إحدى السهرات الرمضانية في غزة quot;عدسة إيلافquot; |
يُحرم الفقراء في قطاع غزة من متابعة السهرات الرمضانية في الفنادق والمتنزهات بسبب التكاليف المرتفعة لتلك السهرات والتي بات روادها من الأغنياء فقط، ويبدو أن الفنادق تحاول إقامة سهرات لا تتعارض معتعليمات الحكومة المقالة حتى لا يتم ملاحقتها.
يحاول الفلسطينيون أن ينسجوا حياة غير التي عهدوها دوما، ويتمنوا أن تصدح صوت أغاني أيام زمان، ويغيب الذهن شاردا إلى مصر وبلاد الشام في محاولة لنسيان سنوات أربعة عجاف مرت على قطاع غزة.
صباح فخري ويا مال الشام، وسيد مكاوي والأرض بتتلكم عربي، ومحمد عبد الوهاب كانوا حاضرين في أمسية تابعتها quot;إيلافquot; في أحد فنادق غزة منذ أن التقط الصائمون أنفاسهم بعد تناول الأفطار مرورا بحضور المسلسلات التلفزيونية والقفشات الخاصة برمضان، وصولا إلى البدء برنامج الحفل الموسيقي الذي يحييه كوكبة من الفنانيين الفلسطينيين من قطاع غزة.
علاء الأعرج وزير الاقتصاد الأسبق وأحد مالكي منتجع كريزي ووتر السياحي يقول أن قطاع غزة بحاجة لمن يتفضل بتوفير الترفيه البرئ والملتزم بشكل مقبول يتوافق مع العادات والتقاليد الفلسطينية، ويضيف: quot;أصحاب الفنادق والأماكن السياحية يتفننوا في التخفيف عن الناس واختيار الوسائل التي من الممكن أن تساعد الناس على الخروج من الحالة الموجودةquot;.
ويضيف: quot;من ضمن الفعاليات التي تقام في كل الأماكن السياحية وليس في كريزي ووتر فحسب، هي أمسية لا تخرج عن العادات والتقاليد لأننا في غزة شعب محافظ يعتز بتراثه ودينه، ولا ترضى الأسر الفلسطينية نفسها من الوقوع في مخالفات، وبالتالي فالحفلات هي من باب الترفيه، وكذلك المسابقات التثقيفية التي تخرجهم من الحالة النفسية التي يعيشوهاquot;.
ويشير الأعرج إلى أن هذه الأمسيات والحفلات الرمضانية هي لتنشيط السياحة الداخلية، وأنها تدر بأرباح على مالكيها ولكنها ليست أرباحا ضخمة لأن الإقبال على المطاعم والمنتجعات ليس كما تمنى أصحاب الفنادق والأماكن السياحيةquot;.
ويبين أن المشكلة الوحيدة التي واجهتهم هي قبل أسبوعين عندما قام جهاز المباحث في الحكومة المقالة بغزة بإغلاق المنتج لمدة ثلاث أيام، ويقول الأعرج بهذا الشأن: quot;كان ذلك بسبب تقارير غير صحيحة وصلتهم، الأمر الذي قمنا بإيضاحه لهم وتم تشكيل لجنة من مراقب الداخلية للوقوف على حقيقة الأمر وستصدر اللجنة تقريرها في غضون أيام قليلةquot;.
ويتابع قائلا: quot;سيتضح أنهم ذهبوا إلى اتجاه خاطئ في التعامل مع مثل هذه المؤسسات الإقتصادية التي إذا استمر التعامل معها بهذه الطريقة فسيعتبر ذلك تهجيرا لرأس المال وضرب للبنية السياحية في غزة والتي هي بالأساس ضعيفة من تعرضها لأزمات سابقةquot;.
الضريبة مشكلة
صلاح أبو حصيرة رئيس جمعية الفنادق والمطاعم السياحية quot;عدسة إيلافquot; |
صلاح أبو حصيرة رئيس جمعية الفنادق والمطاعم السياحية في قطاع غزة يقول أن المطاعم الجديدة تنشط الحركة الإقتصادية بغزة ويوضح: quot;عدد المطاعم التي تم بنائها خلال هذا الصيف والتي تقدم خدمات سياحية هي حوالي عشرة مطاعم أو منتجعات سياحية، ويقدر رأس مالها بملايين الدولارات، وقد أقيمت على مساحات ضخمة، مثلا هناك عشر دونمات ومنها دونمين أوثلاثة، وذلك سيحتاج إلى عدد كبير من الموظفين كي يغطي هذه المساحةquot;.
