في الوقت الذي يُجري فيه زعيم الكتلة العراقية إياد علاوي في دمشق مباحثات سياسية مع الرئيس السوري بشار الأسد مع توقعات بلقائه أيضا زعيم التيار الصدري، كشف مقتدى الصدر عن تعرضه إلى ضغوط سياسية خارجية في إشارة لإيران ملمحا إلى إمكانية قبوله بترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثانية.

بغداد: في وقت ما زال فيه الفشل يواجه التحالف الوطني العراقي في اختيار مرشحه لرئاسة الحكومة الجديدة ، أقر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بتعرضه لضغوط سياسية خارجية في اشارة لايران ملمحا الى إمكانية قبوله بترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثانية.

فيما بحث الرئيس جلال طالباني في ثلاثة اجتماعات منفصلة مع نائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي ثم مع المالكي الأزمة الحكومية وضرورة التوصل إلى اتفاقات تنهي الأزمة السياسية الحالية.

كما يجري زعيم الكتلة العراقية اياد علاوي في دمشق اليوم مباحثات سياسية مع الرئيس السوري بشار الاسد مع توقعات بلقائه ايضا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

وأكد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اليوم الاربعاء تعرضه لضغوطات سياسية خارجية في اشارة الى ايران للقبول بترشيح المالكي لولاية ثانية داعيا انصاره الى الالتفاف حول الهيئة السياسية للتيار التي تقود مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة.

وأشار إلى أن هدف التيار الصدري خدمة أتباعه ورفع الظلم عنهم بغض النظر عمن يكون المرشح لرئاسة الحكومة قديماً أو جديداً.

وجاء موقف الصدر هذا في بيان ردا على سؤال وجهه له احد مواطني مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) عن صحة تأييد ترشيح المالكي لولاية ثانية رغم ممارساته ضد أتباع وأنصار التيار وعن موقف ايران المؤيدة له والتي سكتت عن تلك الممارسات.

وجاء في السؤال : سمعنا في هذه الايام ان هناك ضغوطا من قبل جهات دينية وسياسية خارجية وداخلية بقبول ترشيح شخص لولاية ثانية، ونحن نسأل أين كانت هذه الجهود عندما تعرض أبناء التيار الصدري للاعتقال والقتل وحرق جثثهم وذهب لهم الكثير من الشهداء كما هو في عموم البلاد .. واعدام الجرحى وقتل الاطفال وهدم البيوت وحينها لم يتكلم بكلمة واحدة ولم يكن لهم اي صوت بل ان صمتهم كان كصمت القبور على افعال الشخص نفسه (المالكي) .. فما هي الحقيقة سيدي؟ .

وكان المالكي قاد حملة عسكرية شاركت فيها القوات العراقية والاميركية عام 2007 ضد جيش المهدي التابع للتيار الصدري وأنصاره ومؤيديه بدأت بمدينة البصرة الجنوبية وانتقلت الى محافظات جنوبية اخرى عديدة ما ادى إلى مقتل المئات منهم واعتقال مئات اخرى ما زالوا يقبعون في السجون وقد حكم على عدد منهم بالإعدام.

واتهم الصدر المالكي في وقت سابق بالنكث بوعود قطعها له بالافراج عن المعتقلين وإغلاق القضايا المتهمين بها .
وقد ردّ الصدر على سؤال المواطن بالقول إن quot;الضغوطات السياسية أمر لابد منه في العمل السياسي فكل يجر النار إلى قرصهquot;.. مشيرا إلى quot;أن السياسة هي أخذ وعطاءquot;، وقال في رده:

بسمه تعالى
شكرا على السؤال .. إن قصدت بالضغوطات السياسية فهذا لابد منه في العمل السياسي فكل يجر النار الى قرصه .. اضافة الى ما قاله السيد الوالد (السياسة لاقلب لها) واعلموا أن السياسة هي أخذ وعطاء .. ومهما كان المرشح قديما أو جديدا فلا بد ان تكون خدمتكم ورفع مظلوميتكم قدر الامكان هي هدف الهيئة السياسية وهذا ما وجهتم ساعين له فقفوا معهم في خندق واحد ومن يقف ضدهم فهو يقف ضد المصالح العامة والعامة التي نتوخاها .
مقتدى الصدر

ويشكل التيار الصدري القوة الاكبر داخل الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم وله 40 نائبا من مجموع نوابه الفائزين في الانتخابات التشريعية الاخيرة التي جرت في اذار (مارس) الماضي والبالغ 70 نائبا من اجمالي عدد اعضاء المجلس البالغ 325 نائبا.

