كبير مستشاري الرئيس التركي لـ إيلاف (1-2)
لبنان في خطر واستئناف وساطتنا رهن بترك أطرافه تعنتها

يبدو أن الأزمة اللبنانية لن تجد طريقها إلى الحل قبل 24 ساعة من الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها الرئيس ميشال سليمان. ويتجه لبنان لمواجهة حادة في معركة اختيار رئيس جديد للحكومة بين سعد الحريري ومرشح تحالف حزب الله. وستكون المواجهة يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين متقاربة جدا، خصوصا بعد اعلان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الجمعة وقوفه الى جانب حزب الله.


بيروت: يبدأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان ظهر غد الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس الحكومة المكلف. وفي ظل ما تردد عن اتصالات داخلية وخارجية لتأجيل موعد الاستشارات، استبعد سليمان هذا التأجيل الذي وصفه بأنه quot;لا مبرر له باعتبار انه هو من دعا الى اجرائها ومن واجب كل من المعنيين ان يقوم بمسؤولياته وان يتحمل موجباتهاquot;.

وأضاف الرئيس اللبناني quot;ان لا شيء يدعو الى القلق من تداعيات الازمة السياسية على الاقتصادquot;، منبهاً الى ضرورة quot;عدم تأثير الازمة على الحياة اليومية للناس على ان يكون عنوان المرحلة المقبلة حقوق المواطنين ومطالبهمquot;. وكانت الأنباء تحدثت عن مصرف لبنان خلال الأسبوع الماضي مرات عدة بائعاً مئات الملايين من الدولارات للحفاظ على استقرار سعر صرف الليرة اللبنانية.

صورة لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وأمين عام حزب الله حسن نصرالله في محل لبيع الهدايا في جنوب لبنان

وكانت الأزمة اللبنانية محور الاجتماع بين وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان في قصر الإليزيه، وكذلك المشروع الفرنسي لعقد اجتماع لمجموعة اتصال حول لبنان. وقالت مصادر فرنسية مطلعة إن اجتماع مجموعة الاتصال يتوقف على ما يجري في لبنان، لا سيما الاستشارات النيابية الاثنين والثلاثاء، والوقائع على الأرض.

وتتجه الأنظار اليوم إلى موقف نواب الشمال المستقلين الأربعة، رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي والنائبين أحمد كرامي وقاسم عبدالعزيز، حيث سيعقدون اجتماعا ويصدرون بياناً يحدد الموقف من الاستشارات غداً.

وعلى صعيد متمصل أعلنت العلاقات الاعلامية في quot;حزب اللهquot; أن الأمين العام للحزب حسن نصرالله سيطل عند الثامنة والنصف مساء اليوم للتحدث عن quot;المستجدات والاوضاع الراهنةquot;. وأفادت أوساط في 8 آذار لـ quot;النهارquot; ان السيد نصرالله سيركز في اطلالته على موقف النائب وليد جنبلاط ومسار التفاوض مع الرئيس الحريري وبنود التسوية التي ألمح اليها في اطلالته الاعلامية السابقة.

الحريري يؤكد انه لم يصادق على ورقة للتسوية مع حزب الله

هذا وأكد رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان سعد الحريري امس السبت انه لم يوقع او يصادق على ورقة تفاهم مع حزب الله تتعلق بالتوصل الى تسوية بين الطرفين للازمة السياسية المستحكمة. وذكر مكتب الحريري quot;ان ما ورد خطأ عن مصادقة الرئيس سعد الحريري على بنود الاتفاق مع كل من الرئيس السوري بشار الاسد والامين العام لحزب الله حسن نصرالله، اوحى كما ولو انه جرى التوقيعquot; على وثيقة تتناول تسوية بين الطرفين.

وأوح ان هذا الامر quot;لم يحصل حتما، ولا اساس له من الصحة. فليس هنا اي توقيع او مصادقة، والامور بقيت في اطار المداولة ومن خلال سلة متكاملةquot;. وكان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط اعلن ان الحريري وافق على ورقة تتعلق بتسوية مع حزب الله لحل الخلاف المستحكم على خلفية المحكمة الدولية المكلفة النظر في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005.

وقال جنبلاط في مؤتمر صحافي ان المبادرة السعودية السورية التي نشطت على مدى اشهر بهدف ايجاد مخرج للازمة في لبنان، quot;كانت بنودها واضحة كل الوضوح ولا تحتمل اي مراوغة، وتنص على الغاء ارتباط لبنان بالمحكمة الدولية من خلال الغاء بروتوكول التعاون ووقف التمويل وسحب القضاةquot;. واكد انه اتفق مع الرئيس السوري بشار الاسد الذي التقاه السبت الماضي quot;على تثبيت بنود تلك المبادرة من خلال البيان الوزاري (للحكومة المقبلة) عبر النقاط الآنفة الذكرquot;.