ويؤكد أن الحكومة راضية عن هذه الفنادق والمطاعم والمنتجعات لأن أصحابها تقدموا بطلب للحصول على التراخيص اللازمة ولو أن الحكومة غير راضية عنهم فلن تسمح لهم ولن تعطيهم التراخيص اللازمة.
ويشير أبو حصيرة إلى الضريبة التي تجمعها الحكومة من تلك المطاعم فيقول: quot;نسبة الضريبة التي تحصلها الحكومة هي مرتفعة جدا، وبالتالي فإن صاحب المنتجع السياحي يشعر بتذمر شديد جدا، بسبب تحصيل الضرائب منه بهذه الأسعار المرتفعةquot;.
ويبين أبو حصيرة: quot;نحن كمنتجعات سياحية وفنادق نحمل المواطن الزائر هذه الضريبة كي ندفعها للحكومة آخر السنة، وبالتالي إذا خصمتها الحكومة فسنرفعها عن المواطنينquot;.
ويقول أن هناك ضرائب متنوعة كضريبة الأملاك والحرف والنظافة وهي للبلديات، ويوضح: quot;هناك ضرائب تذهب للحكومة بشكل مباشر مثل ضريبة القيمة المضافة وهي 14.5 بالمئة شهريا، وضريبة الدخل ويتم تقديرها حسب دخل المشروع السياحي سنوياquot;.
ويطالب أبو حصيرة الحكومة أن تخفض من نسبة الضريبة أو أن تقوم بإعفاء المنتجعات والمطاعم منها، لأن المطاعم ستقوم بخصم الضريبة عن المواطن وبالتالي يزيد الإقبال على المنتجعات والمطاعم لأن الجميع سيشعر أن الأسعار رخصيةquot;.
الجلوس في البيت أفضل
حكمت محمد واحد ممن لا يفضلون الذهاب إلى تلك الأماكن، يقول: quot;لا أذهب إليها لأنها غالية الثمن، فإذا أردت الذهاب بمفردي لشرب فنجان قهوة مع قطعة حلوى فسأدفع 30 شيكل أو أكثر وبالتالي أفضل الجلوس في البيت أو الذهاب إلى البحرquot;.
ويضيف: quot;هذه الأماكن ليست لنا نحن أصحاب الدخل البسيط، فهي لها أصحابها الذين لا يشعروا بالراحة إذا لم يذهبوا يوميا إلى تلك الأماكن لحضور الحفلات والسهرات وتدخين الأرجيلةquot;.
وتساءلت quot;إيلافquot; حول إمكانية ذهابه إلى تلك الأماكن إذا ما أتيحت له الفرصة فأجاب: quot;في حال تمت دعوتي فسأذهب ولن أرد الدعوة، ولو كنت من أصحاب الدخل المرتفع أيضا سأذهب، فالذهاب ولو لمرة واحد في الأسبوع قد يجعلنا نشعر بالتغيير لا سيما أن قطاع غزة ضيق ونحن بحاجة لأماكن جديدةquot;.
بحاجة لساعة صفا
وبعكس ذلك يتحدث الشاب زهير عبده الذي جاء برفقة أصدقائه لحضور أمسية رمضانية، فيقول: quot;نستمتع بهذه السهرات ونفضل الإستماع لأغاني الطرب القديمة، وأيضا كي نغير الأجواء، فدائما تعيش غزة حالة كآبة وحزن ومشاكل داخلية وخارجية، ولذلك نحن بحاجة إلى ساعة نشعر فيها أننا سعداءquot;.
ويشير عبده إلى التكلفة المالية لحضور أمسية رمضانية، فيقول: quot;إذا جئت مع عدد من أصدقائي لحضور الأمسية فلن تكلفني كثيرا لأن المبلغ سيتم تقسيمه على الجميع وبالتالي ستكون الضريبة بسيطة، أما إذا كنت بمفردي فأنا من سيدفع الضريبة كاملة، ولن يتحملها أحد معي، وهذه مشكلةquot;.
التعليقات