الهادي شلوف، أحد أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة الليبية الجديدة |
انتقد الهادي شلوف، أحد أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة الليبية الجديدة، الطريقة التي تسير فيها الأمور في ليبيا، محذرا من محاولات من أسماهم بـ quot;أزلام القذافيquot;، العودة إلى حكم ليبيا وتبديدكل المكتسبات التي حققتها الثورة.
طرابلس:قال الدكتور الهادي شلوف، أحد أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة الليبية الجديدة، إن ثمة صراع على السلطة في البلاد بين الإسلاميين وبقايا نظام العقيد معمّر القذافي.
وحذر شلوف من محاولة من أسماهم بـ quot;أزلام القذافيquot;، العودة إلى حكم ليبيا وتبديدكل المكتسبات التي حققتها الثورة.
وأضاف في حوار مع موقع quot;سي أن أن بالعربيةquot;: quot;لقد دعوت مند بداية الثورة إلى تشكيل مجلس من الثوار والابتعاد عن أزلام القذافي، ولكن للأسف، فقد امتطى هؤلاء الثورة، وقاموا بقرصنة سفينة الثورة، وبدأوا في تعيين أقربائهم وأصدقائهم في مؤسسات الدولة للسيطرة على البلاد والعبادquot;.
ودعا زعيم حزب العدالة والديمقراطية إلى نظام حكم ديمقراطي يقوم على سيادة القانون والفصل بين السلطات، كما نادى بأن quot;يكون هناك برلمان يتكون من مجلس للنواب ومجلس للشيوخquot;.
وأضاف: quot;يجب أن تكون لدينا في ليبيا سلطة قضائية مستقلة وإعلام حر واحترام لحقوق الأفراد وحرية الرأي والتعبير، ولكن هذا لا يتم إلا بوجود دستور مدني حديث عصري يتوافق مع احتياجات البلادquot;.
وكان رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، قد أكد في وقت سابق أن quot;الإسلام سيكون المصدر الرئيس للتشريع في ليبيا،quot; الأمر الذي رأى فيه البعض quot;دعوة مبطنةquot; إلى تحويل ليبيا إلى دولة إسلامية على غرار النموذج السعودي أو الإيراني، وبالتالي استبعاد التيارات الليبرالية أو quot;السياسية اللادينيةquot;.
تجنب شلوف التعليق على هذا الأمر، لكنه أكد من وجهة نظره كباحث قانوني، أن الدستور سيحترم رغبة الشعب وquot;يجب عليه أن ينطلق من مبادئ وثقافة وأعراف وتقاليد الشعب المرتبطة بالعروبة والإسلامquot;.
وأثارت زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرونأخيرًا لطرابلس الكثير من الأسئلة، حتى إن البعض قال إن الحكومة الجديدة ستقدم فروض الولاء لـquot;أصدقاء ليبياquot; الذين ساعدوا في نهاية حكم القذافي، ويريدون quot;حصتهمquot; من النفط الليبي.
وعلق شلوف على هذا الأمر بالقول: quot;الاقتصاد والنفط يرتبطان بمبدأ عام هو العرض والطلب، وستأخذ الحكومة التي سنشكلها هذا الاعتبار بحسبانها، ولكن يجب ألا ننسى موقف فرنسا وبريطانيا، ونحن نشكرهم على مساعدتهم للشعب الليبي، ومن هذا المنطلق ستكون لنا علاقات خاصة مع هذه الدولquot;.
في السياق عينه، يؤكد شلوف أن الاقتصاد الليبي quot;بعد تحريره من قبضة القذافي وزبانيته سيُبنى على مبادئ عامة تتوقف أولاً على مصلحة البلاد، ثم على العلاقات مع اقتصاديات العالم وسوق العرض والطلبquot;.
ويضيف: quot;سوف يخضع اقتصادنا إلى رقابة قضائية وبرلمانية شديدة حتى لا يحصل أي فساد مع حرية الاقتصاد وحرية المنافسةquot;.
ويرى بعض المراقبين أن ليبيا مرشحة لمنافسة الخليج العربي في جذب الاستثمارات وquot;سحب البساطquot; من تحت منطقة الخليج العربي.
ويعلق شلوف قائلا: quot;لسنا في موضع منافسة مع دول الخليج أو غيرها، نحن سنتعاون مع دول العالم كافةمن اجل بناء اقتصاد ليبي يوفر السعادة للشعب الليبيquot;.
وحول الخطوات التي سيقوم بها في حال نجاحه بمنصب أول رئيس حكومة ليبية بعد القذافي، يقول شلوف: quot;سنقوم في البداية بتشكيل لجان تأسيسية من 25 خبير لصياغة الدستور، والعمل على الاستفتاء عليه، واختيار وزراء منكل التوجهات السياسية والأيديولوجية في ليبيا، وفقًا للكفاءة والخبرة والتجربةquot;.
وأكد شلوف أنه سيعمل على إلغاء الاتحاد المغاربي quot;لأنه مشروع سياسي يخدم مصالح الحكام في المغرب العربيquot;، مشيرًا إلى أنه سينشئ مكانه سوقًا مشتركة لدول شمال أفريقيا quot;بعيدًا عن التعامل السياسي والمهاترات السياسية، لكن بالخضوع إلى قوانين اقتصاديةquot;.
وأضاف إن quot;تجربة الاتحاد المغربي كانت سياسية، هدفها محاربة المعارضة والمعارضين للحكومات في المغرب العربي، ولهذا فشلت، كما إنها تجاهلت دولة مصر العربية، مما أدى إلى اختلال في المصالح والأهدافquot;.
