الهدوء يسيطر بعد اشتباكات بين حزب الله وجماعة سنية في بيروت

المحكمة الدولية تعتبر المعلومات التي سلمها حزب الله quot;منقوصةquot;

ثلاثةقتلى وعدد من الجرحى حصيلة إشتباكات مسائية في برج أبي حيدر بين عناصر تنظيمين حليفين هما حزب الله وجمعية المشاريع الإسلامية quot;الأحباشquot;. الاشتباك الذي أعاد للأذهان أحداث 7 أيّار في ظل التوتر السياسي القائم في البلاد، إستُخدمت خلاله أسلحة رشاشة خفيفة وثقيلة، وتخلله إطلاق قذائف من نوع quot;أر. بي. جيquot;.

بيروت: خطف الحادث الأمني الذي جرى مساء أمس بين حزب الله وجمعية المشاريع الاهتمام ووصف بالمفاجئ نظرًا لاندلاع المواجهة بين حليفين قريبين من التوجهات السياسية. الاشتباك رسم أكثر من علامة استفهام عن أسبابه، خصوصًا مع استخدام الاسلحة المتوسطة التي ظهرت آثارها في مراكز دينيّة وتجاريّة ومنازل.

وذكرت صحيفة quot;الأخبارquot; أنّ الحادث حصل على خلفيّة ركن سيّارة قرب المركز الرئيس لجمعيّة المشاريع، بعدما كان إشكال مشابه قد وقع قبل يومين بين الطرفين تحوّل إلى عراك بالأيدي. وعندما وصل مسؤولون من حزب الله إلى مكان الحادث لمحاولة حله، حصل إطلاق نار أدّى إلى مقتل أحد مسؤولي حزب الله في منطقة برج أبي حيدر محمد فواز وجرح شاب معه.

وتطوّر الإشكال بسرعة إلى تبادل لإطلاق النار بالأسلحة الرشاشة وقذائف quot;الأر.بي.جيquot;، والقنابل اليدويّة. وانتشر المسلّحون في محيط المنطقة من البسطة إلى رأس النبع وبربور ومار الياس. كذلك انتشرت سيّارات الإسعاف عند مفارق الطرق التي أقفلها المسلّحون.

وسارع الجيش الى التدخل لإعادة الهدوء الى المنطقة، بينما عقد نائب مدير المخابرات العميد عباس ابرهيم اجتماعًا مع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا والمسؤول في الجمعية بدر الطبش حيث تم التأكيد على أن الحادث فردي ولا خلفيات سياسية أو مذهبية له.

وتجددت الاشتباكات قرابة منتصف الليل حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.وأعادت الاشتباكات المسائية أحداث 7 آيار إلى الواجهة، ووصفت مصادر أمنية لـquot;النهارquot;، الحادث بأنه الأول من نوعه منذ 7 آيار 2008.

وذكرت quot;النهارquot; أن مصادر جمعية المشاريع أعلنت أن شخصًا من آل كلش وابنه خطفا من منزلهما في بناية الصوان ببرج أبي حيدر.

وأصدرت وزارة الدفاع مساء أمس قرارًا أوقفت بموجبه مفعول تراخيص حمل السلاح على كل الاراضي اللبنانية. واجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اتصالات مع عدد من القيادات السياسية والعسكرية لفرض التهدئة.

ورجّحت مصادر سياسيّة ووزاريّة ان تضغط هذه التطورات على جلسة مجلس الوزراء قبل ظهر اليوم في السرايا والتي كان مقررًا ان تكون quot;عاديةquot;.

ونقلت صحيفة quot; الأخبارquot; عن مصدر أمني معني أن الجهات الأمنية quot;رصدت منذ مدة تزيد على شهرين، حركة لافتة في تلك المنطقة، وحصول تغييرات لا سابق لها في حركة واتصالات ومواقف قيادات تبيّن أنها متورّطة في الاشتباك أمس، وأن هذه التغييرات ترافقت مع المساعي غير المنظورة الى فرض حالة من التعبئة على خلفيات طائفية ومذهبية ترافق المناخات السياسية المتوترة ربطًا بالسجال حول المحكمة الدولية والقرار الظني وملف شبكات التجسس الإسرائيليةquot;.

