شنت قيادات فلسطينية حملة على قناة الجزيرة الفضائية بعد ما بثته من وثائق وصفتها بالسرية وتستعرض جلسات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية خلال العقد الماضي، وهددت السلطة الفلسطينية بمقاضاة القناة وكشف مؤامرتها.


تتواصل في الأراضي الفلسطينية ردود الفعل المنددة بقناة الجزيرة الفضائية في أعقاب ما قامت بنشره من وثائق تتعلق بالمفاوضات الفلسطينة الإسرائيلية. وكانت المحافظات الفلسطينية شهدت مسيرات عديدة بمشاركة عشرات الآلاف من المواطنين الذين أكدوا رفضهم لما نشرته القناة، واتهموها بالتلفيق والتزوير وتسويق المخططات الإسرائيلية، كما جددوا خلالها تأييدهم ومبايعتهم لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وقال الرئيس محمود عباس: quot;إن الرد على الأكاذيب والتحريفات التي جاءت فيما يسمى وثائق كشف المستور، رد عليها الشعب الفلسطيني بكل مكوناته بعفوية مطلقة، قائلا: quot;لا للأكاذيب، ولا تلعبوا معنا هذه اللعبة الرخيصة، لأننا نعرف أنفسنا والشعب يعرف تماما بأنه لا يمكن، ولن يمكن أن نفرط في ثوابتهquot;.

وأضاف خلال استقباله يوم أمس، وفدا من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، أن quot;هذه الأكاذيب حاولوا أن يروجوها، لأنهم اعتقدوا أن ما حصل في تونس يمكن أن يحصل هنا، وربما أسهل، ولكن نحن نعرف أنفسنا، والشعب يعرف تماما بأنه لا يمكن ولن نفرط في ثوابتهquot;.

وتابع الرئيس quot;لقد ظنوا أن بإمكانهم أن يقضوا علينا من خلال قناة فضائبة، ولكن الرد جاء من الشعب الفلسطيني بكل مكوناته ليرد على هذه الترهات والتحريفات، وليرد على الأكاذيب التي حاولوا التحضير لها أكثر من 6 شهور بسرية تامة كأنهم يخترعون الذرة وجاءوا بما أسموه الوثائق لكشف المستور، وكشفوا المستور وانكشف سترهمquot;.

وقال عباس: 'لا يمكن أن نفرط بالقدس كعاصمة لدولة فلسطين، ولا توجد دولة فلسطينية بدون القدس وحدود عام 1967 لا تنازل عنها، وهنا أقول ان الدولة ذات الحدود المؤقتة رفضت منذ 7 سنوات وستبقى مرفوضة إلى يومنا هذا'quot;.

مقاضاة الجزيرة

وفي إطار ردود الفعل الرسمية تجاه ما قامت به الجزيرة من نشر لوثائق تتعلق بالمفاوضات مع الإسرائيليين أعلن وكيل وزارة العدل خليل كراجة أن السلطة الفلسطينية بصدد مقاضاة القناة وأنه يجري التحضير لرفع دعوة قضائية على الجزيرة بسبب ما نشرته مؤخرا كونه يرمي إلى تشويه صورة ومواقف السلطة ورموزها الوطنية.
وقال قراجة في حديث لوكالة معا الإخبارية: quot;لقد قمنا بإجراء اتصالات على أكثر من مستوى ومع خبراء قانونيين لدراسة امكانية تحريك مثل هذه الدعوة القضائيةquot;، لافتا في الوقت ذاته إلى تنفيذ عدد من الاجتماعات واللقاءات بهذا الخصوص.
وكان رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات قال في حديثه للصحفي أحمد منصور أثناء لقائه معه ضمن برنامج بلا حدود على فضائية الجزيرة إنه سيقاضيهم على هذه الاتهامات.
كما ألمحت بعض المصادر الفلسطينية إلى احتمالية قيام السلطة الوطنية بتوجيه طلب رسمي لدولة قطر لاستدعاء وضاح خنفر مدير قناة الجزيرة الفضائية بغية التحقيق معه حول كيفية وطريقة تسريب هذه الوثائق وتلفيقها. واعتبر مراقبون وسياسيون بأن ما قامت به quot;الجزيرةquot; يصل إلى مستوى محاولة التصفية السياسية للسلطة الفلسطينية ورموزها الوطنية.


