اللواء محمد العسكري

أكّد المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقيّة اللواء محمد العسكري في مقابلة مع quot;إيلافquot; ان الجيش العراقي هو الذي يمسك بزمام الأمور الأمنيّة في العراق منذ أكثر من عام، موضحًا أنّ انسحابها لم يأت من فراغ بل لأنّ الآجال التي أعطيت كانت مدروسة. وأشار العسكريّ إلى أنّ الوجود الأميركي بعد الانسحاب سيكون لتقديم المعونة متى طلبت الحكومة ذلك.

بغداد: أكّد المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري ان الجيش العراقي هو الذي يمسك بزمام الامور الامنية في العراق منذ اكثر من عام فيما كانت القوات الاميركية في معسكراتها موضحًا ان انسحابها لم يأت من فراغ بل لأنّ المواعيد التي اعطيت للانسحابات كانت مدروسة مشيرًا الى ان الحقائق على الارض تؤكد ان الوجود الاميركي بعد الانسحاب سيكون لتقديم المعونة ومتى ما طلبت منه الحكومة العراقيّة القتال سيكون العمل مشتركًا.

وفي حوار أجرته معه quot;ايلافquot; أشار العسكري الى أنّ الانسحاب هذا لا يعني أنّ الحرب قد انتهت والخمسين ألف جندي أميركي الباقين في العراق سينتشرون في معسكرات تدريبية وللاستشارة لكنهم لا يقاتلون الا في حال وجود اهداف خطرة وبطلب من الحكومة العراقية فقط التي هي وحدها التي تطلب مشاركتهم من خلال الطائرات والانزال الجوي وبقوات مشتركة مع العراقيين.
وفيما يلي نصّ الحوار:

* ما هي آخر التطوّرات المتعلقة بالانسحاب الاميركي؟

- آخر كتيبة مقاتلة انسحبت ومعها الذيل الاداري الذي يسند القوات المقاتلة ويدعمها في مجالات النقل والاتصالات والكثير من الامور التي يحتاجها الجيش وخلال اليومين الأخيرين انسحب أربعة آلاف جندي على دفعات وهناك تشكيلات أخرى ما زالت تتحرّك في الطريق حتى يصل العدد الباقي في العراق الى 50 ألفًا مع يوم 31 آب- أغسطس الحالي وهذه عبر رحلات جويّة ولا يمكن ان يتفرغ لها الطريق البري العام بكامله، لكنّها خلال الايام المتبقية من هذا الشهر ستكمل انسحابها.

* يقول الناطق باسم البنتاغون ان احدًا لم يقل إنّ الحرب انتهت، فيما نسمع ان وجود القوات الاميركية في العراق الآن هو للتدريب؟


- لم نقل نحن إنّ الحرب انتهت، كما ان الاميركيّين لم يقولوا إنّ الحرب انتهت. الخمسون ألف جندي اميركي الباقون في العراق سينتشرون في معسكرات تدريبية وللاستشارة، لكنهم لا يقاتلون الا في حال وجود اهداف خطرة وبطلب من الحكومة العراقية فقط التي هي وحدها التي تطلب مشاركتهم من خلال الطائرات والانزال الجوي وان تكون العناصر مشتركة وليس القوات الأميركية وحدها.

فمنذ 30 حزيران- يونيو الماضي وكل ما يظهر في وسائل الاعلام من تصريحات تتحدث عن قوات مشتركة، مثل العمليات القتالية او انها قامت بإنزال جوي، وتأتي هذه الموافقة بعد معرفة المنطقة التي تحتاج الى انزال جوي وتفاصيلها، وهم في البدء يبعثون رسالة الى رئيس لجنة العمليات الذي هو وزير الدفاع الذي يقوم بمطابقة المعلومات الاميركية مع المعلومات المتوافرة لديه من حيث خطورة الهدف ومذكرة الاعتقال، وهل يستحقّ فعلاً عملاً مشتركًا مع الاميركيّين، ام تستطيع القوات العراقيّة القيام به، ومن ثمّ تتمّ مناقشة الامر وفق الصلاحيات ومن ثم يوافق وينفذون العمل، اما اذا ما كانت هناك تداعيات سياسية خطرة فيرفعها الى القائد العام للقوات المسلحة ليقرر وهذه هي منظومة العمل الصحيحة.

الجانب الأميركي لم يوضح للناس في تصريحه انه يشترك اذا نحن طلبنا منه ذلك وعندما نحتاج الى طائرات او انزال جوي او الى اقمار صناعية او غير ذلك من امكاناتهم بمعنى ان القوات العراقية هي التي تتحرك وتقوم بالعمليات وتمسك زمام الأمور على الأرض.

