يواجه الثوار الليبيون الذين يحاولون السيطرة على سرت ممانعة شعبية شديدة.


اهالي سرت يفرون منها بسبب المعارك

فيما تواصل قوات المجلس الانتقالي ضغطها على قوات القذافي المحاصرة من جميع الجهات في مدينة سرت، أظهرت مواقف ليبيين من سكان المدينة أن المعركة من أجل كسب القلوب والعقول لم تُكسب بعد. ونقلت صحيفة لوس انجلوس تايمز عن رب عائلة يحيط به أطفاله السبعة قوله quot;إن الثوار أسوأ من الجرذان والناتو لا يختلف عن اسامة بن لادنquot;.

وكانت سرت هدفا رئيسياً في عمليات حلف شمالي الأطلسي ـ الناتو ـ طيلة الأشهر السبعة الماضية، التي ساعدت خلالها قوات الثوار في السيطرة على القسم الأعظم من الأراضي الليبية. ونقلت صحيفة لوس انجلوس تايمز عن عدة عائلات قولها إن شدة القصف الأطلسي مقترنا بالهجمات الصاروخية لقوات الثوار مؤخرا حول سرت الى quot;جحيم حقيقيquot;.

وكانت مئات العائلات غادرت المدينة يوم الأحد مغتنمة فرصة الهدنة. ولكن عائلات عديدة طلبت ايواءها في بيوت موالين للنظام خوفا من الفرار إلى الأراضي الواقعة تحت سيطرة الثوار أو غضبًا عليهم أو لعدم ثقتها بهم.

وقال رب العائلة ذو الأطفال السبعة الذي رفض، مثل عدة آخرين التعريف بنفسه، انه يستضيف 10 عائلات مؤكدا quot;ان الطعام قليل وماء الشرب ليس كافيا والغاز غير متوفرquot;. وأضاف في حديثه لصحيفة لوس انجلوس quot;كنا قبل ذلك نعيش في بحبوحة. كان لدي بيتان والآن نعيش اسوأ من الحيواناتquot;.

كما لجأت عائلات نازحة الى مدرسة مهجورة حيث تزدحم كل غرفة صف بنحو 30 شخصا ينامون على بلاط الأرض.

ورغم تأكيد الثوار أن لديهم تفويضًا شعبيًا فان كثيرين من سكان سرت قالوا أنهم يحنون إلى ليبيا quot;كما كانتquot; قبل انتفاضة شباط/فبراير. وقالت الإعلامية سوزان فرجان التي كانت تعمل في التلفزيون الحكومي الليبي لصحيفة لوس انجلوس إنها كانت تعيش quot;بحرية وكانت المرأة تتمتع بحقوق انسانية كاملة. نحن لا نريد عودة معمر القذافي ولكننا نريد أن نعيش كما كنا من قبلquot;.

ولاحظت مراسلة الصحيفة أن مكياج سوزان فرجان وعطرها من نوع شانيل واقراطها الماسية وعقدها الذهبي تتحدث عن حياة مرفهة في السابق رغم ظروف معيشتها الحالية الصعبة وملابسها التي يكسوها الغبار. وتجمعت نساء واطفال حول فرجان ثم بدأوا فجأة ينشدون quot;الله، معمر، ليبيا وبسquot;.

وبسبب انقطاع التيار الكهربائي واقتصار مصادر الأخبار على المحطات الرسمية العاملة داخل سرت فان سكان المدينة ليس لديهم علم بحقيقة ما حدث خلال الأشهر الستة الماضية، بل أن كثيرين يعتقدون أن مدينة مصراتة وقعت تحت سيطرة خليط من القوات البرية لحلف شمالي الأطلسي ومتطرفين إسلاميين.

وبادر مقاتلون في قوات المجلس الانتقالي إلى تنظيم حملة دعائية بالنيابة عن المجلس موزعين الغذاء والوقود والامدادات الطبية على النازحين من المدينة. وقال المقاتل احمد زبير (27 عامًا) إن على الثوار أن يبينوا للسكان انهم ليسوا كما يدعي القذافي.

وظهرت انقسامات وبلبلة بين بعض النازحين. ففي المدرسة المهجورة هتفت بعض النساء بحياة القذافي، ولكن أخريات استهجن الهتافات واعلن تأييدهن للثوار. وقال النازح محمد فرجان (25 عاما) مازحًا quot;نحن ديمقراطية العائلة الواحدةquot;.

ورغم أن والدي فرجان نددا باسقاط النظام فان محمد نفسه قال إنه كان ضد القذافي قبل الانتفاضة. وذهب إلى أن السلطات عرضت عليه آلاف الدولارات مقابل وقف حملته على فايسبوك ضد القذافي.

وقال فرجان إن خدمة الانترنت تعطلت في ليبيا بعد انفجار الاحتجاجات الجماهيرية في شباط/فبراير. ثم بدأ مع ثلاثة من اصدقائه يلعبون لعبة quot;القط والفأرquot; مع سلطات النظام بكتابة الشعارات المعادية للقذافي على الجدران في سرت. وأكد فرجان ان الغالبية العظمى من سكان سرت البالغ عددهم 100 الف كانوا لا يحبون القذافي، ولكن عندما بدأ القصف بدأ غالبيتهم يؤيدونه من جديد، بحسب محمد فرجان في حديثه لصحيفة لوس انجلوس تايمز.