تعالت الدعوات المطالبة بوقف اساليب التعذيب التي تنتهجها الشرطة المصرية بحق المواطنيين برمضان.

دعت صحيفة quot;الغارديان quot; البريطانية وزارة الداخلية المصرية الى جعل رمضان شهرا خاليا من التعذيب بدلا من إجبار الناس على الصيام. وقالت الصحيفة إن وزارة الداخلية quot;ينبغى أن تعطى أوامر صارمة لرجالها بعدم إساءة معاملة المواطنين، بدلا من إعطاء أوامر بالقبض على الذين يتناولون الطعام ويدخنون علنًا فى وضح النهارquot; .

وقال الكاتب أسامة دياب فى مقالة نشرت فى اول يوم رمضان بالصحيفة إن وزارة الداخلية ينبغي أن تعلن رمضان quot;شهر خال من التعذيب quot; التزاما بروحانية ومبادئ رمضان، كما يجب أن تتوقف عن تعذيب الناس بدلاً من إجبارهم على الصيام وممارسة سلطتها المطلقة على المواطنين الذين لم يرتكبوا أية جريمة .

وقالت الصحيفة إن شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن منذ أكثر من 1400 عام. ومن المفترض أن يمتنع المسلمون عن تناول الطعام والشراب ويغسلوا ذنوبهم خلال هذا الشهر لان ثواب الأعمال الصالحة يكون اكبر فى هذا الشهرquot;. ونأمل ان يكون التعذيب والضرب حتى الموت على قائمة الخطايا التى تغسلها الشرطة فى هذا الشهرquot; .

وأضافت أن الأنباء عن وحشية الشرطة والتعذيب هيمنت على صفحات وسائل الإعلام المستقلة والمعارضة خلال الشهرين الماضيين، مشيرة إلى واقعة الشاب السكندري خالد سعيد، الذي اثار مصرعه على يد اثنين من رجال الشرطة السريين حالة من الغضب واحتجاجات شبه يوميه استمرت لبضعة أسابيع.

ونقلت عن منظمات حقوق الإنسان ان التعذيب quot;أصبح وباء فى مصر ويتم بشكل منهجي. وقد يجد أعداد كبيرة من المواطنين العاديين أنفسهم في الحبس كمشتبه فيهم من قبل الشرطة أو في إطار تحقيقات جنائيةquot;.

وقالت إنه على الرغم من هذا السجل السيئ في مجال حقوق الإنسان، الا ان رجال الشرطة المصرية يشعرون بأنهم اتقياء بما فيه الكفاية للقيام بحملات أخلاقية. ففى رمضان الماضي اتخذت الشرطة المصرية موقفا تقيا باعتقال أكثر من 150 شخصا كانوا يتناولون الطعام ويدخنون علنا أثناء ساعات الصيام .

وتابعت ان الكثير من المسلمين، بما في ذلك الشرطة، يعتقدون ان رمضان هو الامتناع عن تناول الطعام و المشروبات، والتدخين والجنس، ويتصرفون في الواقع على نحو يتناقض تماما مع مبادئ هذا الشهر، مشيرة الى ان ضبط النفس والانضباط الذاتي من دعائم رمضان، ولكن الكثير من الناس يفقدون أعصابهم عندما تكون حركة المرور أكثر جنونا ويكون الصائمون فى اوج جوعهم وعطشهم.