* ولكن هناك مخاوف من ان يؤدي الانسحاب الاميركي الى تداعيات خطرة؟

- نتيجة الضخ الإعلامي يعتقد البعض ان الضامن الوحيد للعراق وللمكونات فيه هو الجيش الاميركي لأنه لن ينحاز الى فئة معينة او طائفة ما ضد فئة او طائفة لكن هذه الفكرة ازالها المواطن العراقي من خلال التجربة والذي بدأ يفهم ما يقدمه الجيش العراقي له وكيف يتعامل معه، وهل ان الجيش العراقي ينحاز الى طائفة على حساب طائفة، بخاصة بعد ان اكدت السنوات الماضية ان الجيش العراقي يعمل وفق وطنيته المشهود له بها والتي هي فوق اي انتماء ووفق الدستور والقانون، والمواطن العراقي صار يلمس ذلك، ولو كانت هنالك مخاوف لتحدث عنها الناس.

* ولكن هذه المخاوف تعلن من قبل سياسيين؟

- أريد أن أقول هل بوجود الاميركيين في الشوارع كان الوضع أفضلأم الآن؟

منذ عام 2004 الى عام 2010 كان هناك اكثر من 30 ألف مقاتل اجنبي سواء من الامريكيين ام القوات المتعدّدة الجنسيات، كم كان مستوى العمل الارهابي؟ كانت هناك من 200 ndash; 250 عملية ارهابية في اليوم الواحد، فهل هذا العدد من العمليات موجود الآن؟ هل كانت الاسواق والشوارع في مأمن من الفعاليات الارهابية؟ وهل كان المواطن يتنقل من محافظة الى محافظة اخرى كما الآن، او يسافر الى دول الجوار عبر الخطوط البرية، مساء وصباحًا، ام كانت هناك مخاوف؟
نعم، لقد تجاوزت القوات المسلحة هذه المخاوف وشعر بذلك المواطن، اما تحسس البعض فيأتي من المخاوف من الاغتيالات التي حدثت، يجب ان تتبدد كل المخاوف ويجب ان تكون ثقتنا عالية بقواتنا المسلحة.

* هل انت متفائل بأن الامور لن تخضع لتداعيات معينة؟

- لا بدّ من ان يأتي يوم وتنسحب القوات الاميركية بكاملها من العراق، لأنّ من غير الممكن ان يبقى الامريكيون في العراق الذي هو بلد لا يقبل ان تتواجد على ارضه قوات اجنبية، العراق ليس بلدًا صغيرًا في مساحته وليس قليلاً في عدد سكانه.

والعراق ليس بلدًا اقتصاده ضعيف وقدراته الاقتصادية غير جيدة فيحتاج الى بقاء قوات اجنبية، والعراق ليس بلدًا غير قادر على ان تكون له قواته المسلحة التي تحميه وتدافع عنه، فالبلد معروف بتاريخه العريق ولا يمكن ان تبقى القوات الاجنبية فيه، والمخاوف لا بدّمنان تتبدد، ان العراقيين لا يرغبون بوجود قوات أجنبية.

العراقيون يقبلون بالقوات المحلية مهما يكن، ولن يرحب اي عراقي في اي مدينة عراقية بالقوات الاجنبية، بل ان الناس تزغرد لمشاهدة دبابة او مروحية وعليها العلم العراقي، وبالتأكيد انا متفائل فليس الامر مجرد كلام او رغبة في انسحاب الجيش الاميركي فقط، بل عن ثقة.

* هل ان الجيش العراقي قادر فعلاً على سدّ الفراغ الأمنيّ؟

- نعم اكيد، لأن هذه ارواح الناس، فلا يمكن لوزارة الدفاع ان تقدم استشارة للحكومة العراقية على ان توافق على عقد الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة، والقوات العراقية غير جاهزة، فالتوقيتات التي اعطيت للانسحاب والتي تمت بعد استشارة وزارتي الدفاع والداخلية ليست مجرد تكهنات، بل عن دراسة وتجربة.

لماذا قالوا سيكون الانسحاب الكامل في 31 / 12 / 2011 ؟ ان ذلك متأتٍّ من الجاهزية التي يتمتع بها الجيش العراقي، ولماذا (الترقيق) اي سحب القطعات لم يكن في عام 2009 ؟ ذلك أنالمواعيد جاءت بحسابات دقيقة كي تحقق القوات العراقية المهام الموكلة اليها، نعم، القوات العراقية قادرة على ملء الفراغ، وطوال المدة الماضيةبينما كانت القوات الاميركية في معسكراتها كانت القوات العراقية هي التي تمسك بزمام الامور وهي التي تقوم بالواجبات.

* هل ترى ان القوات العراقية سيكون تأثيرها أكبر في القضاء على الارهاب؟

- بكل تأكيد، لا بدّ من أن نعتمد على ابناء الوطن، ولا بدّ من ان يكون الحلّ من الداخل.

النظرة العراقية تختلف عن النظرة الاميركية في الكثير من الاشياء مثل ان الجنود يختلفون حينما يعملون على ارضهم ويعرفون المكان وتفاصيله افضل والتعامل مع ابناء المجتمع كما يعرفون الطريقة التي يتعاملون بها مع الارهاب، وفهم القوات العراقية لمنظومة الارهاب يختلف عن فهم القوات الاميركية لها، وقواعد الاستبيان تختلف أيضًا ونحن نعتبرها إستراتيجية، كما ان عقيدة وسلوك القوات العراقية يختلفان عن عقيدة وسلوك الجيش الاميركي.