يحمل تعيين وزير العمل الجديد المهندس عادل فقيه تحدّيًا كبيرًا مثلما كان عليه سلفه الراحل الدكتور غازي القصيبي في مواجهة أعتى القضايا السعوديّة في الوقت الرّاهن وهي قضيّة البطالة، التي ما زال الحديث عنها يمتدّ من عام إلى آخر بنسب أعلى ممّا كانت عليه.

فمنذ استقلال وزارة العمل عن توأمها السابق وزارة الشؤون الاجتماعيّة في العام 2005 أوكلت الحكومة السعوديّة ممثلة بعاهلها السابق الملك فهد بن عبد العزيز مهمّة هذه الوزارة إلى سيد أرباب الوزارات ومحبوب الحكام الراحل غازي القصيبي في ثقة فطرية من الحكومة السعودية بإدارة القصيبي وقوّته في صنع القرار.

ويحمل الأمر الملكي السعودي القاضي بتعيين المهندس عادل فقيه وزيرًا للعمل كثاني الوزراء الذين يحملون هذه الحقيبة الحديثة النشأة والقديمة في قضاياها بعدًا متجدّدًا في مواجهة قطاع العمل وما يحمله من مساس كبير بحياة المواطنين والمقيمين الذين يتجاوز عددهم الـ27 مليون نسمة ويشكل الغالبية منهم الشباب في سنّ العمل ما بين 20 إلى 29 عامًا وفق الإحصاء الأخير للسكان.

المهندس عادل فقيه القادم من منصبه البلدي السابق كأمين لمحافظة جدّة يواجه مشكلة كبرى أرهقت خلفه القصيبي وتعرّض فيها لحرب شعواء من معظم ملاك وأصحاب القطاع الخاص في السعودية وعمل على تجفيف منابع تأشيرات العمالة التي تموج بها السوق الاقتصادية السعودية متمدّدة من دون ظواهر للجزر.

يقول الأكاديمي والكاتب السعودي الدكتور علي الموسى في حديث لـquot;إيلافquot; إنّ التحدّي الأكبر لوزير العمل الجديد هو في مواجهة القطاع الخاص الذي يراه الموسى أنّه لم يقم بدوره الأخلاقي تجاه أعظم مشكلة وطنيّة وهي مشكلة البطالة على حد وصفه.

وأضاف الموسى أنّ الحقائق والأرقام تشير إلى ضعف القطاع الخاص في دعم المهمّة الوطنية لتوظيف السعوديين واستشهد بنتائج الإحصاء الأخير للسكان في المملكة والذي أوضح فيه بأنّ عدد الذكور من المواطنين السعوديين يساوي أعداد العمالة الوافدة.

وأشار الدكتور الموسى إلى أن كل سعودي على سلّم البطالة يواجه في المقابل ثمانية من العمالة الوافدة. وأشار الموسى إلى أنّ قائمة الأثرياء العالميّة التي تحفل سنويًّا بوجود ما يزيد على الثلاثين ثريًّا سعوديًّا لم تشفعفي تغيير نسبة البطالة الأعلى في قائمة أكبر خمسين اقتصادًا عالميًّا.

إقرأ المزيد:
في رحيل غازي القصيبي

ويعدّ ملفّ quot;البطالةquot; ملفًّا أنشئ لأجله الكثير من الحلول التي واجهت معارضة شديدة من الكثير من ملاك الأعمال الخاصة وهي أيضًا لم ترضِ طلبات راغبي العمل في القطاع الخاص وهي من الأمور التي ستكون حاضرة أمام ضيف الوزارة الجديد وحامل حقيبة التطوير فيها.

وعلى الرغم من الكمّ الجيّد في قائمة الوزير الجديد المهندس عادل فقيه الذي يحمل شهادة الهندسة الصناعية وهي بعيدة تمامًا عن أي شهادة إدارية إلاّ أنّ سيرته تحفل بالكثير من الومضات في ترؤسهعددًا من القطاعات الحكوميّة والخاصّة وآخرها أمانة جدّة.

عادل فقيه الذي زادت شهرة اسمه بعد سيول جدة الأخيرة وعلى الرغم من التوقعات الكثيرة في أن يكون مرشّحًا لمغادرة منصبه إلاّ أنّ ثقة العاهل السعودي فيه حملته إلى أن يكون خليفة للوزير الراحل القصيبي، قال في بيانه عقب الأمر الملكي إنّه يعتزّ بهذه الثقة الملكية الغالية شاكرًا للعاهل السعودي ووليّ عهده والنائب الثاني ثقتهم فيه وأنّها بمثابة وسام جديد يعتزّ به؛ وأضاف: quot;أدعو الله تعالى أن يعينني على الوفاء بهذه الثقة لأقدّم للوطن ما يستحقّه منّا جميعًاquot;.

وتحمل إنجازات المهندس عادل فقيه الكثير من التطوّرات خصوصًا من لبّ العمل البلدي في أمانة جدّة كما يقول أحد إدارييها لـquot;إيلافquot; وأضاف أن فقيه يعد أكثر المشجعين على تأسيس كوادر بشرية مدربة للعمل في كافة التخصصات.

وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة العاطلين تزداد سنة بعد أخرى على الرغم من الحلول التي تتصدى لهذه المشكلة وتشير هذه الإحصاءات كذلك إلى أن أعلى نسبة للعاطلين السعوديين هم من الحاصلين على شهادة البكالوريوس وذلك بنسبة تقدر بـ(45 في المئة) يليهم الحاصلون على شهادة الثانوية العامة بنسبة تقدر بـ(25 في المئة). أمّا الإناث فإنّ الحاصلات على شهادة البكالوريوس يمثلن أعلى نسبة من بين العاطلات السعوديات حيث بلغت نسبتهن أكثر من (77 في المئة) تليهنّ الحاصلات على الشهادة دبلوم دون الجامعة بنسبة تقدر بـ(12 في المئة).