الجزيرة ترتكب quot;حماقة إعلاميةquot;

وأكد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد المجيد السويلم في لقاء خاص مع quot;إيلافquot; أن قناة الجزيرة ارتكبت quot;حماقة إعلامية من الدرجة الأولىquot; بحيث يبدو أن هذا الموضوع quot;سلق على عجلquot;. وأوضح أن شيئا ما قد اضطر قناة الجزيرة على ما يبدو لنشر هذه الوثائق بهذا التعجل الأمر الذي أدخل القائمين عليها في مأزق كبير بعد عرض وثائق بها quot;تناقضات وتلاعب في الاستنتاجاتquot;.
وقال السويلم: quot;هناك ترتيب من نوع معين، وكان الأجدر بمثل هذه القناة التي تتمتع بدرجة كبيرة من الأهمية أن لا تقع بمثل هذه المطباتquot;. وأضاف: quot;لا أعرف إذا ما كان هناك أهداف سياسية ترتبط مباشرة بمثل هذا النشر، لافتا إلى أن التوقيت الذي نشرت فيه هذه الوثائق غير موفق من زوايا كثيرةquot;.
ولفت إلى أن الموقف الفلسطيني الرسمي حالياً يعد في أوج صموده السياسي كما أن السلطة الوطنية الفلسطينية تتقدم بشكل ملموس على خارطة العالم وعلى مستوى تحشيد الاعتراف بالدولة الفلسطينية في وقت تواصل فيه أيضا بناء المؤسسات الوطنية وتعزيز مقومات الدولة.


وبين السويلم، أنه ومن هذه الزاوية يبدو التوقيت الذي قامت فيه الجزيرة بنشر الوثائق مريب وغير عقلاني وغير منطقي، موضحا أنه لا يفهم تماما ما الذي تريد أن تقوله الجزيرة من خلال هذا النشر خصوصا quot;أنه تم التلاعب في الكثير من القضايا التي طرحتquot;. وأكد السويلم أن الجزيرة قد quot;وقعت في مطب كبير ومؤسف لا يليق بشبكة اكتسبت هذه الأهمية الاعلامية والشعبية على مستوى العالمquot;.
وقال: quot;أعتقد بأن الخطيئة التي ارتكبتها الجزيرة ستدفع ثمنها غاليا من التأييد الشعبي ومن المصداقية التي حاولت أن تلصقها بنفسها خلال الفترة الماضيةquot;، مشددا على ضرورة تنظيم السلطة لعملية الرد على هذه التلفيقات.
وأضاف: quot;أعتقد أن التلفيق والتضليل واضح، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه يقف إلى جانب الطرح بمقاضاة الجزيرة لأن عملية التزوير بينة وواضحة. وأوضح السويلم أنه من المستحيل أن تكون السلطة قد وافقت على نسبة تبادل الأراضي حسب ما نشرته الجزيرة 1-50 وأنه لا يمكن تصديق هذا الافتراء على الاطلاق.