وقد رشح الائتلاف القيادي فيه نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي لمنافسة زعيم ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء نوري المالكي على الفوز برئاسة الحكومة الجديدة.

وكان التحالف الوطني الذي يضم الائتلافين قد فشل مجددا امس في اختيار احد هذين المرشحين مؤجلا اجتماعاته إلى اجل آخر.
وتسود العراق حالة من الجمود السياسية منذ الانتخابات الاخيرة حيث تعطل عمل مجلس النواب الجديد منذ اول جلسة له منتصف حزيران (يونيو) الماضي .


طالباني يبحث مع المالكي والهاشمي وعبد المهدي الأزمة الحكومية

وفي هذا الوقت يحاول الرئيس العراقي جلال طالباني إقناع الأطراف المتنازعة على رئاسة الحكومة بالتوصل الى اتفاقات تنهي الأزمة السياسية الحالية الناتجة من الخلافات بين القوى السياسية والتي تعرقل منذ ستة أشهر مثل هذا الاتفاق.

وبحث الرئيس طالباني مع نائبه القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عادل عبد المهدي السبل الكفيلة بالخروج من الأزمة السياسية الحالية وإزالة الخلافات التي من شأنها عرقلة خطوات تشكيل الحكومة المقبلة.

واكد المسؤولان خلال اجتماعهما في مقر طالباني في بغداد الليلة الماضية quot;ضرورة أن تكون الحكومة المقبلة مجسدة لمبدأ الشراكة الوطنية وأن تكون قادرة على تحقيق تطلعات أبناء الشعب العراقي في تحقيق الأمن والإستقرار والرفاهية وتوسيع دائرة تقديم الخدمات الضرورية لعامة المواطنينquot; كما قال بيان صحافي رئاسي.

وقد سلط طالباني الضوء على نتائج زيارته الاخيرة للولايات المتحدة الأميركية ومشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأشار إلى ما أثمرت عنه اللقاءات التي أجراها مع رؤساء وقادة الدول المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة من نتائج إيجابية على صعيد تطوير وتقوية علاقات العراق مع تلك الدول على كافة الصعد السياسية والإقتصادية والتجارية.

وكان عبد المهدي أكد امس ضرورة مشاركة الائتلافات الكبرى الفائزة في الانتخابات وفي مقدمتها العراقية ودولة القانون والوطني وبقية الكتل الفائزة في حكومة شراكة وطنية لكنه قال ان شروط تشكيل مثل هذه الحكومة غير متوفرة حاليا.

واضاف في حديث خلال مشاركته في ندوة حوارية في مجلس النواب في بغداد حول التطورات السياسية وقانون الأحزاب quot;ان اجتماع قيادات المجلس الاعلى مع العراقية امس يصب في اتجاه تشكيل حكومة شراكةquot;. وقال quot;اننا نحاور الجميع، نحاور دولة القانون، ونحاور العراقية، ونحاور الاخوة الكرد، ونحاور داخل الائتلاف الوطني للوصول الى حكومة شراكة وطنيةquot;.

واشار الى ان المجلس الاعلى لم يحضر اجتماع التحالف الوطني quot;الشيعيquot; الذي عقد امس في مقر الهيئة السياسية للتيار الصدري لان هذا الاجتماع كان يجب ان يحصل اولا داخل الائتلاف الوطني موضحا ان quot;المجلس الاعلى له موقف في هذه القضية quot;وقد اوضحنا موقفنا مرات عديدة وهي اننا لن نشارك في حكومة لا تتوفر لها شروط النجاح، ومنها ان تساهم فيها جميع الكتل السياسية بما فيها العراقية ودولة القانونquot;.
واستمرارا للقاءاته التي بدأهامع طالباني بعد عودته من نيويورك مع القادة السياسيين وممثلي الكتل السياسية فقد بحث الليلة الماضية مع نائبه القيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي آخر التطورات والمستجدات السياسية على صعيد الجهود المبذولة لتجاوز الخلافات وتذليل العقبات التي تقف عائقاً أمام الاسراع في تشكيل الحكومة.

