دعا معارضون سابقونيشاركون في الحكومة إلى اليقظة من المخاطر التي تهدد مكاسب ثورة الياسمين.


تونس: دعا معارضون سابقون يشاركون في الحكومة التونسية الموقتة، الاحد الى quot;اليقظةquot; للتصدي quot;للمخاطرquot; الداخلية والخارجية التي تهدد مكاسب quot;ثورة الياسمينquot;، وسط ضغط الشارع لاسقاط الحكومة.

وتكررت الدعوات الى quot;اليقظةquot; في اجتماع عام عقدته الاحد حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا) في حي المنزه الراقي بالعاصمة، فيما وصلت الى العاصمة quot;قافلة التحريرquot; الاتية من مناطق الوسط الغربي الريفية بهدف معلن يتمثل في اسقاط الحكومة والتخلص من رموز حكومة زين العابدين بن علي فيها.

ودعا بيان لحركة التجديد وزع خلال الاجتماع الى quot;مواصلة اليقظة (...) بهدف الدفع الى تحقيق المطالب المشروعة وحماية مكاسب الثورة وانجاز مهام المرحلة الانتقالية نحو الاصلاح السياسي المنشودquot;، في حين اكد محمود بن رمضان عضو المكتب السياسي للحركة quot;نحن داخل الحكومة ونناضل من الداخلquot;.

وفي الاتجاه ذاته، اكد احمد ابراهيم زعيم الحركة ووزير التعليم العالي quot;لقد دخلنا الحكومة لتفادي حدوث فراغ تامquot;، مضيفا ان quot;السلطة اليوم بيد الحكومة ولكن ليس لوحدها. هناك بالتوازي لجنة عليا للاصلاح السياسي مفتوحة لكل الحساسيات وهذه اللجنة هي مصدر الوحي وهي التي تصدر التوجيهات للحكومةquot;.

واوضح ان اسقاط الحكومة الحالية quot;يعني الفوضى او تولي الجيشquot; مقاليد الحكم. كما اشار بوضوح الى الزعيم الليبي معمر القذافي كخطر خارجي، وقال في هذا السياق quot;وجدنا انفسنا امام فراغ كامل، اما ان نملا هذا الفراغ ونتحمل مهمة انقاذ الوطن والتحول الديموقراطي والا البدائل المغلوطة والفوضى التامة التي سعى اليها بن علي وحلفاؤه من القذافي وغيرهquot;.

ورغم دعوة الجنيدي عبد الجواد الناطق الرسمي باسم حركة التجديد الى اعادة النظر في تركيبة الحكومة بهدف انقاذها quot;من العناصر التي يمكن ان يشملها البحث في قضايا فساد اقتصادي او تلاعب باملاك الدولة (...) وتعزيزها بوجوه جديدةquot;، فقد شدد على quot;وضع اليد في اليد واليقظة لحماية الثورة من المخاطر الداخلية والخارجيةquot;.

وكان ماهر حنين ممثل الحزب الديموقراطي التقدمي الممثل في الحكومة الموقتة بزعيمه احمد نجيب الشابي، اكثر وضوحا في الاشارة الى المخاطر التي يعتبر انها محدقة بثورة الياسمين.

وقال في الاجتماع quot;بعد ساعات من سقوط بن علي (...) كانت قوة اقليمية جارة عبر العقيد معمر القذافي تهدد علنا ثورة الشعب التونسي، وكانت القوة الروحية القطرية القرضاوي تهدد الشعب التونسيquot;، في اشارة الى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي.

وخاطب القرضاوي قائلا quot;يا شيخ، شباب تونس الحالي واحفاد الشيخ الطاهر الحداد (مصلح تونسي دعا الى تحرير المرأة في بداية القرن الماضي) والشيخ بن عاشور (صاحب تفسير التحرير والتنوير) وابو القاسم الشابي يقولون لك : لن تمرواquot;.

كما انتقد بشدة قيادات من حزب النهضة الاسلامي مشيرا الى راشد الغنوشي وقائلا انه quot;بالامس هرول مسرعا لتهنئة صخر الماطري (صهر بن علي) باذاعته وبنكه الاسلاميquot;. ومع ذلك دعا الى عدم منع اي جهة من العمل السياسي بمن فيهم الاسلاميون والحزب الحاكم سابقا مؤكدا ان quot;تونس للجميع وتتسع للجميعquot;.

من جهتها دعت سناء بن عاشور رئيسة جمعية النساء الديموقراطيات الى quot;يقظة ديموقراطية للقطع التام مع الماضي ولكي يمر الوطن الى الديموقراطية ونعيش معا في تعدديةquot;، مشددة على quot;يقظة ديموقراطية خاصة بشأن حقوق المراةquot;.

وفي هذا الشأن، قال احمد ابراهيم ان quot;هناك من هو مستعد للتراجع عن مكاسب الحداثة وحرية المراةquot; في اشارة واضحة الى الاسلاميين. وتأتي الدعوات الى quot;اليقظةquot; مع الحفاظ على الحكومة الموقتة غداة مطالبة قوى اخرى منها حزب المؤتمر من اجل الجمهورية بزعامة منصف المرزوقي بحل الحكومة التي يهيمن عليها رموز من فريق حكومة بن علي والابقاء فقط على الرئيس الموقت فؤاد المبزع quot;من اجل استمرارية الدولةquot;.

وندد حزب المرزوقي بما سماه quot;علةquot; الخوف من الفراغ معتبرا انه quot;فزاعة لا تخرج عن اطار الخطاب القديم الذي يحاول اخافة الناس لشل حركتهمquot;. في المقابل، قال عادل الشاوش عضو مجلس النواب عن حركة التجديد لفرانس برس quot;قلنا ان الحكومة الموقتة لا تمثل الشعب انما من اجل عدم السقوط في الفوضى ولتوفير اطار للمسار الديموقراطي والاصلاح السياسيquot;.

واضاف ان quot;معرفة نبض الشارع لا يتم بالمظاهرات مهما كان عددها بل عبر الانتخاب، فليتركوا هذه الحكومة، مع التزام اليقظة، تجري انتخابات وحينها بامكان من ينجح في انتخابات حرة ونزيهة ان يقول انا امثل الشعب ويتحدث باسمهquot;.

وتأتي هذه التجاذبات السياسية في تونس حول مستقبل البلاد بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي، وسط تواصل التظاهرات يوميا في مختلف المناطق وخصوصا في العاصمة.

ويطالب المتظاهرون بحل الحكومة فيما تطالب المركزية النقابية ذات الثقل الكبير والتي سحبت وزراءها الثلاثة من الحكومة الموقتة، باخراج رموز النظام السابق منها.