لا تزال غيمة ثقيلة تخيم على لبنان تمنع التكهن في مصير الأزمة السياسية التي دخلتها البلاد بعد إستقالة المعارضة من الحكومة.


بيروت: تحت عنوان ndash; quot;الحريري يخرج من الحكم بأصوات جنبلاطquot; قالت صحيفة (الأخبار) اللبنانية المقربة من حزب الله اليوم الجمعة في صدر صفحتها الأولى: laquo;فعلتها المعارضةraquo;، وقررت التوجه إلى تأليف حكومة من لون واحد، مستبعدة تيار المستقبل عنها. وسيمكّنها من ذلك تعهّد من النائب وليد جنبلاط للقيادة السورية وقيادة المعارضة بمنح مرشح الأخيرة لرئاسة الحكومة حاجتهم من أصوات أعضاء اللقاء الديموقراطي، في الاستشارات التي من المنتظر أن يجريها رئيس الجمهورية ابتداءً من يوم الاثنين المقبل. وحتى ساعة متأخرة من يوم أمس، تعددت الروايات حول عدد الأصوات الجنبلاطية التي ستصبّ في صف مرشح المعارضة لرئاسة الحكومة.

الذي بات مرجّحاً ndash; بحسب (الأخبار) - أن يكون الرئيس عمر كرامي. ففيما أشارت بعض المصادر إلى تعهد ب -7 أصوات من كتلة اللقاء الديموقراطي، رفعت مصادر أخرى العدد إلى 8، وبينهما، خرج من يقول إن جنبلاط تعهد بمنح المعارضة أصوات جميع أعضاء اللقاء الديموقراطي، أي 11 نائباً، بينهم النائب مروان حمادة، رغم علم رئيس الحزب التقدمي أنه سيكون من الصعب عليه أن يمون على أكثر من 8 أعضاء من كتلته في الحد الأقصى.

وبدورها علمت صحيفة (السفير) اللبنانية ان مشاورات مكثفة جرت في الساعات الماضية على مستويات مختلفة في المعارضة تمحورت حول المرشح العتيد الذي سيتم تبنيه من قبل جنبلاط وكتل المعارضة، بحيث تقدمت اسهم الرئيس عمر كرامي، من دون استبعاد احتمال بروز اسماء أخرى في اللحظة الأخيرة.

وقالت مصادر رئيس الجمهورية لـصحيفة quot;المستقبلquot; ان متابعة الجهود لاجتراح حلول للأزمة السياسية لا تزال متواصلة برغم موجة التشاؤم التي تعتري اللبنانيين، وهناك كلام سياسي جدي في هذا الاطار، وان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يسير في اتصالاته في اتجاهين، الأول سياسي اقليمي وداخلي مع كل الأطراف لاحداث ثغرة في جدار الأزمة، والثاني أمني مع الجهات الأمنية المختصة والمراجع السياسية المعنية لمنع أي تجاوزات تحصل في الشارعquot;.

ونفت المصادر امكانية ان تؤجل الاستشارات النيابية يوم الاثنين المقبل، كما نفت علمها بزيارة مرتقبة لرئيس الجمهورية إلى دمشق، علماً ان اتصالاته لم تنقطع مع كل الأطراف الاقليمية في هذا الاطار.

وقال النائب نبيل دو فريج لـquot;المستقبلquot; ان quot;هناك ضغوطاً كبيرة تمارس على الشارع اللبناني وعلى النوابquot;.

وكشف مصدر واسع الاطلاع لـصحيفة quot;اللواءquot; انه بإنضمام الاصوات الجنبلاطية الثمانية اضافة الى صوت النائب نقولا فتوش، تميل كفة الرئيس عمر كرامي الذي ستسميه قوى الثامن من آذار بأرجحية 66 صوتا في الاستشارات النيابية يومين الاثنين والثلاثاء المقبلينmiddot;

واوضح المصدر ان جنبلاط ابلغ رئيس حكومة تصريف الاعمال بقراره المستجد، قائلا له انه تعرض لتهديد مباشر بأنه في حال تخلف عن اتخاذ القرار المناسب فإن تحركات سيشهدها الجبل (من داخله ومن خارجه) وصولا الى المختارة، والرسالة ستكون واضحة وقاسيةmiddot;

واكد المصدر ان قوى الثامن من آذار ستمضي، بعد تسمية كرامي، في تشكيل حكومة حتى لو رفض تيار lt;المستقبلgt; وحلفاؤه المشاركة فيهاmiddot;

وقال: ان قوى الثامن من آذار تملك خريطة عمل شبه منجزة لمسار الحكومة الجديدة، تبدأ بفتح عدد من الملفات القضائية المرتبطة بالاعوام الخمسة الفائتة، في مقدمها تملك سوليدير 330 الفا متر مربع عبر ردم البحر بين مجمع بيال للمعارض وفندق سان جورجmiddot;

ورجحت مصادر مطلعة عقد قمة لبنانية - سورية في خلال اليومين المقبلين، وقبل موعد الإستشارات الذي بات مرجحاً بقوة، بعدما انتفت الحاجة إلى تأجيلهاmiddot;

وقال المحرر السياسي في صحيفة quot;اللواء أن اوساطا سياسية اعتبرت كلام الحريري يوم أمس بمثابة استعادة للمشهد السياسي الذي كان سائداً في العام 1998 عند بدء ولاية الرئيس السابق إميل لحود، وفي خريف العام 2004 عند التمديد له، بكل ما حفلت به تلك المرحلة من صعوبات وتحديات داخلية وخارجية، خاصة على صعيد المواجهة المحتدمة حالياً بين محور دمشق - طهران وquot;حزب اللهquot;مع المجتمع الدولي والتي أخذت الوضع اللبناني ساحة لتصفية صراعاتهاmiddot;

وتقول صحيفة (الأخبار) ان رئيس حكومة تصريف الأعمال، سعد الحريري، بدا كمن يعترف بالواقع المستجد، وأكد في خطاب ألقاه من منزله عند الساعة 1900 من مساء أمس أنه laquo;إذا كان المطلوب إبعاد سعد الحريري عن رئاسة الحكومة، فلا بأس. هناك مسار دستوري، نرتضي أي نتائج يمكن أن تنشأ عنه، وبغضّ النظر عن مناخات الترهيب التي تحيط بهذا المسار في الشارع وغير الشارعraquo;. وفيما سرت شائعات طوال يوم أمس عن أن الحريري سيعلن عزوفه عن الترشّح لرئاسة الحكومة، أكد رئيس تيار المستقبل أنه laquo;ملتزم ترشيحه لرئاسة الحكومة من كتلة نواب laquo;المستقبلraquo; ومن سائر الحلفاءraquo;.