وشدد على ضرورة توجيه السهام إلى كل هذا النمط من الإعلام quot;الاصفرquot; الذي quot;يعهرquot; القيم الوطنية والديمقراطية وكل ما هو قومي وشريف. وأشار إلى أن النتيجة التي يمكن حصدها من النمط القائم في الجزيرة هو التفتيت والتقسيم والشرذمة وافقاد المواطن العربي للأمل والقدرة على الانجاز.
وقال: quot;يمكن الخروج من برامج الجزيرة بنتيجة واحدة هي أن كل شيء في هذا الوطن العربي سيء وحقير ومنحط، مبينا أن هذا النمط يعد اعلاما خطيرا وخطيرا للغايةquot;. وأوضح السويلم أن الرد الجماهيري ونزول الآلاف من المواطنين إلى الشوارع كان ردا ضروريا لأن الشعب الفلسطيني شعب حساس لغريزته الوطنية وهويته.
وذكر أن ما قامت به جموع المواطنين في الرد على الجزيرة كان نتاج شعورها quot;بالاستفزازquot; مما قامت به القناة والذي كان بمثابة عملية مدبرة وليست له أهداف نقدية وتوجهاتها كانت غير شريفة، لافتا إلى ان التحركات الجماهيرية كانت ردا واضحا ومعبرا للجزيرة.


الشوارع ومنابر المساجد ترد على الجزيرة
هذا وشهدت المحافظات الفلسطينية مسيرات شارك بها آلاف المواطنين ردا على ما قامت به الجزيرة من نشر لوثائق اعتبروها مزيفة وملفقة وكذلك لتأييد الرئيس محمود عباس ومبايعته ففي محافظة نابلس خرج الآلاف من المواطنين في مسيرة حاشدة ردد خلالها المشاركون هتافات من أبرزها quot;لاتهتم يا عباس الجزيرة راح تنداس... الجزيرة إسرائيلية وشوفو القواعد الأميركيةquot; في حين وصفها البعض بأنها quot;الخنزيرةquot;.
وقال أمين سر حركة فتح في نابلس محمود اشتية إن قناة الجزيرة تنفذ مخططات وزير الخارجية الاسرائيلي المتطرف ليبرمان الهادفة الى اسقاط النظام السياسي الفلسطيني لا سيما بعد quot;الصمود الاسطوريquot; الذي أبداه الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية في رفض استئناف المفاوضات في ظل الاستيطانquot;.


وأكد اشتيه أن خروج آلاف المواطنين بنابلس كان دليلا واضحا على أن كافة quot;الفبركات الاعلاميةquot; التي بثتها قناة الجزيرة لا ولم تنطل على الفلسطينيين الذين خاضوا وما زالوا معركة التحرر الوطني الفلسطيني.
وقال: quot;إن الجزيرة قد فشلت لأنها اعتقدت أن الجماهير ستخرج ضد السلطة الفلسطينية ولكنها خرجت لتقول لا للمخططات الاسرائيلية - الأميركية التي تؤدها قناة الجزيرةquot;.
وأضاف: quot;أن قناة الجزيرة القطرية طعنت الشعب الفلسطيني من الخلف ببث هذه الأكاذيب والفبركات الإعلامية ولكننا نقول إننا صامدون ومتمسكون بحقوقنا وبقيادتنا التي أثبتت عبر التاريخ إنه لا تنازل عن الثوابت الفلسطينيةquot;.
بدوره، قال نصر أبو جيش عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني في كلمته: quot;إن الحزب يرفض كافة محاولات الجزيرة القطرية لتشويه نضالات شعبناquot;، معتبرا أن ما قامت به القناة يهدف الى شق الصف الفلسطيني وتعزيز الانقسامquot;.


وفي مدينة طولكرم خرج أكثر من عشرة الاف متظاهر فلسطيني في مسيرة حاشدة جابوا عدة أحياء في شوارع المدينة، ونددوا خلالها بمواقف قناة الجزيرة القطرية ورفعوا شعارات وصورا للرئيس محمود عباس تؤكد التحامهم الشامل والكامل معه.
كما وخرج الآلاف من أهالي جنين، بمسيرة حاشدة منددة بسياسة قناة الجزيرة القطرية وتأكيدا على مبايعة الرئيس محمود عباس بمشاركة محافظ جنين قدورة موسى وقائد المنطقة العقيد راضي عصيدة وعدد من المؤسسات والسياسيين والمواطنين.


