العماد ميشال عون

يرى قطب بارز في قوى 14 آذار أن تصريحات العماد ميشال عون تمثل دعوة صريحة إلى quot;العصيانquot; والتمرد على الدولة، وقال النائب عن كتلة المستقبل عمار حوري أن كلام عون هو quot;بلاغ انقلابquot; ضد الدولة والحكومة وأجهزتها الأمنية.

كاد اللبنانيون ، وللوهلة الأولى ، ألا يصدقوا ما تسمعه آذانهم من كلام صادر عن رئيس كتلة نيابية وزعيم تيار سياسي وقبل هذا وذاك عن رئيس حكومة عسكرية في نهايات الحرب وإن اختلف البعض على شرعيتها .

لم يكن قائل الكلام النائب العماد ميشال عون منفعلاً هذه المرة وهو يشن هجومه على فرع المعلومات ويصفه بـ quot;العصابةquot; دون ان يوفر رئاسة الحكومة ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والقضاء اللبناني ممثلاً بنائبه العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا لينتهي به المطاف الى حد حث اللبنانيين وتحريضهم على عدم الانصياع والتجاوب مع أي قرار يصدر عن الفرع أو عن ميرزا (كما اسماه) وألا يهابوا مواجهة أي مشكلة تعترضهم مع احد الطرفين كونه سيتولى الأمر بنفسه و quot;على حسابهquot; كما ذكر وسيكون لهما بالمرصاد .

انها دعوة صريحة لـ quot;العصيانquot; والتمرد على الدولة كما يراها قطب بارز في 14 آذار ، فيما كان النائب عمار حوري عضو كتلة المستقبل التي يتزعمها رئيس الحكومة سعد الحريري يستيقظ باكراً ليجيب على سؤال اذاعة quot;صوت لبنانquot; في نشرة اخبار السابعة والربع صباحاً عن رأيه في ما اورده عون حيث اعتبره quot;بلاغ انقلابquot; ضد الدولة والحكومة والأجهزة الأمنية والقضائية quot;وتنفيذاًquot; للدور المكلف به من الجوقة ضد المحكمة الدوليةquot; . واستحضر حوري الأجواء التي سبقت اغتيال الرئيس الحريري بأشهر وما تضمنتها من شتائم وتهديدات ومفردات وكأنه بذلك يبدي تخوفه من تكرار المشهد واستهداف الحريري الإبن هذه المرة بعملية quot;اغتيال سياسيquot; أوتي على ذكرها في الأيام القليلة الماضية على لسان أكثر من طرف في قوى الأكثرية في معرض قراءته للحملة التي يقودها حزب الله ضد شهود الزور والمحكمة الدولية .

سر الصمت الرسمي المطبق على اتهامات اللواء السيد

هذا وفيما كان لافتاً صدور أول موقف منتقد لعون عن وزير النقل والاشغال العامة غازي العريضي في حديث تلفزيوني أمس متسائلاً عما سيكون عليه تصرف الأول في حال دعا آخرون الى مقاطعة صهره وزير الطاقة والمياه جبران باسيل ، لم يتسن لكتلة المستقبل النيابية الرد على quot;البلاغ رقم واحدquot; الصادر عن عون كونها اجتمعت امس برئاسة الرئيس فؤاد السنورة قبل صدوره ، لذلك فقد انصب اهتمامها على الرد على الحملة التي استهدفت وتستهدف رئيس الحكومة سعد الحريري خصوصاً بعد الحديث الذي ادلى به الى صحيفة quot;الشرق الأوسطquot; السعودية واقراره بارتكاب خطأ تجاه سوريا عبر اتهامها quot;سياسياًquot; باغتيال والده ، وتأكيده على وجود quot;شهود زورquot; قاموا بتضليل التحقيق الدولي في الجريمة المذكورة .

وبحسب البيان الصادر عن الكتلة quot;فان المواقف التي صدرت عن الرئيس سعد الحريري في المدة الأخيرة لم تفهم على حقيقتها فقرأ البعض في جرأة مبادرته وحرصه تراجعاًquot;. وأكدت الكتلة quot;ان الشعب اللبناني وجمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري لن يتهاونوا ازاء محاولات التفريط بتضحيات الشهداء الأبرار ودمائهم ولن يتنازلوا امام محاولات البعض الإضرار بالتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والنيل من صدقية المحكمةquot; .

ولوحظ في هذا الاطار ان الوزير العريضي (القريب من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط) استغرب بدوره ردود الفعل الصادرة عن قيادات ومسؤولين في المعارضة ازاء ما أورده الحريري في حديثه الصحافي معتبراً انها لم تلاق الأخير في ما رمى اليه غامزاً من قناة حزب الله من دون ان يسميه منتقداً ما اسماه quot;الاستعلاءquot; في الخطاب السياسي ، مؤكداً في الوقت نفسه انه كوزير في الحكومة وممثل للقاء الديمقراطي فيها عازم بدوره على ايلاء موضوع شهود الزور الاهتمام اللازم لافتاً الى ان هناك دراسة أعدها وزير العدل ابراهيم نجار بهذا الخصوص وقد اضحت جاهزة وهي تنتظر انعقاد جلسة مجلس الوزراء للاطلاع عليها واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها .

هذا وذكرت المعلومات ان لا جلسة قريبة لمجلس الوزراء افساحاً للمجال امام المساعي الداخلية الجارية لتبريد الأجواء والتي يقودها كل من رئيس البرلمان نبيه بري والنائب جنبلاط ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية بمواكبة سعودية ndash; سورية حثيثة عبر عنها بري بقوله انه quot;لم يحدث اي تخلخل في المعادلة السورية ndash; السعودية وفي النهاية فان الأمور ستستقيمquot; ، الأمر الذي فسره المراقبون على ان هذه المعادلة او ما اصطلح على تسميته بـ quot;س.سquot; ناشطة بعيداً من الأضواء في معالجة الوضع المضطرب الذي يشهده لبنان كما فعل من قبل ووفق في ذلك كما حصل ابان تعثر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وهي الحكومة الأولى التي يدخل معها الحريري نادي رؤساء الوزراء .