الخرطوم: يعاني كارلو السوداني الجنوبي منذ تسعة اشهر مثله مثل الاف الجنوبيين الاخرين المحاصرين في شمال السودان، من البطالة والجوع، فهم يعيشون في معسكر من الخيام لا يعرفون متى سيغادرونه الى وطنهم الذي نال استقلاله حديثا، الى ان حمل مشروع تسيير قطار بين الشمال والجنوب الامل اليهم.

ويبلغ طول الرحلة حوالى 1300 كلم الا انها تمر في مناطق تدور فيها معارك بين الحكومة السودانية ومتمردين تابعين للحركة الشعبية شمال السودان، مما سيجعل رحلة القطار هذه تستغرق اكثر من اسبوعين.

وقال كارلو البالغ الستين من العمر والاب لخمسة اولاد وهو يتحدث من محطة قطارات الشجرة الواقعة في ضاحية جنوب الخرطوم quot;لقد انتظرنا هنا طويلا وعانينا كثيرا وسنكون سعداء جدا في حال اقلنا القطار الى وطنناquot;.

واوضح ان نحو 3700 جنوبي يعيشون في هذا المعسكر وهم ينتمون الى منطقة بحر الغزال في جنوب السودان.

ويشكو سكان هذا المعسكر من عدم وجود محطة مياه تزود سكانه بالمياه وبعضهم مضى على وجوده فيه اكثر من 11 شهرا بانتظار الترحيل، في حين ينتظر اخرون في محطات اخرى.

وهناك نحو 13 الف جنوبي ينتظرون ترحيلهم على سفن عبر نهر النيل من مدينة كوستي (350 كلم جنوب الخرطوم) الى مدينة الرنك التي تقع في جنوب السودان على مقربة من الحدود مع دولة السودان.

وخلال الاشهر الثلاثة القادمة تعتزم منظمة الهجرة الدولية التابعة للامم المتحدة ترحيل 18 الف جنوبي من الشمال، على ان يرحل ثلثاهم عبر القطارات والنقل النهري، وعلى ان تغادر رحلة القطار من محطة الشجرة نهاية الاسبوع القادم.

وقال الجنوبي ادود وول وول، الوالد لستة اطفال الذي يعيش في الخرطوم منذ 1988 quot;ليس لدينا عمل هنا وليس لدينا طريقة لنكسب بها عيشنا نريد العودة الى وطنناquot;.

وادود هو واحد من ملايين الجنوبيين الذين فروا من الحرب الاهلية التي استمرت نحو 22 عاما بين الحكومة السودانية ومتمردي الجنوب السابقين.

ومنذ العام الماضي بدأ الجنوبيون بالعودة الى بلادهم ليساهموا في بنائها بعد ان حصلت على استقلالها في تموز/يوليو 2011، خصوصا بعد ان بات عليهم الحصول على اذونات اقامة في حال قرروا البقاء في الشمال.

ويقول كارلو quot;لدينا مخاوف من ان نتعرض للعنف او ان نفقد حريتنا اذا بقينا هنا لان الانفصال عقد كل شئquot;.

ومنذ تشرين الاول/اكتوبر الماضي عاد الى الجنوب نحو 360 الف شخص بعد ان حصلوا على مساعدات من حكومة جوبا (عاصمة جنوب السودان) التي عادت واوقفت هذه المساعدات لعدم توافر التمويل.

ومطلع هذا العام نقلت منظمة الهجرة الدولية 14 الف جنوبي من الشمال للجنوب، وتقول ان الظروف سيئة في معسكرات الترحيل وانها حصلت على تمويل لمواصلة نقل الجنوبيين من الشمال الى الجنوب.

ويقول جونسون بارون نائب رئيس المنظمة ومنسق المشروع quot;الهدف من هذه العملية هو تجنب كارثة انسانيةquot;.

واضاف ان quot;المعسكرات التي يتجمع فيها الجنوبيون مزدحمة جدا، وفي معسكر كوستي الذي بني ليستوعب 1200 شخص فقط يعاني الناس من الاسهال والملاريا اضافة الى سوء التغذيةquot;.

وتقول منظمة الهجرة الدولية بانها تجابه تحديات لوجستية لتأمين الطعام والماء والعناية الطبية للجنوبيين المرحلين الى بلدهم خلال رحلة القطار التي من المتوقع ان تستغرق ثلاثة اسابيع.

والقافلة المؤلفة من ثلاثة قطارات ينقل كل منها نحو 1500 شخص ستقطع منطقة جنوب كردفان التي تدور فيها حرب مما يجعل امر سلامة المسافرين غير مضمون، خصوصا ان احد القطارات تعرض لهجوم دام في حزيران/يونيو الماضي.

الا ان وزارة الشؤون الانسانية السودانية تعهدت ضمان سلامة قافلة القطارات.

وفي محطة الشجرة للقطارات تتراكم اكوام من الاثاث بجانب الخيام ويؤكد الجنوبيون انهم يريدون نقل اثاثهم معهم لمساعدتهم في بناء حياتهم الجديدة هناك، مع ان هناك مشكلة في نقل كل هذه الحمولة من الاثاث.

ويقول كارلو quot;ارسلت عددا من افراد اسرتي الى الجنوب وانا وانتظر هنا من اجل ضمان ارسال اثاثي وكلي امل بان اتمكن من نقلها معي في الرحلة نفسهاquot;.

a