وأكد المتظاهرون على التمسك بالثوابت الوطنية وسلموا المحافظ وثيقة تؤكد على الالتزام بالشرعية الفلسطينية، وكان من بين الشعارات التي تم رفعها صورة لعلم إسرائيل بجانب شعار الجزيرة. وقال أمين سر حركة فتح في جنين عطا ابو رميلة: quot;إن الجزيرة هي قناة الانقسام العربي الاسلاميquot;، مؤكدا أننا لن نسمح للجزيرة أن تمرر المخطط الامريكي الاسرائيليquot;.
من جهة أخرى، تركزت خطب الجمعة في محافظات الضفة الغربية على ما أقدمت عليه قناة الجزيرة الفضائية وأشار الخطباء في مساجد الضفة إلى أن هذه القناة تلعب دوراً في تعميق الانقسام وتواصل التحريض على القيادة الفلسطينية، مؤكدين في الوقت ذاته أن الشعب الفلسطيني يقف موحدًا خلف قيادته.


واستنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الدكتور محمود الهباش خلال خطبة الجمعة في مسجد جمال عبد الناصر الحملة المحمومة التي شنتها قناة 'الجزيرة' ضد السلطة الوطنية، والرئيس محمود عباس. وقال: quot;إن قناة الفتنة ادعت أن الرئيس كان يعلم عن الحرب التي ستشن على قطاع غزة، إلا أنها لم تقل أن قادة حماس كانوا يعلمون عنها، وأن الرئيس دعا قادة حماس مرارا إلى تمديد التهدئة لحقن دماء شعبنا في القطاع، إلا أنها رفضت ذلك، وكان الضحية أبناء شعبنا هناك، واليوم جددوا التهدئة تلقائيا منذ عامين بشكل متواصل ومن طرف واحد فقطquot;.
وشدد الهباش على أن شعبنا واع حيث أفشل مخططات 'الجزيرة' في ما ادعته quot;كشف المستورquot;، مؤكدا أن شعبنا وقيادته يفهمون جيدا خطورة هذه الفتنة التي أطلقتها الجزيرة، إضافة إلى جميع فصائل العمل الوطني والمعارضة الذين وقفوا جميعهم إلى جانب الرئيس ضد مخططات قناة 'quot;لفتنةquot;.


ولفت الهباش إلى أن الجزيرة اجتزأت العبارات من دون إكمال معانيها وبنت عليها مواقفها، بعد إضافة الأكاذيب، لضرب القضية الفلسطينية، وقيادتنا الشرعية. وأوضح أن هذه الافتراءات خرجت بعد لقاء مدير القناة في الدوحة، بالقيادات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن ما بثته قناة quot;الفتنةquot; ومن يحضنها ويساندها ويمولها، جاء خدمة للعدو الإسرائيلي، ضد مقدساتنا وأبناء شعبنا.


وقال: quot;في الوقت الذي تشن به إسرائيل ورئيس وزرائها حملة ضد الرئيس محمود عباس وتصفه quot;بأنه أخطر رئيس عربي على إسرائيل يجب التخلص منهquot;، تأتي الأوامر لقناة الفتنة ببدء شن حملة على السلطة الوطنية والسيد الرئيس، لتقويض جهوده الحكيمة بالحفاظ على الثوابت الوطنية، وانتزاع اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريفquot;.
ودعا الهباش إلى مقاطعة الجزيرة التي تحاول زعزعة الشارع الفلسطيني وإثارة الفتنة، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني أحبط محاولة quot;الجزيرةquot; لتشويه صورة السلطة الوطنية ورموزها.
كما سارت الأمور في مختلف مساجد الضفة الغربية على هذا المنوال حيث أوضح الخطباء أن قناة الفرقة والانقسام في كل برامجها همها الاول هو إثارة الفتن في فلسطين والتحريض الدائم على القيادة والشعب وأن همها ارضاء أسيادها .


