في الحلقة الثانية من حواره الخاص لـ quot;إيلافquot; يلقي جمعة الشوان الضوء على نجاحه في تجنيد ضابطة في الموساد تُدعى quot;جوجوquot; للحصول على معلومات من داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية، كاشفاً عن أن تلك الضابطة اعتنقت الاسلام، وتعيش في مصر حالياً باسم مستعار.
جمعة الشوان |
القاهرة: عاد قاهر الموساد البطل المصري جمعة الشوان بذاكرته الى الوراء مستذكراً كمّا بالغاً من حسناوات بنات صهيون، التي كلفتها المؤسسة الاستخباراتية في تل ابيب، للايقاع به في حبائل هواها أملاً في التأثير عليه لمعرفة حقيقة انتمائه، هل هو للمخابرات العامة المصرية ام للمؤسسة الاستخباراتية الاولى في اسرائيل، وعن ذلك يقول في حديثه الخاصة لـ quot;إيلافquot;: quot;لن اكون مبالغاً اذا قلت انني خلال احدى عشر عاماً قضيتها في عملي الوطني لخدمة بلادي، تعرضت لإغراءات ما يقرب من الف فتاة، إلا أنني كنت على يقين من غرضهن، وكنت مدرباً من قبل المخابرات العامة المصرية بشكل يحول دون وقوعي في شراك أي فخ نسائي.
وماذا عن ضابطة الموساد الاسرائيلية quot;جوجوquot;؟
تعرفت على جوجو في بريطانيا، وكانت جميلة جداً، وسعت بعد الاقتراب مني إلى الوقوف على حقيقة انتمائي، كما أنها رغبت في الحصول على معلومات معينة عن علاقتي بالمصريين، ولكنها فشلت في ذلك، بل أن السحر انقلب على الساحر، عندما نجحت في تجنيدها ضد الموساد، وحصلت منها على معلومات خطيرة من داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية، وعندما زادت ارتباطاً بي نقلت لي أحشاء الجيش الاسرائيلي، وتمكنت من خلال نفوذها الدخول إلى مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب، وامدتني بصور بالغة الأهمية من داخل المفاعل، وقمت بدوري بنقلها الى المخابرات المصرية العامة.
وكيف انتهت علاقتكما؟
يبتسم ابتسامة هادئة، ويقول: لن تصدق ولن يصدق احد عندما يسمعني أقول، ان جوجو ضابطة الموساد الاسرائيلية تعيش حالياً في مصر، بعد أن اعتنقت الاسلام، وتقيم مع اسرتها الصغيرة باسم مستعار، غير أن احداً لا يستطيع الوصول إليها، فالمخابرات المصرية تعلم جيداً الحفاظ على ابنائها، وكما أن المخابرات المصرية تخشى على أمن وسلامة جوجو، تخشى أيضا على سلامتي، سيما أن اسرائيل لن تنسى انني ضربتها في مقتل، عندما نجحت في خداعها لمدة احد عشر عاماً كاملة ولم ينته دوري في خدمة بلادي في تلك المهمة إلا بعد حرب اكتوبر بـ 19 يوماً.
ما المعلومات التي كانت تطلبها منك إسرائيل؟
اسرائيل كانت تطلب كل شيء يخص مصر والمصريين، لكنها كانت تركز في المقام الاول على المعلومات العسكرية والاجتماعية. امددتها بمعلومات بتكليف من المخابرات المصرية العامة عن قواعد عسكرية مهمة، وكان سلاح الجو الاسرائيلي يقوم بقصف تلك القواعد، ويرسل لي الموساد برقيات شكر، ولم تكن القيادة العسكرية في تل ابيب تعلم أن تلك القواعد كانت هيكيلية فقط، الأمر الذي كان يتسبب في تضليل تقارير تقدير الموقف التي كانت تعدها اسرائيل بشكل دوري عن الوضع العسكري في مصر.
وما قصة محل البقالة الذي افتتحته خلال تواجدك في القاهرة؟
في الحقيقة انا لست بقالاً، ولم اعمل في تلك المهنة إلا بعد ان طلب مني الاسرائيليون ذلك، ففي فترة معينة طلبوا مني افتتاح محل للبقالة وشراء سيارة مستعملة حتى لا أثير الشبهات حولي، اما عن محل البقالة فكان غرض إسرائيل منه، الوقوف على الحالة الاجتماعية والاقتصادية للشعب المصري، وذلك من خلال قراءة حجم المبيعات اليومية وتحليلها، وما السلع التي تشهد نقصاً في السوق المصرية والسلع المتوفرة، إلى غيره من معلومات حول السوق المصرية الحرة. وفيما يتعلق بالسيارة المستعملة فكان الغرض منها سرعة التنقل من مكان الى آخر بحثاً عن المعلومات المناسبة حول القواعد العسكرية، والتنقل من مقهى لآخر للوقوف عن انطباعات الشعب المصري عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي، الى غيره من معلومات.
