بحث الأسد مع كوسران في دمشق مسألة السلام في الشرق الأوسط مشدداً على الدور التركي.

دمشق: أكد الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين أثناء استقباله المبعوث الرئاسي الفرنسي لعملية السلام في الشرق الأوسط جان كلود كوسران سعي سوريا quot;الدائمquot; إلى تحقيق السلام، مشددًا على quot;أهمية التنسيقquot; مع تركيا في هذا الشأن، كما أفاد مصدر رسمي.

وأشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية quot;ساناquot; إلى أن الأسد عرض لكوسران quot;الرؤية السورية من موضوع السلامquot;، مؤكدًا quot;سعي سوريا الدائم إلى تحقيق السلام العادل والشامل المبني على أسس قرارات الشرعية الدوليةquot;.

وتطالب سوريا باستعادة هضبة الجولان، التي احتلتها إسرائيل في حزيران/يونيو 1967، وضمتها سنة 1981، وذلك في إطار توقيع أي معاهدة سلام محتملة. كما أكد الأسد بحسب سانا quot;أهمية التنسيق مع تركيا في هذا الشأن من أجل البناء على ما تم التوصل إليه في المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط التركيquot;.

وأجرت سوريا وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركية، لكن هذه المفاوضات توقفت إثر الهجوم الإسرائيلي الواسع النطاق على قطاع غزة في شتاء 2008. وأعرب الأسد عن quot;تقديره للجهود التي تقوم بها فرنسا والرئيس ساركوزي بهذا الخصوص، وعن أمله برؤية تطورات حقيقية في عملية السلام، رغم أن السياسات الإسرائيلية لا توحي بذلكquot;.

في موازاة المفاوضات المباشرة التي استؤنفت بين الفلسطينيين والإسرائيليين بإشراف أميركي، تسعى فرنسا إلى أداء دور في الجهود الشاملة في منطقة الشرق الأوسط بفضل تحسن علاقاتها مع سوريا منذ 2008. وتذكر فرنسا باستمرار أن عملية السلام في الشرق الأوسط يجب أن تمضي قدمًا على مساراتها الثلاثة الفلسطيني-الإسرائيلي واللبناني-الإسرائيلي والسوري-الإسرائيلي.

من جهته، أعرب كوسران الذي سلم الأسد رسالة خطية من نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي عن رغبة بلاده في المزيد من التعاون مع سوريا quot;بسبب دورها المركزي في أي عملية تسوية ولدورها المهم في إيجاد الحلول المناسبة للمسائل القائمة في المنطقةquot;، مؤكدًا تصميم فرنسا على quot;المساهمة في تحقيق السلامquot;، بحسب ما نقلت عنه سانا.

يذكر أن العلاقات بين فرنسا وسوريا شهدت توترًا شديدًا بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005، وتوجيه أصابع الاتهام إلى سوريا بالتورط في هذه الجريمة، الأمر الذي تنفيه سوريا تمامًا.

وبعد انتخابه في أيار/مايو 2007، حقق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انعطافة في العلاقات مع دمشق، مشترطًا في مقابل هذا التغيير في العلاقة مع دمشق تحسين العلاقات بين سوريا ولبنان.