عريقات سيفجر قنبلة في وجه الجزيرة
وفيما يتعلق بهذه الوثائق وفي ردود الفعل المتواصلة أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات في لقاءات صحافية أنه سيفجر خلال أيام قنبلة من العيار الثقيل ضد قناة الجزيرة الفضائية، مشيرًا إلى أنه سيكشف ما لديه من وثائق حول من يقفون وراء الحملة وما أسماها quot;محادثاتهم مع الإسرائيليين والأمريكيين وغيرهمquot;.
وشدد عريقات أنه quot;سيبين للقاصي والداني وبالوثائق المؤكدة هدف القناة القطرية من نشر وثائق المفاوضات بين السلطة وquot;إسرائيلquot;، وحقيقة الأطراف التي تقف خلفها.

واعتبر أن ما نشرته الجزيرة يعد أكبر تحريض وتزييف في تاريخ العرب، متحديا الجزيرة بكشف حقيقة الموقف الفلسطيني من اللاجئين كما ورد في الوثائق. وقال: quot;للأسف الجزيرة لم تنشر مواقفنا التفاوضية، الجزيرة تقول أن لديها 1600 وثيقة ولم تنشر حتى الآن إلا محاورات تطرح حول اللاجئين، لا تعبر عن موقفنا من اللاجئين، أنا أتحدى الجزيرة إذا كانت لديها الوثائق أن تنشر الموقف الفلسطيني عن اللاجئينquot;.
وقال: quot;سأتحمل المسؤولية الكاملة في حال أثبت التحقيق الفلسطيني الداخلي الذي من المتوقع - أن تعلن نتائجه خلال الأيام القادمة- أن الوثائق سربت من مكتبيquot;. وأضاف quot;الوثائق الحقيقية ستكون حكما بيننا وبين ما كشفته الجزيرة، حتى يتبين للقاصي والداني التحريض غير المسبوق في تاريخ العرب، والذي يهدف إلى معاقبتنا لأنا صمدنا على حقنا ولم نتنازل، متساءلا في الوقت ذاته أنه ولو صحت ادعاءات الجزيرة لماذا لم توقع إسرائيل اتفاقا معنا؟quot;.
مركزية فتح تؤكد علانية المواقف الفلسطينية

وفي إطار ردها على ما تناقلته قناة الجزيرة الفضائية عقدت اللجنة المركزية لحركة فتح اجتماعا تدارست خلاله قضية الوثائق المتعلقة بالمفاوضات والتي نقلتها فضائية الجزيرة وأكدت اللجنة في بيان لها حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه أن قيادة الحركة تطمئن الشعب الفلسطيني بأن المشروع التحرري الوطني لا يخضع لابتزازات سياسية، أو مساومات اقليمية.
وأكدت أن محاولات الاستهتار بوعي وذكاء الشعب الفلسطيني والأمة العربية لاتعني quot;الا هجوما غادرا من الخلف يهدف لاختراق موانع صمود الشعب وقيادته السياسية وثباته على تمسكه بحقوقه المشروعةquot;.

وقالت: quot;إن هجوم قناة الجزيرة الإعلامي جاء في ظل اشتباك سياسي فلسطيني حاد مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي المدعومة من الإدارة الأميركية وهذا ما يدعو للتساؤل عن المستفيد مباشرة من هذه الحملة، التي تأتي متزامنة مع حملة على حركة فتح، رائدة المشروع الوطني بهدف إضعاف جبهتنا الداخلية الفلسطينية تمهيدا لتمرير مشاريع حكومة الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني المرحلية، والضغط علينا لقبول خطة ليبرمانquot;.

وأضحت اللجنة في بيانها أن حركة فتح تؤكد أن كل مواقف القيادة الفلسطينية معلنة، وأنه لا أسرار فيما يتعلق بالحقوق الثابتة والمشروعة وأن أي اتفاق يتم سيعرض على الشعب الفلسطيني كما أنها مستمرة في تمسكها بالثوابت الفلسطينية.