وقال إنه سيعمل على الاستفادة من تجربة الاتحاد الأوروبي، quot;الذي بدأ بسوق مشتركة ومن السوق الآسيوية واتفاقيات الشراكة وعولمة الاقتصاد لبناء شمال أفريقيا اقتصاديًا، واستيعاب العمالة المحلية لشمال أفريقيا، وتوفر سبل العيش لكل سكان شمال أفريقيا من اجل التقدم والازدهارquot;.
وأضاف: quot;هذا لا يتم إلا بالسماح للعمالة بالتحرك بحرية وإلغاء التعريفة الجمركية وإنشاء مواصلات سريعة بين هذه الدول لاستقبال المنتجات وغيرهاquot;.
وحول رؤيته لشكل العلاقة السياسية والاقتصادية مستقبلاً بين ليبيا وبلدان المغرب والعالم العربي عمومًا، قال شلوف: quot;ليبيا جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، وأيضًا جزء من شمال أفريقيا العربي، وسوف نركز مستقبلا - كما أسلفت - على إنشاء سوق مشتركة لدول شمال أفريقياquot;.
السلطات الليبية الجديدة quot;تقدرquot; حضور الكنيسة
من جهة ثانية اعلن موفد البابا الى ليبيا السفير توماسو كابوتو في مقابلة ان السلطات الليبية الجديدة تنظر برضى الى حضور الكنيسة quot;الايجابي الى جانب الاخوة المسلمين.
ويزور الاسقف كابوتو، وهو السفير البابوي في مالطا وليبيا، طرابلس لإجراء اتصالات هي الاولى مع السلطات الجديدة في المجلس الوطني الانتقالي.
وفي مقابلة مع اذاعة الفاتيكان، اوضح الدبلوماسي الفاتيكاني المقيم في شكل دائم في مالطا ان quot;لديه أملاً كبيرًا بالنسبة الى مستقبلquot; ليبيا بعد الاطاحة بمعمّر القذافي.
وتحدث كابوتو عن حضور للكنيسة يحظى quot;بتقدير كبيرquot; وquot;ايجابي الى جانب اخواننا المسلمينquot;، وذلك بعد لقائه العديد من المسؤولين، في مقدمهم محمود جبريل، رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي.
واكد كابوتو ان المسؤولين الليبيين quot;أكدوا لي أن الكنيسة تحظى بالتقدير، وحدثوني عن اهمية العلاقات مع الكرسي الرسولي، اللاعب المهم على الصعيد الدوليquot;.
وتتألف الجالية الكاثوليكية المحدودة في ليبيا من عمّال اجانب يتحدرون من افريقيا السوداء، وسارعوا الى الفرار من النزاع الاخير.
ومنذ بدء النزاع، عارض الفاتيكان العمليات العسكرية، ودعا من دون جدوى الى التفاوض بين الثوار والنظام الليبي.
ولم تجر الاتصالات الرسمية بين موفد البابا والسلطات الجديدة إلا بعد سقوط نظام القذافي واعتراف دول عديدة بالمجلس الوطني الانتقالي.
الأوضاع الميدانية
على الصعيد الميداني، استخدمت قوات المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا الدبابات لقصف وسط مدينة سرت، مسقط رأس العقيد معمّر القذافي، فيما يبدي انصاره مقاومة شديدة في المدينة.
وواصل السكان المدنيون الفرار من المدينة، التي تشهد قتالاً منذ اسابيع، فيما حذرت منظمات الإغاثة من أن هجومًا شاملاً على المدينة يعرّض حياة الكثيرين للخطر.
وبحسب موقع quot;بي بي سيquot; فإن القصف مساء الثلاثاء كان أكثر دقة، وان القوات الحكومية تصرّ على انها لن تحاول الآن الاستيلاء تمامًا على سرت رغم تصريحات القادة السياسيين للانتقالي بأن سقوط سرت هو العقبة المتبقية امام اعلان النصر النهائي على القذافي.
ويشكو المقاتلون في سرت من انعدام التنسيق مع المجموعات التي تهاجم المدينة من الشرق.
وشوهدت نحو 200 سيارة تغادر سرت الثلاثاء محملة بأسر المدنيين ومتاعهم، لكن لا يعرف على وجه التحديد كم من المدنيين تبقى في المدينة.
وفي مدينة اخرى تشهد قتالاً مع انصار القذافي، هي بني وليد، الجنوب الشرقي من طرابلس العاصمة، تقول قوات الانتقالي إن نجل القذافي سيف الاسلام يقود المقاومة هناك.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن عادل بنيور احد قادة قوات الانتقالي هناك قوله: quot;اسرنا عميدًا من الكتائب الموالية للقذافي، وقال ان سيف الاسلام في بني وليد، وانه يدير العمليات العسكرية هناكquot;.
وكانت قوات المجلس الانتقالي تمكنت من السيطرة على قرية أبو هادي مسقط رأس القذافي قرب سرت يوم الاثنين، واحكمت سيطرتها عليها الثلاثاء.
ونقلت وكالة رويترز عن فريق من الصليب الاحمر، تمكن من توصيل امدادات طبية الى مستشفى سرت، ان الكهرباء انقطعت عن المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة. ويقول مدنيون إن كثيرًا من الشوارع غارقة في المياه.
وتتعرض سرت لهجوم منذ نحو ثلاثة اسابيع، حيث تواجه قصفًا شبه متواصل من جانب قوات الحكومة الانتقالية وضربات جوية من حلف شمال الاطلسي.
ويبدي المقاتلون المؤيدون للقذافي مقاومة شرسة، ويقول حلف الاطلسي وبعض المدنيين ان المقاتلين يجندون بالقوة سكانا للمحاربة الى جانبهم ويمنعون الناس من الخروج.
التعليقات