A U.S. Army Stryker armored vehicle crosses the ...
صور بثتها وسائل الإعلام لإنسحاب آخر كتيبة أميركية مقاتلة من العراق

إنسحبت آخر كتيبة مقاتلة أميركيّة من العراق متوجّهة إلى الكويت كما أكّد متحدّث باسم الجيش الأميركي الخميس. وقال اللفتنانت كولونيل اريك بلوم ان quot;آخر العناصر عبروا الحدود عند الساعة 06:00 (03:00 ت غ) في حين نفى متحدّث باسم البنتاغون وأكّد أنّ ماتمّ هو تخفيض لعدد القوّات المتواجدة في العراق.

واشنطن: أظهرت مشاهد بثّها التلفزيون الأميركي صورًا لشبكة quot;ام اس ان بي سيquot; برفقة لواء quot;سترايكرquot; الرابع وفرقة المشاة الثانية، يجتازون الحدود باتّجاه الكويت، على أن يتبعهم في الساعات المقبلة باقي جنود الفرقة القتاليّة.

وأكّد متحدّث باسم الجيش الأميركي الانسحاب. وقال اللفتنانت كولونيل اريك بلوم لوكالة الانباء الفرنسيةان quot;آخر العناصر عبروا الحدود عند الساعة 06:00 (03:00 ت غ). إنّها آخر كتيبة قتاليّة، وهذا لا يعني أنه لم تعد هناك قوات قتالية في العراقquot;.

والكتيبة المنسحبة هي كتيبة سترايكر الرابعة من فرقة المشاة الثانية، وكانت هذه الكتيبة متمركزة في ابو غريب (25 كلم غرب بغداد) التي تعتبر احدى اكثر المناطق خطورة في العراق.

من جانبه نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون جيس موريل أيّ انسحاب كامل للقوات القتالية الأميركية من العراق. وأكد موريل أنّ ما حدث هو تخفيض لعدد القوات المتواجدة في العراق وتمّ سحب أربعة آلاف جندي فقط من القوات القتالية على أن يتمّ انسحاب كافة القوات مع نهاية الشهر الجاري.

وتناقلت عدّة وسائل إعلامية أميركيّة هذا الخبر، من بينها صحيفة quot;واشنطن بوستquot; وشبكة quot;سي ان انquot; وصحيفة quot;لوس انجلس تايمزquot;، وكافة هذه الوسائل لديها مراسلون يرافقون الجنود الاميركيين خلال مغادرتهم العراق.

وذكرت شبكة quot;سي ان انquot; الاخبارية ان 56 ألف جندي أميركي سيبقون في العراق بعد مغادرة آخر الفرق القتالية. ومن المقرّر أن يبقى 50 ألف جندي فقط بعد 31 آب - اغسطس، الموعد الذي حدده الرئيس الاميركي باراك اوباما لانتهاء المهام القتالية للجيش الاميركي في العراق، لتبدل مهامها وتصبح مهمة تدريب واستشارة عسكرية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي، في تصريحات مباشرة لشبكة quot;ام اس ان بي سيquot; خلال بثها صورًا لدبّابات أميركية تجتاز الحدود العراقية الى الكويت، انها quot;لحظة تاريخيةquot;، لكنّه اشار الى ان الالتزام الاميركي في العراق صلب وطويل الامد.

واضاف: quot;آخر ما نريده، هو بروز مناسبة جديدة لإرسال جنود الى العراق وان يكون علينا انهاء مرحلة القتال مجددًاquot;.وتابع: quot;نحن لا نضع حدًّا لالتزامنا في العراق. سيكون امامنا عملمهمّ لإنجازه (...). هذه ليست نهاية امر ما، بل انتقال نحو شيء مختلف. لدينا التزام طويل الأمد في العراقquot;.

واشار الى ان النزاع العراقي الذي أدّى الى مقتل 4400 أميركي، وكلف واشنطن ألف مليار دولار، كان له quot;ثمن مرتفعquot;، موضحًا: quot;اننا قمنا باستثمارات ثقيلة في العراق وعلينا القيام بكل ما في وسعنا للحفاظ على هذا الاستثمار ولينخرط العراق وجيرانه في وضع اكثر سلمية بكثير، يخدم مصالحهم ومصالحناquot;.

وفي رسالة مؤرخة بيوم 18 آب - اغسطس تمّ نشرها على الموقع الالكتروني للبيت الابيض،رحّب الرئيس الاميركي باراك اوباما بانتهاء المهام القتالية للقوات الاميركية في العراق، من دون تقديم اي اشارة الى مغادرة آخر الفرق القتالية الاميركية العراق ليل الاربعاء-الخميس.

وكتب اوباما في الرسالة: quot;اليوم، اعلن بسعادة انه بفضل الخدمة المذهلة لجنودنا ومدنيينا في العراق، ستنتهي مهمتنا القتالية هذا الشهر وسننجز انسحابًا مهمًّا لقواتناquot;.

وانفردت صحيفة quot;لوس انجليس تايمزquot; عن باقي وسائل الاعلام الاميركية بنشر معلومات تفيد بأنّ الآليات العسكرية الاميركية البالغ عددها 360 والجنود الـ1800 التابعين للفرقة الرابعة ستحتاج الى ثلاثة ايام للانتقال من بغداد الى الحدود العراقية، بعد اجتياز المناطق ذات الغالبية الشيعية في جنوب العراق.

فيما ذكرت وسائل الاعلام الاخرى ان انتهاء الانسحاب مسألة ساعات قليلة. واعلنت وزارة الدفاع الاميركية منذ فترة ان عدد الجنود الاميركيين الموجودين في العراق سينخفض من 64 ألفًا الى 50 ألف جندي بحلول نهاية آب - اغسطس، على الرغم من تحذيرات مسؤولين سياسيين وعسكريين عراقيين رفيعي المستوى من خطر التسرع في الانسحاب الاميركي من العراق.

ويأتي انسحاب الفرقة الرابعة غداة تفجير انتحاري استهدف مركزًا لتجنيد المتطوعين في الجيش في بغداد، وأدّى الى سقوط 59 قتيلاً وجرح مئة على الاقل. وينصّ اتفاق بين واشنطن وبغداد على انسحاب آخر جندي أميركي من العراق بحلول نهاية العام 2011، ويؤكّد اوباما اصراره على احترام هذا الموعد.