وبينت اللجنة أن القيادة الفلسطينية كانت ومازالت تحرص على وضع الشعب الفلسطيني في صورة التطورات وأن القوى الوطنية الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية على علم بتفاصيل المفاوضات ومفاصلها ألأساسية، وكما أن الجامعة العربية، والقادة العرب مطلعون أولا بأول على أحداث وتطورات ومجريات المفاوضات.

ولفتت مركزية فتح إلى أن تأكيد رئيس طاقم المفاوضات بأن الوثائق والخرائط مجتزأة وليست أصلية يبين بوضوح أن المستهدف أولا هو صمود الشعب الفلسطيني وانجازاته السياسية. وأشارت اللجنة أيضا إلى أنها تعتبر الحملة بمثابة عملية اغتيال سياسي يستهدف رئيس حركة التحرر الوطنية الفلسطينية ورئيس الشعب الفلسطيني، ونسف الانجازات السياسية التي حققها الشعب على صعيد بناء مؤسسات السلطة الوطنية، وقطع الطريق على الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس، وهجوما من الخلف لاجهاض المشروع الوطني الفلسطيني كمشروع تحرري ديمقراطي تقدمي في المنطقة العربية.

وحذرت اللجنة في بيانها قناة الجزيرة ووسائل الإعلام التي تتبنى حملتها من الانزلاق في فخ الدعاية المنظمة ضد القيادة الفلسطينية بغرض التأثير السلبي على الروح المعنوية للشعب الفلسطيني والموقف السياسي المتقدم، داعية في الوقت ذاته إلى عدم الاصطفاف في الجبهة المعادية لطموحات وأهداف الشعب الفلسطيني.

المركز الإعلامي الحكومي يؤكد أن الحملة لتقويض الانجازات

من جهته قال مدير المركز الإعلامي الحكومي الدكتور غسان الخطيب، في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot;: quot;إن قناة الجزيرة تعمدت تشويه وتحريف الملاحظات المدونة التي قامت بنشرها بطرق تهدف للنيل من الإنجازات التي تراكمها السلطة الوطنية لتحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة الدولةquot;.

وأضاف: quot;أن الجزيرة تريد من خلال التشويه المتعمد لما جاء في ما تسميه محاضر اللقاءات تقويض التقدم الذي تحرزه السلطة على المستوى الدولي لتوسيع الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، والمساس بمنظمة التحرير وتقويض شرعيتهاquot;.

ولفت إلى أن quot;الجزيرةquot; نشرت ما أسمته محضر اجتماع لرئيس الوزراء مع مبعوث الرباعية طوني بلير، تزعم من خلاله أنه يعارض فتح معابر القطاع، وهو أمر فيه محض افتراء وتضليل مقصود، ويتناقض تماما مع ما نشرته الجزيرة ذاتها في ما تسميه محضرا على موقعها الإلكتروني، الذي جاء في نصه: أن 'فياض كان يتحدث مع بلير، ويطالبه بضرورة فتح معابر القطاع بالتنسيق مع السلطة الوطنية، مدينا بشدة إجراءات إسرائيل الأحادية التي تستهدف تقويض مكانة السلطة الوطنيةquot;.

وأوضح أن هذا الأمر يؤكد أن الحديث لم يكن يجري عن فتح أو عدم فتح المعابر، وإنما عن آلية عمل هذه المعابر. متسائلا: كيف يمكن أن يكون د.فياض يطالب بتواجد السلطة على المعابر والتنسيق معها وفي نفس الوقت يطالب بعدم فتح المعابر كما تزعم الجزيرة؟!. وأكد د.الخطيب أن الجزيرة لم تنجح حتى في إخراج تحريفها وتلاعبها بالمواقف، بل قدمته بطريقة مكشوفة لا يمكن أن تنطلي على أحد.