وقال المصدر إن quot;التحقيق المفترض أن يبدأ من قبل الجهات المعنية، سوف يعود الى مراجعة ملفات تفيد في هذا الشأن، ومن المفترض المسارعة الى عقد اجتماعات بين القيادات السياسية المعنية لاحتواء بعض المواقف المستجدة لدى مسؤولين ميدانيين في تلك المنطقةquot;، لافتًا quot;الى أهمية الانتباه لنشاط تقوم به مجموعات غير لبنانية تواجه أخيرًا مشكلة في توفير الغطاء السياسي والاجتماعي لأنشطتها بعد تطوّرات العامين الأخيرينquot;.

وعلى صعيد آخر، دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مساء الثلاثاء الحكومة اللبنانية إلى طلب مساعدة إيران في تسليح الجيش اللبناني، متعهِّدًا بتوظيف quot;صداقات الحزب الإيرانيةquot; لدعم هذا الطلب.

وقال نصر الله خلال إفطار دعت إليه هيئة الدعم النسائي في حزب الله وأقيم في مدرسة تابعة للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، quot;أدعو الحكومة اللبنانية إلى طلب دعم ومساعدة إيران في تسليح الجيشquot;.

وأضاف quot;أنا أتعهد، ووزراء الحزب سينقلون هذا التعهد رسميًّا إلى مجلس الوزراء، أن حزب الله سيعمل بقوة وسيستفيد من كل صداقاته الإيرانيّة حتى تقوم إيران بالمساعدة في تسليح الجيش اللبناني في ما تستطيع أن تساعد بهquot;.

وقال quot;لا أتحدث عن الشراء إنما عن المساعدة. واعتقد إذا طلب هذا الموضوع بشكل رسمي ومحدد من الحكومة، فاعتقادي أن إيران لن تبخل على الجيش اللبناني بأي مساعدة ممكنةquot;. وأشار إلى إمكان طرح الموضوع خلال زيارة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إلى لبنان بعد انتهاء شهر رمضان في سبتمبر/أيلول المقبل.

وغداة دعوة نصرالله اعلن وزير الدفاع الايراني الجنرال احمد وحيدي ان ايران مستعدة لمساعدة وتجهيز الجيش اللبناني، كما افاد الاربعاء موقع على الانترنت والتلفزيون الرسمي. وصرح وحيدي ان quot;لبنان بلد صديق والجيش اللبناني جيش صديق واذا صدر طلب من هذا البلد فاننا مستعدون لمساعدتهمquot;.

كما دعا الحكومة من جهة ثانية إلى تشكيل وفود تزور الدول العربية quot;الصديقةquot; وتطلب منها المساعدة في تسليح الجيش. وقال quot;كل الدول العربية تقول إنها تحب لبنان وحريصة على لبنان وتدعم لبنانquot;، مضيفًا أن الحكومة يجب أن تعرض على هذه الدول حاجة الجيشإلى السلاح.

وتابع quot;يجب أن نقول لهم -عندكم سلاح وعندكم صواريخ وعندكم مخازن مليئة سيصيبها الصدأ. نحن جيشنا يقف على الحدود ويدافع عن البلد ونريد أن نسلحه، فأعطونا بضاعة، ما لديكم قذائف، صواريخ، دفاع جوي، دبابات، أعطوناquot;.

ويعاني الجيش من نقص في التسلح، بينما تعاني الدولة اللبنانية من ديون وعجز في الموازنة. وهناك جدل قائم في لبنان بين مطالب بنزع سلاح حزب الله أو وضعه في تصرف الجيش، وحزب الله المتمسك بسلاحه في مواجهة إسرائيل، متذرِّعًا بعدم قدرة الجيش على مواجهة قدرات الدولة العبرية العسكرية.