علمت quot;إيلافquot; من مصادر مطّلعة على التحقيق مع فيليبّس صادر أنّه تمكّن فعلاً من الصعود الى اليخت الموضوع في تصرّف قائد الجيش أكثر من مرّة لإصلاح أعطال فيه باعتبار انّه خبير بحري عمل في الجيش قبل بلوغه سنّ التقاعد.
وصف قطب بارز في المعارضة الاسبوع الذي شارف على نهايته بأنّه quot;أسبوع ملاحقة ومحاكمة المتعاملين مع إسرائيلquot; بامتياز إذ حملت أخبار القضاء العسكري اللبناني الإدعاء على إثنين منهم أحدهما عميد متقاعد في الجيش هو غسان جرجس الجد والثاني العقيد في الجيش أنطوان أبو جودة ، فيما أصدر القضاء العسكري حكماً وجاهياً بحق أسامة محمد علي بري يطالب بإعدامه.
وإذا كان المتعاملان الأخيران موجودين في قبضة العدالة اللبنانية فإن المتعامل الأول والأخطر على ما يبدو فارّ من وجهها. وقد برز إسمه بعد ان أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في مؤتمره الصحفي الأخير ان غسان الجد كان متواجداً في منطقة السان جورج حيث إغتيل الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير - شباط 2005 قبل يوم من وقوع الجريمة، وان لم يذكر كيفية معرفة حزب الله بذلك خصوصاً ان المعلومات المتوافرة بشأنه تفيد بأنّ مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بدأت مطاردتها له عام 2009 وقد تبين انه تمكّن من الافلات منها والسفر خارج لبنان وربما الى باريس عن طريق مطار بيروت.
وتذكر هذه المعلومات، على ضآلتها، ان الجد الذي تعامل مع المخابرات الإسرائيلية كما جاء في ادعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية الدائمة القاضي صقر صقر عليه تمكن وفي تواريخ متفاوتة إدخال عناصر من quot;الموسادquot; الى لبنان ومعهم حقائب تحتوي على مواد متفجرة حيث قاموا بتفقد عدّة أماكن على الاراضي اللبنانية ومنحوا حرية الحركة التي أتاحتها لهم الرتبة العسكرية العائدة للجد التي تخوّله عبور الحواجز العسكرية من دون تفتيش.
ورجحت المعلومات ايضاً ان يكون quot;الموسادquot; الاسرائيلي قد اوعز للعميل غسان الجد بالخروج الفوري من لبنان بعد ان بلغه انه بات تحت المراقبة نتيجة رصده لحركة الاتصالات الهاتفية الخليوية التي استطاع الدخول اليها عبر عملاء آخرين بينهم شربل قزي الموظف التقني في إحدى الشركتين المشغلتين للهاتف الجوال في لبنان، علماً بأنّ الاجهزة الأمنيّة اللبنانيّة علمتأخيرًا بما حقّقه quot;الموسادquot; على هذا الصعيد بعد اكتشاف الدور الذي قام به قزي.
هذا وكان الامين العام لحزب الله قد تحدّث ايضاً عن عميل آخر يدعى فيليبّس صادر الموقوف حالياً في لبنان بتهمة التعامل مع اسرائيل حيث اظهرت التحقيقات الاولية معه انه كلف برصد ومتابعة حركة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي، كما قال نصرالله. صادر كان على علم باليخت العائد لقهوجي الا ان الاخير وخلال لقائه مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية اوضح ان هذا اليخت تمت مصادرته اثناء قيامه بتهريب مخدرات وقد وضع تحت تصرفه كما هي الحال مع جميع المعدات والآليّات التي يتمّ ضبطها من قبل الجيش.
هذا وعلمت quot;إيلافquot; من مصادر مطلعة على التحقيق مع فيليبّس صادر انه تمكن فعلاً من الصعود الى اليخت المذكور اكثر من مرة لإصلاح اعطال فيه باعتبار انه خبير بحري عمل في الجيش قبل بلوغه سن التقاعد.
وفيما يتعلق بالمتعامل الآخر العقيد في الجيش اللبناني انطوان ابو جودة فقد ادعى عليه ايضاً القاضي صقر بجرم التعامل مع العدو الاسرائيلي ودس الدسائس لديه، والاجتماع بضباطه في الخارج منذ العام 2006 حتى تاريخ إلقاء القبض عليه، واعطائه معلومات امنية يجب ان تبقى سرية عن المقاومة والجيش اللبناني. وجاء الادعاء سنداً الى مواد معينة في قانون العقوبات اللبناني وقانون القضاء العسكري والتي تصل عقوبتها الى الاعدام. وقد احيل المدعى عليه مع الملف على قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا لإجراء المقتضى القانوني المناسب بحقه.
اما العميل الثالث اسامة محمد علي بري الذي انضم الى لائحة المحكومين سابقاً بجرم التعامل مع اسرائيل وهم محمود رافع وعلي حسين منتش وحسن أحمد الحسين فقد تبين انه بدأ تعامله مع اسرائيل قبل تحرير القسم الاكبر من الجنوب والبقاع الغربي في شهر مايو - أيار 2000 بعدما جنده لهذه الغاية المحرك الأمني في جهاز امن ميليشيا العميل انطوان لحد (المقيم في اسرائيل) العميل انطوان سليم عتمة واستمر في التواصل معه ومع جهاز quot;الموسادquot; حتى تاريخ اعتقاله في العام 2009.
وتكمن خطورة ما ارتكبه بري الذي استغل مكانته كواحد من اقطاب quot;تيار المستقبلquot; في البقاع وأحد الوجهاء في المنطقة بتزويده الاسرائيليين معلومات عن مواقع ومنازل في مناطق مختلفة بينها مسقط رأسه بلدة تبنين، قتل فيها عدد من المواطنين الابرياء والمقاومين بفعل الغارات التي شنتها الطائرات الحربية الاسرائيلية ابان حرب يوليو ndash; تموز العام 2006 ، وهذا ما حتم على هيئة المحكمة العسكرية رفع العقوبة بحقه الى الاعدام لثبوت سقوط ضحايا جراء معلوماته الصحيحة والمؤكدة للعدو الاسرائيلي كما جاء في سياق الحكم.
التعليقات