كيف ساعدت مصر في حرب تشرين الاول/اكتوبر عام 1973؟
كانت الضابطة الاسرائيلية جوجو مصدراً شبه أساسي في الحصول على معلومات من اعماق المؤسسة العسكرية الاسرائيلية، فكانت تمدني بشكل يومي خلال حرب اكتوبر بمعلومات خطيرة وبالغة الحساسية، واعتقد أن هذه المعلومات كان لها بالغ الأثر في إنزال الهزيمة باسرائيل خلال يوم بدر quot;السادس من تشرين الاول/ اكتوبرquot;، وأتذكر تصريحات صادرة من الرئاسة المصرية في حينه أكدت أن حصولي من إسرائيل على جهاز استقبال معين هو الذي مكّن المصريين من عبور قناة السويس.
على ذكر الجهاز الذي حصلت عليه من اسرائيل، ما هويته، وكيف كنت تستخدمه، ولماذا كانت تل ابيب توليه تلك الاهمية؟
في حقيقة الأمر لم يكن جهازاً واحداً، وانما كانا جهازين، ولم احصل عليهما إلا بعد ان أوهمت الموساد بولائي الكامل له، فبتوفيق من الله وبتدريب مكثف من رجال المخابرات المصرية العامة، اجتزت بنجاح تام اختبار جهاز كشف الكذب، الذي وضعتني إسرائيل عليه لضمان انتمائي لها والعمل لصالحها ضد مصر، وبعد إجتياز الاختبار حصلت على الجهاز الأول عام 1972، وهو عبارة عن جهاز إرسال واستقبال، ويُصنف على رأس أفضل جهاز اتصال على مستوى العالم في حينه، اما الجاز الثاني فحصلت عليه بعد حرب تشرين الاول/ اكتوبر عام 73، وكان بمقدور هذا الجهاز ارسال واستقبال الرسالة بين القاهرة وتل ابيب في 6 ثوان فقط، وأذكر انني عندما سألت عن قيمته، وكنت اتوسط 18 ضابطاً من قادة الموساد، ابلغني احدهم أن قيمة هذا الجهاز تفوق قيمة الـ 18 ضابط الذي يقفون أمامي، مما يعني أن الجهاز كان يفوق في تقديره أي مبلغ مالي، كما اتذكر ايضاً أنه بعد تلقي الموساد رسالة من المخابرات المصرية العامة، يشكر فيها الجهاز المصري نظيره الإسرائيلي على امداده بجهاز الاتصال الخطير، مما يعني أنني اعمل لصالح مصر، قام 6 ضباط من الموساد بالانتحار، عندما أطلقوا النار على انفسهم.
كيف نجحت في خداع الموساد الاسرائيلي طيلة هذه السنوات؟
كفاءة المخابرات العامة المصرية وتوفيق الله كانا سنداً لي في كل خطوة اخطوها داخل اسرائيل وفي أوروبا، فضلاً عن انني كنت ابنا باراً لوطني وقوميتي وديني، فساعدتني تلك المقومات على أن اخدع الموساد طيلة احد عشر عاماً، ورغم أن اسرائيل كانت تعتبرني عميلاً مزدوجاً في فترة معينة، الا أن ولائي التام كان لبلدي مصر.
من هُم اكثر ضباط المخابرات المصرية العامة الذين اقتربوا منك واقتربت منهم في تلك الفترة؟
أكن كل الاحترام والتقدير لكافة ضباط المخابرات المصرية العامة، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر فؤاد نصار، واحمد اسماعيل علي، وامين هويدي، ولكن اكثر من عاشرتهم واقتربت منهم هو اللواء محمد عبد السلام محجوب وزير التنمية المحلية الحالي، ومحافظ مدينة الاسكندرية السابق، الذي يعرفه الناس باسم quot;الريس زكرياquot; في مسلسل quot;دموع في عيون وقحةquot; الذي قام ببطولته النجم المصري عادل امام.
على ذكر المسلسل الشهير، هل تجسد قصته حياة جمعة الشوان الحقيقي؟
في الحقيقة لم يعكس المسلسل سوى ما بين 5 الى 6% فقط من واقع قصتي، وكان ذلك بسبب ظروف أمنية خلال تصوير المسلسل، فكانت هناك اعتراضات معينة على سرد القصة بأكملها او بواقعها الحقيقي، ولكن عادل امام ادى الدور جيداً، لاقتراب روحه الكوميدية من روحي، رغم أنني كنت اعترض على قيامه بهذا الدور.
ما مبررات اعتراضك على عادل امام، وهل رشّحت في حينه شخصية اخرى للقيام بالدور؟
اعترضت على عادل امام بسبب انعدام وجه الشبه الشكلي والجسماني بيني وبينه، فعندما جلست مع المؤلف صالح مرسي، والمخرج يحى العلمي، للتفاوض حول انتاج مسلسل يجسد قصتي مع الموساد الاسرائيلي، ابلغاني بأن عادل امام هو الشخصية المرشحة لأداء الدور، فاعترضت بشده، وقلت عندئذ أنه لا يوجد وجه شبه بيني وبينه، ورشحت للقيام بهذا الدور نجمين آخرين، هما محمود مرسي، او فريد شوقي، فالأول كان يقترب مني شكلاً وجسمانياً، بينما كان يشبهني الاخر جسمانياً فقط، غير أن يحى العملي وصالح مرسي، أقنعاني بالموافقة على عادل امام، وفي الحقيقة ادى الاخير الدور ببراعة وحقق المسلسل نجاحاً واسعاً.
التعليقات