تنتشر موائد الافطار في رمضان في مساجد الامارات،حيث يرتادها في الغالب العزاب من الآسيويين، وقبل حلول هذا الشهر المباركتعمل الجمعيات الخيرية على نشر الاعلانات في الصحف المحلية وتفتح أبوابها لاستقبال أموال المتبرعين الراغبين في دعم مشروع quot;إفطار الصائمquot; وموائد الرحمنquot;.

دبي: لا يكاد المرء يمر أمام مسجدٍ في الإمارات عند غروب الشمس في شهر رمضان إلا ويجد مائدة كبيرة قد جُهزت لاستقبال الصائمين على الإفطار حيث يجلسون بانتظام في صفوف متراصة منتظرين لحظة موعد الإفطار.

قصدنا أحد مساجد دبي في منطقة ديرة عند أول شارع الرقّة قبل حلول المغرب بقليل للاطلاع على أحوال الصائمين فوجدنا أن معظم المتواجدين هم من الجنسيات الآسيوية لا سيما الجنسيات الباكستانية والهندية والأفغانية، والذين في معظمهم من العزابّ والعمّال العاملين في المنطقة المحيطة بالمسجد .

محمد عليم، باكستاني يعمل كعامل في مصبغة لكيّ الملابس يقول: quot;انا اعمل بالقرب من هنا ولا عائلة لي تهتم بتجهيز طعامي.. وتواجدي هنا يتيح لي فرصة التعرف إلى أصدقاء لي من جنسيتي نفسها ما يؤنس الوحدة التي نعيشها فأنا قدمت منذ فترة وجيزة الى البلادquot;.

أما لقماني ابراهيم، فقال: quot;راتبي قليل ولا يتجاوز 800 درهم ... حضوري الى هنا يوفر لي بعض المال كي اسعد عائلتي في العيدquot;، مشيرا إلى أن كل اصدقائه يأتون الى هنا لذلك فهو يشعر بالألفة والمحبة الغامرة لمشاركته في الإفطار.

وتفاجأنا بوجود شخص غير مسلم يدعى راجيش لوي هندي يعمل في بقالية مجاورة وسألناه عن جدوى مشاركته افطار الصائمين المسلمين، فقال: quot;أنا غير مسلم ولكن معظم أصدقائي الذين أقيم معهم في سكني المشترك هم من المسلمين... وانني أحترم خصوصيتهم فأشاركهم الصوم كي لا أجرح لهم مشاعرهم خلال اليوم بالأكل، ولذلك دعوني للافطار معهم في المسجد هنا وانا كما ترين امام المسجد..quot;.

وردًّا على سؤالنا حول مفهوم الصوم عنده، قال:quot; الصوم موجود عند كل الأديان وقد حرص زملائي على احضار وجبة خاصة لي خالية من اللحوم لأنني نباتي فديانتي تحرم علي اكل اللحم ...أنا واصدقائي المسلمون نقدم صورة جيدة عن التآلف بين الأديانquot;.

وقبل أن يحين موعد الافطار بقليل وجدنا أحد الشبان العرب الذي قدم ويحمل في يديه مجموعة من الأطباق، فأشار الى أنه يدعى فراس محمد من الجنسية السورية ويقيم مع عائلته في شارع المرقبات المجاور، حيث تصرّ والدته عليه يوميًّا لإرسال القدور وبعض الأطعمة والحلويات الى المسجد كمشاركة عينية منها في الوليمة التي عادة ما تقيمها الجمعيات الخيرية. وقال: quot;في البداية كنت أنزعج من هذه المهمة عند كلّ افطار ووالدتي تلح علي، ولكن عندما وجدت فرحة البعض اصبحت احرص على تقديم الطعام يوميًاquot;.

مشيرًا الى ان بعض الصائمين ينتظرونه بفارغ الصبر لأنه يجلب الطبخ quot;الشاميquot; من محاشي وخضروات مطبوخة وquot;فتة المكدوسquot; وبعض الأطباق التي لا تقدم في الافطارات الجماعية عادة.

وقبل حلول شهر رمضان تعمل الجمعيات الخيرية على نشر الاعلانات في الصحف المحلية وتفتح أبوابها لاستقبال أموال المتبرعين الراغبين في دعم مشروع quot;إفطار الصائمquot; وموائد الرحمنquot; حيث تعمل جمعيات المجتمع المدني المحلية الخيرية على إعداد الولائم الرمضانية الكبيرة من خلال المساجد حيث تشتمل حصة الصائم على الماء والتمر واللبن والفاكهة الموسمية من تفاح وموز وبرتقال إضافة الى كوب من العصير المعلب إضافة إلى الطبق الرئيس الذي غالبًا ما يكون من (البرياني) أو (الكبسة) أو (المنسف) وغيره من الأطباق التي تتميز مكوناتها عادة من الرزّ واللحم أو الدجاج .

وتوزع جمعية دار البر في دبي ما يزيد على 10 آلاف وجبة افطار صائم يوميا داخل الدولة، بتكلفة إجمالية تزيد على 900 ألف درهم يوميا، وذلك من خلال المساجد التي خصصت في كل من دبي وعجمان ورأس الخيمة والفجيرة وأم القيوين. كما تنفذ الجمعية المشروع نفسه في العديد من الدول، من خلال مكاتبها ومندوبيها وسفارات الدولة في الخارج، حيث وزعت من خلالها إلى الآن أكثر من 300 ألف وجبة من خلال موائد الإفطار في المساجد، وقد وصلت تكلفة موائد الإفطار بالخارج حتى الآن إلى ما يزيد على مليوني درهم.

وتتوزع موائد الإفطار ما يزيد عن 4000 وجبة إفطار يوميا منها مسجد إبراهيم الخليل ببر دبي، مسجد عكاشة بن محصن ومسجد عبدالرحيم الكتيت بالمحيصنة 4، مسجد عثمان بن عفان ومسجد الشيراوي وسكن عمال الأوقاف بالقصيص، مسجد الشيخ حمدان بالقرهود، مسجد أم الرمول بالراشدية، وسكن عمال نادي الشباب بالممزر، ومركز المعلومات الإسلامي في شارع الضيافة، إضافة إلى عشرة مساجد ومواقع أخرى.كما خصصت مساجد لموائد إفطار الصائمين في كل من عجمان ورأس الخيمة وأم القيوين.