة المال ريا حفار الحسن اضافة الى وزيري العدل ابراهيم النجار والثقافة سليم وردة اللذين يمثلان في الحكومة حزب القوات اللبنانية، ابرز منتقدي الدور السوري في لبنان.

وزار الحريري دمشق للمرة الاولى في كانون الاول/ديسمبر بعد وقت قصير على تسلمه رئاسة الوزراء وبعد خصومة طويلة اثر اتهامه دمشق بالوقوف وراء اغتيال والده رفيق الحريري.

ثم زارها في ايار/مايو مرتين، الاولى قبل جولة خارجية قادته الى الولايات المتحدة، والثانية بعدها.

وانتشر الجيش السوري في لبنان من 1978 الى 2005 مارست خلالها دمشق نفوذا واسعا على الحياة السياسية اللبنانية، لا سيما في العقد الاخير.

وانسحب الجيش السوري من لبنان في نيسان/ابريل 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، بضغط من المجتمع الدولي والشارع اللبناني.

واقام البلدان علاقات دبلوماسية بينهما للمرة الاولى في 2008.