وشدَّد الجانبان على أهمية المضي قدما وبخطى سريعة وثابتة لتخطي الصعوبات التي تعرقل تنفيذ المهام المصيرية في هذه المرحلة الحساسة، لا سيما الوصول الى رؤى مشتركة لتشكيل حكومة الشراكة الوطنية.

وخلال اجتماع آخر مع المالكي بحث طالباني عملية تشكيل الحكومة والمساعي المبذولة بهذا الاتجاه حيث استعرض الرئيس نتائج زيارته إلى الولايات المتحدة ومشاركته في اجتماعات الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة فضلاً عن مشاركته في اجتماعات الاشتراكية الدولية والاجتماع السنوي الخامس لمبادرة كلينتون الدولية بالاضافة إلى مضمون لقاءاته مع رؤساء وقادة بعض دول العالم .

وتم خلال اللقاء بحث مسار الحراك السياسي الذي تشهده الساحة العراقية وما يتضمنه من لقاءات ونقاشات بين الكتل الفائزة والحوارات المستمرة بهدف اختيار مرشح لمنصب رئاسة الحكومة .

وأكد الجانبان ضرورة تسريع الخطى نحو تشكيل حكومة شراكة وطنية والتي طال انتظارها من قبل ابناء الشعب العراقي الذين تحدوا الارهاب وصوّتوا لممثليهم في مجلس النواب .

وشدد طالباني والمالكي quot;على ضرورة العمل الجاد للتصدي للأجندات التآمرية التي تستهدف وحدة نسيج المجتمع العراقي وتناغم الاطياف المتنوعة في البلادquot;.


علاوي يبحث مع الأسد والصدر أزمة تشكيل الحكومة العراقية

من جانبه، يبحث زعيم الكتلة العراقية الفائزة في الانتخابات العراقية اياد علاوي في دمشق اليوم مع الرئيس السوري بشار الاسد ازمة تشكيل الحكومة العراقية في وقت قد يصل الى دمشق ايضا مقتدى الصدر .

وقد وصل علاوي الى دمشق امس يرافقه الأمين العام لتجمع (عراقيون) القيادي في العراقية أسامة النجيفي للتباحث بشأن آلية تشكيل الحكومة العراقية.

وقد توقعت مصادر في القائمة العراقية ان يلتقي علاوي في دمشق مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يتوقع وصوله الى العاصمة السورية اليوم ايضا لبحث الأزمة الحكومية العراقية.

وسبق لعلاوي أن أجرى مباحثات مع الأسد والصدر في دمشق في تموز (يوليو) الماضي حيث تم بحث القضية ذاتها .

وابلغ مصدر في القائمة العراقية quot;ايلافquot; ان علاوي سيحاول في دمشق التعرف إلى مستجدات الموقف السوري من المرشح لرئاسة الحكومة العراقية بعد التقارير التي اشارت الى تحول في اتجاه دعم الموقف الإيراني المؤيد للمالكي.

وأشار إلى أن مباحثات علاوي مع الاسد تأتي قبيل زيارة سيقوم بها الرئيس السوري الى ايران الاسبوع المقبل لإجراء مباحثات مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تتعلق بموضوعات مختلفة بينها القضية العراقية .

وكان الاسد اجتمع الاسبوع الماضي مع وفد عراقي من إئتلاف quot;دولة القانونquot; برئاسة عبد الحليم الزهيري كبير مفاوضي الائتلاف ومستشار رئيس الوزراء نوري المالكي حيث اكد الرئيس السوري خلال ذلك حرص بلاده الدائم على إقامة أفضل العلاقات مع العراق ودعم أمنه واستقراره ووحدة أراضيه وشعبه وتأييد أي اتفاق بين العراقيين.