ويتهم حزب الله المحكمة الدولية بالتسييس ويطالب بوقف التعامل معها، متوقعا ان توجه الاتهام اليه في جريمة الحريري، والد سعد الحريري الذي يتمسك بالمحكمة سعيا وراء quot;العدالةquot;. وتسبب الخلاف حول المحكمة بسقوط حكومة سعد الحريري الاسبوع الماضي اثر استقالة 11 وزيرا منها، بينهم عشرة وزراء لحزب الله وحلفائه.

يذكر أن جنبلاط أعلن وقوفه quot;الى جانب سوريا والمقاومةquot; في الازمة الحالية في لبنان، في اشارة الى تخليه عن حليفه السابق سعد الحريري وتبنيه مرشح حزب الله لرئاسة الحكومة المقبلة. وقال quot;اعلن الموقف السياسي المناسب لمواجهة هذه المرحلة وتعقيداتها وحيثياتها، مؤكدا ثبات الحزب (التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه) الى جانب سوريا والمقاومةquot;.

جعجع: مسار تسمية رئيس حكومة للبنان يشهد quot;صراعاً محموماًquot;

وأكد رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية سمير جعجع السبت ان الاستشارات النيابية المقررة بداية الاسبوع المقبل بهدف تسمية رئيس جديد للحكومة في لبنان ستجري في ظل quot;صراع محموم من اجل كل صوتquot;.

وقال جعجع في مؤتمر صحافي quot;نحن في سياق صراع كبير جدا ومحموم على كل صوت في المجلس النيابيquot;. واضاف quot;سنسعى بكل قوتنا وبكل جهدنا لمحاولة تامين الاصوات اللازمة حتى يتم تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدةquot;.

وقال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله نبيل قاووق بحسب بيان صادر عن الحزب ان quot;التطورات في لبنان كثيرة وخطيرة وقد دخلت البلاد في مرحلة جديدة عنوانها دفاع المقاومة عن كرامتها وسمعتها وانجازاتهاquot;.

وتوجه جعجع الذي ينتمي حزبه الى قوى 14 آذار، الى quot;نواب الامةquot; بالقول انه quot;يتوقف على تصرفاتكم بقاء هذه الامة او زوالهاquot;. وقال ان عملية تشكيل كرامي للحكومة اذا تمت تسميته quot;ستكون بين اللواء رستم غزالة والحاج وفيق صفاquot;، في اشارة الى مسؤول جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية قبيل انسحابها من لبنان اثر مقتل الحريري، ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله.

وحذر من ان وضع لبنان في ظل حكومة برئاسة كرامي quot;سيكون تقريبا كالوضع في غزة من ناحية الوضع الخارجيquot;. وتقاطع معظم دول العالم الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة بقيادة حركة حماس.

الأردن ومصر وفرنسا يدعون الى الحفاظ على الاستقرار في لبنان

من جانب أخر، دعا الاردن ومصر وفرنسا الى الحفاظ على استقرار لبنان الذي يمر بازمة سياسية خطيرة. وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة في ختام لقائه مع وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري ان quot;الاردن يدعو الى المحافظة على لبنان وامنه ووئامه الوطني ووحدته وسلامة اراضيهquot;.

واضاف ان quot;الاردن يشدد كذلك على ضرورة احترام الدستور والتقاليد السياسية هناك بما يحافظ على الامن والاستقرار وبما يحصن لبنان من كل التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية ويحفظ ويعزز سيادته تحت مظلة الشرعية الدولية وما تتضمنه من حقوق وضمانات للبنان والتزامات على عاتقهquot;.

وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط اكد السبت في القاهرة ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان. وقال ابو الغيط في ختام لقائه مع اليو ماري quot;لقد بحثنا ضرورة احترام الشرعية (في لبنان) وتطبيق اتفاقات الطائف بالكاملquot; في اشارة الى الاتفاق الذي وضع حدا للحرب الاهلية في 1989 ونص على التوازن بين اقطاب السلطة.

وقالت اليو ماري quot;لدينا الرغبة ذاتها في تمكين المؤسسات الدستورية اللبنانية من اعادة اعمار البلاد وتحقيق الاستقرارquot;. وقالت الوزيرة الفرنسية ان quot;تدخل المحكمة الخاصة بلبنان سيعزز المصالحة بين جميع اللبنانيين ويضمن الوحدة الوطنيةquot;.

من جهته أعلن الجيش اللبناني أنه اتخذ تدابير أمنية استثنائية في مختلف المناطق اللبنانية، بغية الحفاظ على الأمن والاستقرار. وقال بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني إنه quot;في إطار مهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار، ومكافحة الجرائم المنظمة على أنواعها، وسعيا لطمأنة المواطنين في ظل ما يتداوله البعض من شائعات غير صحيحة، اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المناطق اللبنانية كافة، ولا تزال تدابير أمنية استثنائيةquot;.