تشهدالولايات المتحدة الأميركية خلال الايام القليلة المقبلة حركة دبلوماسية نشطة للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي،لا سيما مع دخول المفاوضات المباشرة مرحلة حاسمة يتهددها الفشل بسبب تصميم إسرائيل على عدم تجميد البناء في المستوطنات في الضفة الغربية.
تل ابيب،رام الله: توجه الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ووزير الدفاع ايهود باراك الاحد الى الولايات المتحدة، على ان يصل اليها ايضا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وتاتي هذه الزيارات فيما تتعثر المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين التي استؤنفت برعاية الولايات المتحدة بسبب مواصلة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية.
وغادر بيريز اسرائيل بعيد منتصف الليل في زيارة للولايات المتحدة تستمر اربعة ايام وتتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. وبعد بضع ساعات، غادر باراك بدوره اسرائيل. وتستمر زيارة باراك خمسة ايام يلتقي خلالها مسؤولين اميركيين كبارا في واشنطن وخصوصا نظيره الاميركي روبرت غيتس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وفق وزارة الدفاع.
من جهته، سيغادر محمود عباس الموجود في عمان مساء اليوم الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه لوكالة فرانس برس في عمان قبيل توجه عباس الى المطار quot;سيشارك الرئيس عباس في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة السنوية وسيلتقي عددا كبيرا من الرؤساء والملوك والزعماء الدوليينquot;.

المفاوضات المباشرة..الاستيطان في التفاصيل

زحالقة: الاعتراف بيهودية إسرائيل خطر يُهدّد القضيّة الفلسطينّية

المفاوضات المباشرة: دبلوماسية محاطة بالمحاذير

انطلاق جلسةالمفاوضات المباشرةفي واشنطن

المفاوضات المباشرة: تفاؤل أمريكي وتكتم فلسطيني إسرائيلي

واوضح ان عباس quot;سيلقي كلمة هامة امام الحضور عن عملية السلام وعن الجهود المبذولة لتحريك العملية السلمية في شكل يضمن انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية الذي بدأ العام 1967 وبما يضمن اقامة دولة فلسطينية مستقلة على هذه الاراضي عاصمتها القدس الشرقيةquot;.
وكانت صحيفة quot;القدسquot; الفلسطينية قد ذكرت السبت ان عباس سيلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما في نيويورك الخميس المقبل.
من جهته، اعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان الاخير لا ينوي التوجه الى الولايات المتحدة هذا الاسبوع. ولم يوضح المكتب ما اذا كان نتانياهو سيلتقي عباس قبل انتهاء فترة التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية مع نهاية ايلول/سبتمبر الجاري.
واعلن مسؤول اسرائيلي رافضا الكشف عن هويته ان كبار quot;المفاوضين سيلتقون هذا الاسبوع في الولايات المتحدة لتنظيم المباحثات المقبلة على مستوى عالquot;، من دون المزيد من التوضيحات. وبحسب صحيفة جيروزاليم بوست، سيوضح بيريز الاثنين اثناء خطاب امام الجمعية العامة للامم المتحدة لماذا لا يمكن لنتانياهو تمديد قرار تجميد الاستيطان.
وسيجري ايضا محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي سلام فياض اثناء مؤتمر ينظمه الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون والذي سيشارك فيه باراك ايضاً. وقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بانه لم يطرأ أي تغيير على موقف إسرائيل من مسألة تجميد البناء في المستوطنات.
وقال نتنياهو خلال جلسة وزراء الليكود صباح اليوم انه لا يستطيع الخوض في تفاصيل المباحثات التي أجراها في شرم الشيخ والقدس الاسبوع الماضي مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بسبب حساسية هذه المباحثات.
واكدت محافل سياسية إسرائيلية انه لم يتم حتى الان ايجاد صيغة حل وسط بشأن تجميد البناء في المستوطنات . يشار الى ان اسرائيل ترفض اقتراحا طرحه الفلسطينيون بواسطة مصر يقضي بتمديد التجميد ب-3 اشهر اخرى .
وبدوره اوضح وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ان اسرائيل لا يمكنها مواصلة التجميد في الضفة الغربية.
وقال في سياق مكالمة هاتفية اجراها مع نظيره البريطاني وليام هيغ ان الفلسطينيين اضاعوا تسعة اشهر تم خلالها تجميد البناء في المستوطنات وانهم جاءوا الى المفاوضات لمجرد اجبارهم على القيام بهذه الخطوة.
واضاف ان اسرائيل قامت بما يكفي من بوادر حسن نية والان اصبحت الكرة في الملعب الفلسطيني وشدد ليبرمان على ان اسرائيل مستعدة للتعاون مع دون شروط مسبقة .

ودعا ليبرمان في تصريحات سابقة اليوم إلى بحث وضع عرب 1948 في المفاوضات الحالية مع الفلسطينيين quot;على أساس تبادل الأراضي والسكان وليس تبادل الأرض مقابل السلام فقطquot;، وذلك طالما أصروا ومعهم الدول العربية على رفض الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية.
ومن جانبه، قال محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح، إن تصريحات افيغدور ليبرمان حول يهودية الدولة وعدم نية إسرائيل تمديد قرار تجميد الاستيطان، هي دليل وبرهان على النوايا الحقيقية لحكومة نتنياهو.
وأشار دحلان في بيان صحافي، اليوم، إلى أن quot;حكومة إسرائيل الحالية هي حكومة احتلال وتهجير ليس لها سوى مهمة واحدة هي وضع العصي في دواليب المفاوضات ووضع العقبات لإفشال الجهود الدولية من أجل تحقيق سلام حقيقي ودائم في المنطقةquot;.
وأوضح القيادي في حركة quot;فتحquot; أن طرح شرط الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل يصفها دولة الشعب اليهودي جاء في هذا الوقت بهدف إفشال المفاوضات قبل أن تبدأ، وذلك في سياق سعي الحكومة الإسرائيلية لتعزيز احتلالها للأرض الفلسطينية المحتلة وتهويد القدس وإبقاء الباب مفتوحاً أمام تنفيذ المخططات الإسرائيلية لسياسة التطهير العرقي و'الترانسفير' بحق أبناء الشعب الفلسطيني في أراضي 48.
كما قال عضو اللجنة المركزية لحركة quot;فتحquot;، عضو وفد منظمة التحرير للمفاوضات نبيل شعث، إن المفاوضات quot;لن تستمر في حال استمرت إسرائيل في توسيع مستوطناتهاquot;. وتأمل اسرائيل في ان تحتفظ بموجب اتفاق سلام، بالكتل الاستيطانية التي يعيش فيها اكثر من 200 الف مستوطن خارج القدس الشرقية، بحيث لا يعني البناء فيها الفلسطينيين.
وحذر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مرات عدة من انه سينسحب من المفاوضات اذا استؤنف النشاط الاستيطاني. ويعتبر الفلسطينيون المدعومون من الاسرة الدولية، ان استمرار البناء في المستوطنات ينشىء امرا واقعا يفرغ المفاوضات من مضمونها.
واقترح الرئيس المصري حسني مبارك من جهته quot;وقف الاستيطان طوال ثلاثة الى اربعة اشهرquot;، بهدف quot;التوصل الى اتفاق سلام في غضون ثلاثة الى ستة اشهرquot;، وذلك في مقابلة يبثها التلفزيون الاسرائيلي السبت. ودعا الاتحاد الاوروبي ايضا الخميس الى quot;توسيع التجميد الذي قررته اسرائيلquot; وكرر مطالبته ب quot;وقف كامل للعنفquot;.