في الوقت الذي يخوض فيه الجيش الموريتانيّ معارك ضارية ضدّ المقاتلين المتشددين التابعين لتنظيم ما يعرف بـquot;قاعدة المغرب الإسلاميquot; ، ذكرت تقارير أمنيّة أن الفرنسيين الخمسة والإفريقيين الاثنين الذين خطفوا في شمال النيجر تم اقتيادهم الى صحراء مالي وسط مخاوف وشكوك من وقوعهم في قبضة quot;القاعدةquot;.

نيامي: أفادت مصادر أمنية نيجرية وجزائرية أن الفرنسيين الخمسة والإفريقيين الاثنين الذين خطفوا في شمال النيجر تم اقتيادهم الجمعة إلى صحراء مالي من قبل خاطفيهم.

وقالت هذه المصادر لوكالة فرانس برس quot;لقد عبروا الحدودquot; بين النيجر ومالي وهم حاليا في الصحراء المالية.
وخطف الرهائن السبع ومعظمهم يعملون لحساب مجموعتي اريفا وساتوم الفرنسيتين، الخميس في ارليت (الف كلم شمال شرقي نيامي) موقع استخراج اليورانيوم.

وانتشر الجيش النيجيري، مدعوما بالطيران، منذ الخميس في المنطقة quot;للبحث عن الرهائن في مسعى لمنعهم ان أمكن من مغادرة أراضي النيجرquot;، بحسب ما افاد مصدر امني نيجيري صباح الجمعة.

وتشتبه نيامي وباريس في ضلوع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي كان وراء العديد من عمليات خطف غربيين في منطقة الساحل الصحراوية، في عملية الاختطاف الخميس.

ومساء الجمعة، افاد مصدر امني موريتاني وآخر مالي وكالة فرانس برس ان معارك ضارية اندلعت بين الجيش الموريتاني وعناصر من القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي امتدت الى quot;الاراضي الماليةquot; على بعد نحو مئة كيلومتر شمال تومبوكتو.

ولم تشر المصادر المختلفة، في مالي وموريتانيا، الى اي ارتباط بين هذه المعارك وعملية الخطف.

ويشتبه في ان يكون تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، خصوصا الجناح الذي يقوده الجزائري عبد الحميد ابو زيد، مسؤولا عن عملية الاختطاف الجديدة في منطقة الساحل الافريقي.

وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لاذاعة اوروبا-1 quot;نتصور انها المجموعات نفسها (التي تورطت في قضايا الخطف الاخرى) على الاقل تيار القاعدةquot;.

الا ان وزارة الخارجية الفرنسية اشارت الى عدم تلقيها اي quot;مطلبquot; او quot;طلب فديةquot;.

من جهته، اعلن وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران انه ينوي قطع زيارته الى كندا والعودة الى باريس الجمعة للمشاركة في إدارة قضية الرهائن الفرنسيين في النيجر، في تصريح لوكالة فرانس برس من على متن الطائرة التي كانت تقله الى هاليفاكس.

وكان مسؤول امني نيجيري تحدث عن تورط القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي التنظيم الذي قام بعمليات خطف في الماضي في شريط الساحل والصحراء الواسع.

وقال هذا المصدر ان quot;بين الخاطفين عنصرا من مجموعة عبد الحميد ابو زيد بينما يتحرك الآخرون كمرتزقةquot;، موضحا ان ابو زيد هو من أمر بتنفيذ عملية الخطف.

ويقود الجزائري عبد الحميد ابو زيد خلية القاعدة التي قامت باحتجاز الفرنسي ميشال جرمانو (78 عاما) الذي اعلنت قتله في 25 تموز/يوليو.

وبعد هجوم فرنسي موريتاني لمحاولة إطلاق سراحه، اطلق تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي تهديدات ضد المصالح الفرنسية في فرنسا والمنطقة

ووضعت بوركينا فاسو جنودها في حال quot;تأهب قصوىquot; في شمال البلاد، بالقرب من مالي والنيجر.

وقال كوشنير ان الخاطفين quot;يمكن ان يكونوا من الطوارقquot; الذين يقومون بعد ذلك ببيع رهائنهم الى quot;ارهابيينquot;.

وكانت نيامي اكدت الخميس ان غالبية اعضاء quot;المجموعة المسلحةquot; التي قامت بعملية الخطف كانوا يتحدثون العربية ولغة الطوارق الذين يعيشون في المنطقة

وتعود آخر حركة تمرد للطوارق كانت تطالب خصوصا بتقسيم عادل لعائدات الثروات المنجمية، الى 2007-2009.

ورفض مسؤول من الطوارق بوتالي تشيويرين رئيس جمعية الحق في الارض والناطق السابق باسم المتمردين، هذا quot;الاتهام الخطر لشعبهquot;.

وبحسب مصدر قريب من التحقيق النيجيري، فان عملية الاختطاف التي حصلت بعد اقتحام الخاطفين منازل الرهائن السبع، تم تسهيلها بفعل وجود quot;تواطؤ داخليquot; في صلب الجهاز الامني المكلف حماية موقع ارليت.

من جهة اخرى، جرى الجمعة ترحيل الفرنسيين العاملين في شركات فرنسية في شمال النيجر الى العاصمة نيامي او الى فرنسا.

وتعتبر المجموعة النووية الفرنسية النيجر بلدا استراتيجيا. وهي تتمتع بوجود فيه منذ اربعين عاما ويعمل لحسابها 2500 شخص فيه بينهم حوالى خمسين اجنبيا تم ترحيلهم في الساعات الاخيرة.

وتستخرج المجموعة من حقليها المتجاورين ارليت واكوكان، نصف انتاجها من اليورانيوم.

كما تأمل المجموعة في ان تضع في الخدمة نهاية 2013 وفي شمال النيجر ايضا، منجم اليورانيوم العملاق في ايمورارين.

والنيجر احدى الدول الاكثر فقرا في العالم، وتحتل المرتبة الثالثة في انتاج اليورانيوم.