في الوقت الذي يتوصل فيه الاشتراكيون الفرنسيون بنهاية الشهر الحالي الى تحديد مرشحهم الرئاسي لمنازلة ساركوزي، يكون وافد جديد على الإليزيه قد سرق منهم كل الأضواء الإعلامية الممكنة... وكل هذا بفضل توقيت مدهش أُتيح لسيدة البلاد الأولى.


ساركوزي يتحسس غرسه

بدأت فرنسا - أو المعارضة الاشتراكية على الأقل - ما يمكن وصفه بأنه نسخة من الانتخابات الرئاسية التمهيدية في أميركا. فقد نفض المرشحون الاشتراكيون الغبار عن بياناتهم القديمة والجديدة، وبدأت الصحف، ووسائل الإعلام الأخرى، تناول المرحلة الفرنسية المقبلة بالتعليق والتحليل بناء على تصريحاتهم واتجاهاتهم.

فقد بدأت الوجوه الاشتراكية المألوفة تظهر بعرض البلاد وطولها.. من مارتين اوبري، مرورا بفرانسوا أولاند ووصولا الى سيغولين رويال... وجوه تحث الناخب على دفع رسوم الاقتراع (يورو واحد) والتصويت لمرشح يمثل الحزب الاشتراكي ويحاول باسمه منع نيكولا ساركوزي من العودة الى سدة الرئاسة في الإليزيه.

لكن هذه سياسة بالطبيعة. والسياسة، رغم الحاجة الماسة اليها، مضجرة في آخر المطاف. ولهذا فقد بدأت مواقع الانترنت الاجتماعية تعجّ الآن بموضوع بديل هو laquo;لو بيبيraquo;... (الوليد) الذي سيرزق به الرئيس ساكوزي وعقيلته كارلا بروني. وما لا تخطئه العين الآن هو أن كارلا ما كانت لتختار توقيتا أفضل من هذا للولادة حتى لو تُرك الأمر بيدها.

كارلا بروني على مبعدة ثلاثة اسابيع من الحدث السعيد
فتبعا لتوقعات الأطباء، يفترض لكارلا أن تضع وليدها في أواخر الشهر الحالي. وهذا هو، بالضبط، الموعد المفترض أن يكون الاشتراكيون قد توصلوا فيه الى اختيار مرشحهم لمنازلة زوجها في انتخابات 22 أبريل / نيسان المقبل.

ولن يُجهد المرء كثيرا لتخمين أن الوليد الجديد سيخطف كل الأضواء الإعلامية من أي أحداث أخرى بما ومن فيها المرشح الاشتراكي لمنازلة والده ساركوزي. وسيكون هذا هو حديث الأعمدة والتحليلات و المدونات الشخصية والمطاعم والمقاهي وسائر الصالونات الباريسية الأخرى. ووفقا للصحافة البريطانية التي تناولت النبأ فإن كارلا بروني تُهنّأ بشدة على هذا التوقيت المدهش الذي يضيف معنى آخر جديدا لعبارة laquo;التخطيط الأسريraquo;.

ويذكر أن لكارلا ابنة من زواج سابق هي اورليان إنتوفن. ولساركوزي ابنان من زواجه الأول هما بيير وجان، وابنا ثالثا من زواجه الثاني هو لوي. وكان الاثنان قد عقد قرانهما في 2008/ بعد فوز ساركوزي بالرئاسة وفي أعقاب طلاق صاخب مع زوجته الثانية سيسيليا.

والواقع أن ساركوزي يعلم في دخيلة نفسه ولا شك أن حسن الطالع أنعم عليه بهذه السوبر موديل - المغنية - الممثلة... فقد كانت هي، بأنوثتها وأناقتها، التي رشّت زيارة الدولة التي قام بها الى بريطانيا ببعض غبار الذهب السحري الذي كفّ عنها صفة laquo;المضجرةraquo;. وفوق هذا فقد نالت دورا لها في فيلم لوودي ألان، وأصدرت ألبوما غنائيا لآخر إنتاجها الفني.

وربما كان على كارلا الآن أن تجلس الى كمبيوترها الصغير الأنيق لتأليف كتاب عن فنون المطبخ الفرنسي للأم والطفل. وعندها تكون قد أكملت، مرّة وإلى الأبد ربما، دمار الحزب الاشتراكي!