تواصل الدوائر الأمنيّة في إسرائيل استعداداتها بشكل مكثّف لأيّ حرب محتملة خلال الفترة المقبلة، تتعلّق بشكل أساسي حول البرنامج النووي الإيراني، ويصبّ الجيش الإسرائيلي تركيزه على تأمين الملاجئ للإسرائيليّين وحمايتهم من أيّ هجمات غير تقليديّة.
في شوارع المدن الإسرائيليّة، يبدو كلّ شيء على طبيعته، ويمارس السكّان هناك حياتهم بشكل اعتيادي، ولا شيء بالنسبة إليهم مثير للريبة سوى حديث الصحف الإسرائيليّة عن إمكان مهاجمة تل أبيب للمفاعلات النوويّة الإيرانيّة، إلاّ أنّ الاسرائيليين يعتبرون الأمر بات تكرارًا لتهديدات سابقة لم يحدث منها شيء على أرض الواقع، لكنّ الأمر مختلف في الدوائر العسكريّة الإسرائيلية، واحتمالات نشوب حرب تتعلق أساسًا بالبرنامج النووي الإيراني دائمًا واردة لدى الجيش الإسرائيلي.
وعلى الرغم من أنّ إسرائيل دائمًا ما تتحدّث عن إمكان مهاجمة المفاعلات النوويّة الإيرانية، وتبقي الباب مفتوحًا على كافة الاحتمالات، الا أنها هذه المرة بدت أكثر استعدادًا من السابق لحماية الإسرائيليين في حال وقوع أي حرب، وشرعت بحملة واسعة لتأمين ملاجئ في باطن الأرض تحمي السكان من هجمات غير تقليدية قد تتعرض لها إسرائيل اذا ما قامت فعلاً بضرب المفاعلات النووية الإيرانية بخاصة محطة بوشهر التي تستعد طهران لإطلاقها بشكل رسمي.
وقالت صحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot; في عددها الصادر الأربعاء إنّ تل أبيب تقوم ببناء محطة قطارات جديدة تمّ الشروع فعليًّا في إقامتها على مدخل مدينة القدس ويصل عمقها الى 80 مترًا تحت الارض، وبينما الهدف المعلن عن المشروع بأنه محطة للقطارات إلا أنها ستتحول وقت الحاجة الى ملجأ عملاق قادر على مواجهة حرب غير تقليدية يستطيع ايواء 5000 اسرائيلي منضمًّا بذلك الى شبكة أنفاق الكرمل وموقف السيارات quot;بيماquot;.
ومن المقرر أن يتمّ تزويد المحطة الجديدة بمنظومة متشعبة ومتنوعة من مصافي الهواء وستشتمل على نقاط quot;مراكزquot; طبية ومكتب خاص بقائد الملجأ مزود بوسائل اتصال عالية التقنية تمكّنه من التواصل مع العالم الخارجي quot;خارج الملجأquot;، كما ستزوّد المحطة quot;الملجأquot; بالكثير من المصاعد والسلالم التي ستنقل الناس بسرعة كبيرة من الأقسام العليا من المحطة الى الاقسام السفلية.
واللافت في الموضوع أن إسرائيل سرعت أعمال البناء في هذه المحطة بشكل كبير جدًّا بناء على أوامر مباشرة من وزير المواصلات الاسرائيلي يسرائيل كاتس، علمًا بأن القسم العلوي من المحطة قد انتهى وأصبح جاهزًا.
كما أن الحكومة الإسرائيليّة ستقوم ببناء المزيد من الملاجئ في باطن الأرض لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين، وحمايتهم من الأسلحة غير التقليدية quot;النووية والكيميائيةquot;.
ويقول العقيد في الجيش الاسرائيلي روني سري، وهو رئيس قسم الحماية والتحصين التابع للجبهة الداخلية، إنّ الجيش لديه الكثير من المهمات التي يمكنه القيام بها هذه الأيام وعلى رأسها إقامة المزيد من الملاجئ التي ستكون قادرة على حماية الإسرائيليين من آثار الأسلحة غير التلقيدية وتكون مجهزة بكل وسائل الأمن والحماية اللازمة لضمان بقاء الاسرائيليين فيها أطول فترة ممكنة.
من جهته قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، متان فلنائي، إن الوضع الحاصل الآن ليس طبيعيًّا، مشددًا على أهمية تحصين الجبهة الداخلية في إسرائيل وقال: quot;في كل مواجهة مستقبلية محتملة ستكون فيها الجبهة الداخلية معرضة لإصابات عديدة ومباشرة، وعلينا الاستعداد لذلك مسبقًا والوصول إلى الجاهزية التامة، وأنا على ثقة بأنّ الروح المعنوية لدى الجمهور في ساعة الصفر ستكون عالية ومسؤولة بما يتناسب مع الواقع وسيتغلّب الجميع على كلّ الصعوباتquot;.
وكانت إيران قد حذرت الثلاثاء من أي محاولة إسرائيلة لضرب مفاعلاتها النووية، وقالت طهران إنّ الولايات المتحدة وإسرائيل تدركان، قدرة الردّ الإيرانية على أي هجمات قد تتعرض لها المفاعلات النووية، في الوقت الذي تبدي فيه إسرائيل قلقًا ازاء قرب تشغيل محطة quot;بوشهرquot; وسط دعوات من بعض القادة الإسرائيليين لتوجيه ضربات استباقية لإيران.
التعليقات