قالأفيشاي برافرمان،وزير شؤون الأقليات في إسرائيل أن المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين تشكل تهديدا لإيران.

اعتبر مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى ان إلغاء مصر لزيارة وزير الخارجية الايراني منوشهر متكى دليل على أهمية عملية السلام .

وقال وزير شؤون الأقليات أفيشاي برافرمان ان محادثات السلام التى استؤنفت مؤخرا بين اسرائيل والفلسطينيين تشكل quot;تهديدا استراتيجيا لإيران quot;, مضيفا ان quot;الغاء الزيارة التي كان مقرر ان يقوم بها وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الى مصر والأحداث التاريخية التي وقعت في طهران منذ بدء محادثات السلام دليل على أن إحراز تقدم في المحادثات سيؤدي إلى إقامة تحالف بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة في مواجهة محور الشر quot;إيران وحماس وحزب الله. quot;

وكان برافرمان يشير الى قرار الغاء مصر يوم الجمعة لقاء كان سيجضره منوشهر متكي ضمن ترويكا حركة عدم الانحياز وكان مقررا عقده غدا الاثنين في القاهرة في اعقاب تصريحات كان قد أدلى به في وقت سابق ، اتهم فيها الزعماء العرب بالخيانة للتعاون مع محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة.

ونقل عن متكي في وسائل الاعلام الايرانية قوله ان اجتماع القادة العرب في واشنطن من أجل إطلاق تجديد محادثات السلام مع اسرائيل خيانة لشعوبهما . وقد حضر الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الافتتاح الرسمي للمحادثات المباشرة في واشنطن.

كما انتفد حسن نصر الله ، الأمين العام لحزب الله اللبناني ، المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال في كلمة القاها يوم الجمعة في quot;يوم القدس quot; ان quot;هذه المفاوضات ولدت ميتة و لا قيمة لهاquot;.

واضاف نصرالله انquot; فلسطين من البحر إلى النهر هي ملك الشعب الفلسطينى، وحق الأمتين العربية والإسلامية، ولا يحق لأحد أن يتنازل عن شبر واحد من أرضها ولا حبة تراب من ترابها المقدس ولا قطرة ماء من مياهها ولا حتى عن حرف من اسمهاquot;.

ومن جانبه قال مدير مكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر إن بعض الجهات تريد عرقلة العلاقات بين مصر وإيران، وأكد على عدم وجود أى توتر في علاقة البلدين، وأوضح مجتبى أمانى مدير مكتب رعاية المصالح الإيرانية في حديث لصحيفة الشرق الأوسط نقله وكالة أنباء مهر الإيرانية، على أن المسائل المتعلقة بتأجيل سفر متكى إلى مصر لن تخلق توترا في العلاقات الثنائية بين البلدين.

ونفي مجتبى علمه بتصريحات مجموعات من الجانبين عن انتاج فيلم عن الإمام الخومينى وفيلم عن لرئيس مبارك مشيرا ان خبر فيلم الامام الخمينى مشبوه، وتتردد من جهات تريد عرقلة العلاقات بين مصر وإيران , وقال ان الباسيج مجموعة شعبية وليست حكومية ، وتعبر عن توجهها وليس عن توجه الحكومة ولا تعتبر اللسان الرسمى لها و في اشارة الى عزمها انتاج فيلم عن الرئيس مبارك .

ويخيم الفتور على العلاقة بين البلدين في الأشهر الأخيرة سبقتها فترة اتسمت بالملاسنات و المشاحنات الإعلامية بين مسؤولى البلدين وصلت الى ذروتها في إعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة .

و تعددت التصريحات الايجابية من جانب عدد من المسؤولين المصريين والإيرانيين بشأن امكانية اعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين في مناسبات عدة , الا ان ذلك لم يتبلور رسميا حتى هذه اللحظة .

وكانت إيران قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع مصر عام 1979 بعد قيام الثورة الإسلامية وابرام مصر لمعاهدة السلام مع إسرائيل ، وقد زاد اطين بلة قيام ايران بتسمية احد شوارعها عل اسم خالد الاسلامبولى قال الرئيس الراحل انور السادات و أخذت طهران على مصر منحها اللجوء للشاة الراحل محمد رضا بهلوي بعدما اطاحت به الثورة الاسلامية، ووقوفها الى جانب العراق خلال الحرب التي دارت رحاها بين البلدين في الفترة ما بين عامي 1980-1988.

ورغم ان العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين الا ان هناك تعاوناً قائماً بين البلدين في المجال الاقتصادي ، وكذلك بين المفكرين والمثقفين في البلدين .

ويرى محللون ان عودة العلاقات المصرية الإيرانية تبقى مرتهنة بحل مشكلات وهواجس داخلية من ناحية مصر لم تتغير منذ أكثر من ربع قرن .ويذهب مراقبون متشائمون الى ان انجاز التطبيع الشامل للعلاقات قد يحتاج تغييرا أساسيا يشمل التركيبة السياسية والإيديولوجية للنظام الحاكم في طهران او القاهرة.