شهدت المسيرة المطالبة بإسقاط الحكومة التونسية المؤقتة الأربعاء في شارع الحبيب بورقيبة، مشاركة ملحوظة للإسلاميين، الأمر الذي ولد ردود فعل متباينة.


تونس: quot;أنا خايفة من هاد الناس، اليوم استغربت باش لقيتهم فالمظاهرة. ولكن احنا الشباب اللي درنا الثورة وحنا اللي نحافظو عليها من الإسلاميين ولا غيرهمquot; هكذا علقت الطالبة في كلية الحقوق، غير أن سيدة زغلامي بنبريك، أخت الصحافي التونسي الشهير توفيق بن بريك، قللت من تخوفات هذه الطالبة الشابة وقالت لـquot;إيلافquot;: لا أخاف من استغلال الإسلاميين أو غيرهم لثورة الشعب، سيقطع الطريق على كل من يستغل هذه الثورةquot;.

وأضافت quot;أنا مطمئنة على مستقبل الثورة، فقد صنعها الشعب وهي بيده، إنها ثورة الشباب وليست ثورة أحزاب أو تياراتquot;.

وعبرت مواطنة تونسية أخرى عن ثقة الجمعيات النسائية والحقوقية في الدفاع عن حقوق المرأة التونسية في حال إذا ما أوصلت الانتخابات المقبلة الإسلاميين من خلال حزب quot;النهضةquot; إلى الحكم.

وقد شهدت مسيرة اليوم الأربعاء حضورا لافتا للإسلاميين، ودخل أحد قادتهم في نقاش اتسم بالحدة مع مواطن تونسي عادي عندما كان هذا الإسلامي محمولا بالأكتاف من قبل أنصاره، وهو ما اعتبره الشاب التونسي محاولة لاستغلال ثورة شعبية لا يد للإسلاميين أو غيرهم فيها، وبعد مد وجزر أنزل أنصار quot;النهضةquot; هذا القيادي.

وقد حاول الإسلاميون الذين كانوا يتواجدون قرب رجال الأمن أن يثيروا انتباه وسائل الإعلام إلى حضورهم.

وفي محاولة للتقليل من هذا الحضور، قال إسلامي قدم نفسه أنه ينتمي إلى quot;النهضةquot; أن حضوره اليوم لهدف واحد هو quot;طرد ما تبقى من النظام الذي وضع الدستورquot;، وأضاف لـquot;إيلافquot; quot;أنا مواطن تونسي، مع الشعبquot;، ووعد بالاستمرار في الاعتصام إلى حين سقوط quot;رموز النظام السابقquot;.

إسلامي آخر قال إنه من مناضلي quot;النهضةquot; وأنه أمضى عشر سنوات في السجن وعانى ويلات الذل والمهانة على يد نظام بن علي، وأكد لـquot;إيلافquot; أن هذه مسيرة الشعب لا حزب quot;النهضةquot;، حتى وإن كان يمثله.

وقد حاول الإسلاميون أن يتميزوا عن غيرهم من المتظاهرين فحملوا الساعة الواحدة والنصف بالتوقيت المحلي (منتصف النهار والنصف بتوقيت غرينتش) نعشا باللونين الأسود والأبيض كتب عليه quot;التجمع الوطني الدستوري مات. الله لا يرحم كلابوquot;، وقد احتج عشرات من الحاضرين على هذا التصرف بالصفير.

ويبدو أن المواجهة بين الإسلاميين الذين أظهروا تنظيما في مسيرة اليوم وغيرهم من الأحزاب الديمقراطية ينذر بمواجهة قوية في الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في أجل مداه 6 أشهر.